الكآبةُ التي تباغتنا على حين غرةٍ، وتصرعنا مثل جزارٍ يذبحُ شاةً، هي إمَّا من العدو، وإمَّا من البقايا الطبيعية الآدمية القديمة.
فإذا كانت من العدو، فإن النفس تحسُّ بأنها محاصرةٌ من الخارج، ولكنها ترى ينبوع سلام الروح القدس يتدفق فيها، ولذلك إذا جزعتْ تفيق فوراً، والعدو لا يقوى عليها، ولا يقدر أن ينهب أمتعتها، إلاَّ إذا غادر القوي مكانه وتركه خاوياً. وهكذا، إذا غادر العقلُ ميناءَ سلامه وعاش في خواءٍ، فإن أصغر الأرواح المعاندة تصرعه وتقوى عليه. أمَّا إذا ظل العقلُ في شركة السماويات، فإنه قد يُباغَت من الدار الخارجية، ولكنه من الداخل يظل في هدوء السماويات وعدم انزعاج، وحِفظ القوة الإلهية التي تضبط كل شيء داخله.
2 تعليقان
سلام يا دكتور،
عندي سؤال في النقطة رقم 13 من رسائل القديس صفرونيوس لعلاج الكآبة:
مكتوب ” لكن الخطية تقود إلى برودة القلب عدم الإكثراث والإستخفاف ثم تسكب الأحزان في القلب؛ لأن المشورة الفاسدة لم تنجح، ولأن الضمير أخذ ما ظن أن فيه سعادته ووجده غير كامل أو أ الإنسان تذوق الشر ووجده غير كاف فظل ينحدر باحثا عن السعادة حتى تلاشى الإحساس بالحياة القديمة التي تعود وتقابلنا، إذ لم نسلك بفطنة وحكمة الروح.
ماذا يعني بـ ” تلاشي الإحساس بالحياة القديمة التي تعود وتقابلنا، إذ لم نسلك بفطنة وحكمة الروح “؟
الأخت مارينا
سلام في الرب مصدر حياتنا
الفقرة رقم 13 تقول لنا أن الحياة الجديدة لابد وأن تنمو لأن الخطية تعلم الإنسان عدم الاكتراث وهل يوجد أفظع من أن يقامر إنسان بمصيره الأبدي في سعادة وقتية زائلة وفقدان السعادة يجعلنا ننسى شرور الحياة القديمة التي توحي لنا بأن القديم كان أفضل وأن الجديد ضيق وصعب وليس فيه ثمر والإحساس بالحياة القديمة يتلاشى إذا لم ننمو أو نسلك بفطنة وحكمة الروح القدس المعلنة في الوصايا والأسفار المقدسة.
أرجو أن يكون هذا الرد واضح.