لقد طلب الرب يسوع أن نحمل الصليب، وقد حَمَله هو قبل أن يُصلب. فكيف صارت آلة التعذيب علامةَ خلاصٍ، بل ختم الملك المسيح يسوع ربنا الذي مُسح بالروح القدس لكي يُصلب ويحول أداة القتل إلى علامة انتصار؟
لقد تقابل الحب الإلهي مع الكراهية التي حاولت القتل والصلب، واستطاعت ذلك، ولكن هكذا استُنفِذت قوة الكراهية، وصلت الى النهاية التي لا تملك بعدها أي امتداد آخر، ومن هنا، جاء انتصار المحبة. أبادت المحبةُ الكراهيةَ بأن صارت نهاية الكراهية، القيامة. وحتى في كفاح الشعوب نفسه، عبر تاريخ نضال البشر، يقف العنف حتى الدموي منه عند آخر محطة له، وهي التدمير؛ لكي تبدأ الشعوب في البناء الذي يعجز العنف أن يمنعه.