عاش (الأب فليمون المقاري) بيننا ولم نحس به، ولا أدركنا أنه خزانةُ هائلةُ لأسرار الحياة الروحية الأرثوذكسية. كان قليل الكلام، وكان يتظاهر بأنه لا يسمع ولا يفهم، ولذلك انصرف الناس عنه حتى رهبان الدير اعتقدوا أنه “بسيطُ”، لا ضرر منه ولا منفعة، وهكذا عبر في هذه الحياة دون شجار، ودون معارك كلامية من أي نوع.
كان الأب فليمون يتكلم كمن يقرأ من كتاب، وكانت الأفكار متواصلة مرتبة. وتحت رداء البساطة والسذاجة، ظهر راهب قبطي حقيقي درس الصراع الروحي وخططه وأتقن الحرب الروحية، وهو هنا مثل قائد يعمل في ميدان القلب، ينقي هذا القلب ليكون عرشاً للثالوث.
وتمر سنوات على نياحة الأب فليمون. والآن، وقد نساه أغلب الذين يعرفونه، صار من الضروري أن أكتب من أجل الكنيسة ومن أجل مجد المسيح.
تنزيل الملف
In_the_wilderness_of_St_Macarius.pdf
تعليق واحد
الموقع مفيد جدا