مهما حشدنا من شرح أو دفاع عن تجسد ابن الله، فالذي غاب من الشرح والدفاع هو الموضوع الأصلي: الإنسان. لقد حقق التجسد رسالته الأبدية التي نتحاور معها منذ أن سمعنا الإنجيل، أي البشارة، وهي بشارة اللحم والدم، ولم تكن هذه البشارة بشارةً بالكلام أو بالخطاب فقط. كان الكلام أو الخطاب متجسداً في شخص، ولم يتجسد في نظام، ولا في منظومة عقائدية. هذه قد تكون إحدى طرق الدفاع العقلي عن تجسد ابن الله، وهي مطلوبة في مواجهة التحدي العقلي الوافد مع الثقافة، والذي تدفعه العادات الاجتماعية والمُثُل التي نتمسك بها، غير أن هذا الدفاع رغم أهميته، إلا أنه يفشل عادةً في استعلان عزة وكرامة الإنسان الذي لأجله جاء الابن وتجسد؛ لأن الدفاع يكون عندئذٍ عن التجسد، وفي غمرة وسخونة الدفاع، ننسى أن التجسد يهدف إلى الإنسان نفسه.
عواصف الأصولية القبطية … متى يهل علينا فجر التنوير؟ – 2
التعليقات
مواضيع ذات صلة
Related Posts
- عواصف الأصولية القبطية ... متى يهل علينا فجر التنوير؟
هذه محاولة، وكل محاولة ليست كاملة، فلستُ مِن دعاة التنزيل. وأعني بكل دقة، أنني…
- مدرسة الحكمة القبطية
كلمة الدكتور جورج حبيب بباوي للشعب القبطي تعليقا على حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية. النفوس…
- ذكرى نياحة أبونا متى المسكين
بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لنياحة الأب متى المسكين يعرض لنا الدكتور جورج حبيب بباوي العلامات…