يرى الدكتور يوسف زيدان أن هناك امتداداً تراثياً يصل بين المسيحية والإسلام. وهو يؤكد من خلال مصطلح “اللاهوت العربي” الذي يطرحه للمرة الأولى، أن ثمة نقاطاً مفصلية مهمة ومهملة تجمع بين تراث الديانتين الكبيرتين: المسيحية والإسلام. بل تجمع هذه النقاط المفصلية الواصلة بين تراث الديانات الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام، التي هي فيما يرى (هو) أنها ديانة واحدة ذات تجلياتٍ ثلاثة.
وإذا كان الدكتور زيدان قد نوَّه في أولى صفحات الكتاب عن أن هذا الكتاب لم يُوضع للقارئ الكسول، ولا لأولئك الذين أدمنوا تلقي الإجابات الجاهزة عن الأسئلة المعتادة، فها هو موقع الدراسات القبطية واللاهوتية يقدم – على جزئين – قراءةً نقديةً لبعض أطروحات هذا الكتاب من وجهة نظر الخصوصية المسيحية للدكتور جورج حبيب بباوي، إسهاماً من الموقع في إذكاء روح النقاش العلمي، علَّ القارئ أن يقطع برأيٍ فيما إذا كان هذا الكتاب بالفعل يُقدِّم أو يؤخِّر كما ورد في التنويه المشار إليه.
ويهم الموقع أن ينبه إلى أن نشر مثل هذه القراءة لا يُعد – بحال من الأحوال – خروجاً عن سياسته التي اختطها منذ البداية من أن جميع الموضوعات والنقاشات التي تُنشر فيه تندرج تحت باب الحوار المسيحي – المسيحي، وذلك تأكيداً على خصوصية الموقع والمواد المنشورة فيه، واحتراماً منه لعقائد الآخرين أياً كانت.
11 تعليق
كل ما احاول اعمل داونلود عشان اشوف المحاضره مقدرش و تطلع رسالة تقول
404 Error File Not Found
ارجو الافادة.
دمتم جميعا في النعمه
تم حل المشكلة
نشكرك على تنبيهنا
أخيراً الرب استجاب لصلاتى و تم الرد على يوسف زيدان من عالم كبير مثل الدكتور جورج حبيب بباوى ، لكن ما يحزن فعلاً إن العلماء فى مركز دراسات الآباء لم يردوا لا على اللاهوت العربى و لا على رواية عزازيل من قبل و هم الأقدر و الأجدر بهذا من الأنبا بيشوى.
ياريت يا دكتور جورج تشرح لنا أصل كلمة “ديانة” لغوياً و لاهوتياً و تاريخياً فى الجزء الثانى من ردك و أيضاً توضح إذا كانت المسيحية ديانة أم لا .
لا بد من وضع خريطة للرد ونقاط تضمن التغطية الوافية
ومن المفيد استخدام برامج المونتاج التي تتفادى التكرار والتطويل
انا مبسوط ان يوجد من يتابع كتابات زيدان وانا لللاسف الشديد اشتريت كتبة وادعوا الجميع ان لا يشترو كتب يوسف زيدان لانة ما قيل عن كتبة وخاصة رواية عزازيل جعلتة كاتب فذ ولولا ما اثير عنها ماكان احد اشتراها وشجع زيدان او ار الشروق بتبنية فى تخاريفة وكل كتبة فيها لغط علمى وتاريخى والدكتور جورج نقد كتابة اللاهوت العربى وشكرا لة لانة الكثيرون لايعرفون عن هذا الموضوع واخيرا لى عتاب على الاخ قيلبس الارثوذكسى والكلام الغير صحيح عن رد الانبا بيشوى على زيدان واضح جدا انك شاهدت لقاء الانبا بيشوى مع محمود سعد ولم تقراء الرد الكامل على الرواية الذى رد بة الانبا بيشوى علية كلمة كلمة حتى على الاسقف الرومى الذى ايد زيدان فى بعض الاحداث واثبت انة جاهل بناريخ الكنيسة القبطية ارجوا من اى شخص يقراء ويدرس ويفهم ويسال مش عيب قيما لايعرفة والرب يسوع المسيح يبعد عنا الشيطان وافعالة سواء من خارج الكنيسة او داخلها لنكون فعلا ابناء للمسيح ولا نفرج علينا جاهل او متجاهل
الأخ مدحت تانغو .. من الذى عرف سيادتك بأنِّى لم أقرأ كتاب الأنبا بيشوى ؟؟ و كمان عرفت أننى لم أقرأ الكتاب لكن شاهدت اللقاء مع محمود سعد !!!! و كيف استنتجت هذا من سطر وحيد كتبته أنا؟؟ أنا مهتم بفكر يوسف زيدان من ساعة ظهوره على الساحة عام 2008 ، أنا متفق معاك ان كتاب الأنبا بيشوى أكثر من رائع لكن كل الذى قلته أن الدكتور جورج و العلماء فى مركز الآباء أقدر من الأنبا بيشوى .. و السبب هو التخصص .. علماء أفنوا حياتهم فى دراسة التراث المسيحى هم الأقدر و الأجدر للدفاع عن هذا التراث .. ضع فى اعتبارك أن رد الأنبا بيشوى لم يكتبه وحده لكنه كتبه مع مجموعة بحثية … هذا ليس مجاملة للاهوتى كبير مثل الدكتور بباوى ، لكنها حقيقة أعترف بها
أخى الحبيب أرجو منك فقط أن تفكر قبل أن تكتب ، خصوصاً أنك تكلمت عن شخص لا تعرفه… و على فكرة هذا ليس تبريراً لما فُهم خطأ من تعليقى لكنها نصيحة أتمنى أن تعمل بها ألا تتلكم عن شخص لم تعرفه و لا تعرف ما قرأه أو سمعه .
تعليقى سوف يكون على الفكر الذى يفرح ويُهلِّل و يُطبِّل و يزغرَّد لأى كِتاب و لكل من يكتب بدون بحث أو تروى ، فعندما ظهرت رواية عزازيل ليوسف زيدان تمنى كل مسيحى أن يظهر رد أرثوذكسى أكاديمى على هذه الأفكار خاصة على تلك الأحداث التاريخية التى لم تكن مألوفة بالنسبة لعامة الأقباط ، و جاء كتاب الأنبا بيشوى مطران دمياط “الرد على البهتان فى رواية يوسف زيدان ، عزازيل” كأحد الردود الذى سبقه رد القمص الفاضل عبد المسيح بسيط” رواية عزازيل هل هى جهل بالتاريخ أم تزوير للتاريخ” لكن لى عده ملاحظات على كل هذه الردود:
أولاً : القراءة الإسلامية للمسيحية :
هذه الجزئية لم تأخذ حقها فى أى من الردود ، فقط مجرد إشارات عابرة فى كتاب الأنبا بيشوى فى صفحة 23 أن المسلمين إعتبروا أريوس مقدمة من مقدمات الإسلام و أعطوه اسماً اسلامياً و هو “عبد الله بن أريس” ..حتى هذه الفكرة الاخيرة أوردها الأنبا بيشوى على لسان يوسف زيدان نفسه!!!
و هنا دعونى اختلف مع دكتور جورج حبيب بباوى فهذه الأفكار ليست مجرد نقل عن كتب أوروبية صدرت فى المئة سنة الأخيرة فقط .. بل هى ترديد لأفكار إسلامية جائت فى كثير من كتب التراث الإسلامى ، عن المسيحية.. خصوصاُ مسأله إعتبار الهراطقة موحدين و مسلمين قبل الإسلام .و أحد الأمثلة البسيطة على ذلك ما جاء فى كتاب ” الفصل فى الملل و الأهواء و النحل” لأبو حزم الأندلسى باب الكلام فى النصارى و ذكر مناقضات الأناجيل:
“و النصارى فرق منهم أصحاب أريوس وكان قسيساً بالإسكندرية ومن قوله التوحيد المجرد وأن عيسى عليه السلام عبد مخلوق وأنه كلمة الله تعالى التي بها خلق السموات والأرض وكان في زمن قسطنطين الأول باني القسطنطينية وأول من تنصر من ملوك الروم وكان على مذهب أريوس هذا. ومنهم أصحاب بولس الشمشاطي وكان بطريركاً بأنطاكية قبل ظهور النصرانية وكان قوله التوحيد المجرد الصحيح وأن عيسى عبد الله ورسوله كأحد الأنبياء عليهم السلام خلقه الله تعالى في بطن مريم من غير ذكر وأنه إنسان لا إلهية فيه وكان يقول لا أدري ما الكلمة ولا روح القدس. وكان منهم أصحاب مقدونيوس وكان بطريركاً في القسطنطينية بعد ظهور النصرانية أيام قسطنطين بن قسطنطين باني القسطنطينية وكان هذا الملك أريوسياً كاتبه وكان من قول مقدونيوس هذا التوحيد المجرد وأن عيسى عبد مخلوق إنسان نبي رسول الله كسائر الأنبياء عليهم السلام وأن عيسى هو روح القدس وكلمة الله عز وجل وأن روح القدس والكلمة مخلوقان خلق الله كل ذلك… وأما نحن فنقول والعيسوية من اليهود معنا والأريوسية والبولقانية والمقدونية من النصارى أنه عبد آدمي خلقه الله تعالى في بطن مريم عليها السلام
كما أن هذه الأفكار نجدها فى كتاب “محاضرات فى النصرانية ” الذى يحيل على ” الفصل فى الملل و الأهواء و النحل ( انظر محاضرات فى النصرانية صفحة 115 ـ 122، 126 ) بل انه يضيف اليهم أوسابيوس اسقف نيقوميدية
و لا ننسى أن يوسف زيدان هو فى الأول و الآخر استاذ للفلسفة الاسلامية و باحث فى التراث العربى و المخطوطات كما يدل على ذلك موقعه الالكترونى فقد رأى انه لا بد ان يكون له دور فى حمله التشكيك ضد المسيحية خاصة بما يملكة من أدوات قوية جداً مثل قوة الأسلوب و المعلومات المستفيضة و تعاطف المسلمين ، عامة كانوا أم مثقفين ، حتى و إن كانت هذه الأفكار “تخاريف” فى أعين السُزَّج من آحاد الناس .. فهى أفكار مترسخة فى أعماق الفكر الأسلامى ، مدعمة بفكر ضد المسيح الضارب بأعماقه فى جزور التاريخ !
نحن نطلب من كل من يرد بما فيهم الدكتور جورج فى الأجزاء القادمة من رده أن يؤصِّل لنا هذه الفكرة من كتب التراث الإسلامى ، فكل رد يخلوا من هذه النقطة لا يعدو فى وجهة نظرى رد مؤقت و هشّ ..بمعنى انه لا يصمد طويلاً أمام الفكر المُضاد .. لانه ببساطة لا يعالج أصول هذا الفكر بل فروعه .
اختلف أيضاً مع الدكتور جورج حول أن “الأريوسية لا تنسجم مع الاسلام” .. لا .. فهى تنسجم معه فى فكرة إقصاء الله بعيداً عن حياة البشر .. تنسجم معه فى فكرة نفى أى شركه بين الله و الإنسان و فى إلغاء التبنى و اعتبار التقديس شركاً و إلغاء الشركة فى الطبيعة الإلهية.. هذه هو الجزر المسموم المشترك بين جميع الهرطقات كما علمنا الدكتور بباوى نفسه.
لكن بلا شك ان الخلاف كان دائماً حول العلاقة ليس حول النصوص .
القشط من على الوش:
هذا ـ بحسب تعبير الدكتور بباوى فى المحاضرة ـ تماماً ما فعله الأخ مدحت تناغو عندما فرح برد الأنبا بيشوى دون فحص أو نقد اذا كان هذا الرد يصمد طويلاً امام فكر يوسف زيدان أم لا.
و هكذا يسلك أصحاب هذا المبدأ حتى الأنبا بيشوى نفسه الذى اكتفى بمجابهة اعتراضات يوسف زيدان الثابته فى كتاباته دون ان يُعالج أصول هذه الإعتراضات و يناقشها من الناحية التاريخية
فنيافة الأنبا بيشوى كان رائعاً جداً فى الرد على إعتراضات متفرقة هنا و هناك مُضمَّنة فى رواية فنية خدعنا مؤلفها بأنها مخطوطات حقيقية مترجمة و موثقَّة و لكنه لا يستطيع أن يرد على كتاب اللاهوت العربى لانه يعد فكراً واحداً كاملاً متكاملاً راصناً ، فها هى اهم إعتراضات زيدان فى اللاهوت العربى:
+ الإدعاء بان هناك ثلاث ديانات و هم تجليات لروح الديانة الواحدة و أن كل ديانة تأتى امتداد للديانة الأخرى .. ترى هل يقدر نيافة المطران الرد على هذه الأفكار ؟؟ و لماذا لم يرد عليها لما طرحها زيدان أثناء الجدل الدائر حول رواية عزازيل؟؟
+ الإدعاء بأن المسيحية أكدت وجود الله مع الإنسان في الأرض، لتتوافق بذلك مع اليهودية، ثم رفعته ثانية إلى السماء، حيث الموضع الذي يليق به … و هى الفكرة الموجودة أيضاً فى رواية عزازيل و مع ذلك لم يرد علها نيافة المطران … ياترى لماذا ؟؟؟؟!!!!
+الإدعاء بوجود أصول فكرية إسلامية عند الهراطقة ، كذلك تأثر علم الكلام الإسلامى فكر المعتزلة بتعبير “الهو هو” الوارد فى الحوارات المسكونية عن طبيعة المسيح حيث يعتبر علم الكلام امتداداً للاهوت العربى قبل الإسلام
+ الإدعاء بوجود تعبيرات مجازية حول المسيح فى الأناجيل تم تفسيرها لتكون دليلاً على ألوهيته فى عصر المجامع .
+ تصوير إرتباك العالم المسيحي حتى ظهور الإسلام، حيث كان هناك شعور يقيني أنه لا بد من إيجاد حل لاختلال واختلاف العقائد المسيحية ما بين الصيغ المتعددة لقانون الإيمان، ورسائل الحرومات، وبنود اللعنات التي يصبها الكل فوق رأس الكل .. حيث يخلص زيدان بما مفادة ان ” الإسلام هو الحل” .. طبعاً للمشكلة المسيحية
+ امتزاج الديانة المسيحية بالسياسة هو أصل العنف الدينى.
كل هذه الموضوعات تحتاج لإستيعاب فلسفة تاريخ الكنيسة و إرداك الخط العام فى كتابات آباء الكنيسة الجامعة بل و التشبع بالروح الأرثوذكسية و هذه بالذات تنقص نيافة الأنبا بيشوى .. لذلك جاء شكرى لله على رد الدكتور بباوى على زيدان لأنه بعلمه سوف يستوعب كل هذه النقاط و يعالجها بقوة و يكمل نقص الأنبا بيشوى فيها . و جاء حزنى على عدم رد العلماء فى مركز دراسات الآباء لأنهم بالتاكيد كانوا سوف يضيفون الكثير لأى موضوع يناقشونه.. و جاء عدم ثقتى فى نيافة الأنبا بيشوى انه يستطيع الرد على هذا الفكر المُدجج بالحجج.
و أعتقد أن هذا هو السبب الذى جعل نيافة المطران لا يرد على كتاب اللاهوت العربى إلى الآن .. فلو كان يستطيع الرد لكان أصدر التصريحات النارية و الأحاديث الصحفية حول الرد الجديد كما فعل مع رواية عزازيل .. لكنه صمت صمت القبور فبعث لنا الله إنسان مسيحى حىِّ ليرد على كلام الهراطقة هذا مادام رعاة الكنيسة قد صمتوا .
نقد كتاب الانبا بيشوى
+ الجزء التاريخى لا يختلف عليه اثنان من حيث دقته و تفنيده الدقيق لإعتراضات زيدان خصوصاُ انه يحوى مناقشة أحداث لم نعتد سماعها فى كنائسنا مثل البارابلانى و قضية مقتل هيباشيا بالرغم من أن هذه الدقة التى خرج بها الكتاب تعود الى الانبا بيشوى كما تعود بنفس القدر الى الفريق البحثى الذى عاونه فى إخراج الكتاب
+الأجزاء الخاصة بالردود على الهرطقة النسطورية و شرح خريستولوجية القديس كيرلس الاسكندرى موثَّق و وافى .. لكن نيافة الأنبا بيشوى لطالما شارك تعاليم نسطور تعاليمه عندما يقول أننا نتناول الناسوت فقط فاصلاً إياه عن لاهوت الابن الوحيد و كأنه ليس “الجسد المحيى” الذى تعترف به ليتروجية القداس
+ هناك فصول كاملة فى الجزء اللاهوتى هو بالإجمال ليست رداً أرثوذكسياً فتضمين مقالة عقيدة الكفارة و الفداء فى الرد من صفحة 201 الى صفحة 216 ـ و هذه المقالة تحمل قدراً كبيراً من السادية لم نعتدها فى روح كنيستنا الأرثوذكسية أو تعاليم أبائها ـ تكشف أن الأنبا بيشوى بدأ يُكرر نفسه و انه لا يجد ما يقوله أكثر مما قاله فى هذا الموضوع
كما أن مقالة عقيدة الكفارة و الفداء هذه تخدم فكر يوسف زيدان نفسه.. فعندما نَصِف الآب بالكائن الذى يريد الانتقام من الابن ليحصل منه على قصاص الخطية ، فما الذى بقى للإله من محبة ؟؟ و هذا يغذى فكرة يوسف زيدان فى وجود العنف بأمر الإله فى العهد القديم ليأتى نيافة المطران ليثبت أن هذا العنف أيضاً موجود فى صميم العهد الجديد .. هذا يخدم أفكار زيدان و لا يرد عليه!!
+ كذلك فعل فى الجزء الخاص بالثالوث حيث كرر كلامه الذى كان ذكره فى مذكرات الحوارات المسكونية و المجامع و أقوال الآباء ” لاهوت عقائدى – لاهوت مقارن حوارت مسكونية – أقوال آباء” ،أفصد إن معظم الجزء اللاهوتى هو مُعاد و مُكرر من كتب أخرى لنيافة المطران .. و أعتقد أن صاحب اسلوب القص و اللصق هذا لا يستطيع الرد على فكر متكامل كالذى طُرح فى كتاب اللاهوت العربى
رجاء من الدكتور بباوى:
كما قلت سابقاً فإنى أطلب من حضرتك شرح تعبير “الدِّين ” و أصله اللغوى و التاريخى ، فقلد ذكره معلمنا يعقوب الرسول فى الأصحاح من رسالته (ع 26 و 27) هل هو تعبير مستعار من الثقافة اليهودية أم هو تعبير مسيحى أصيل ؟؟ و لماذا لا نجده فى كتابات الآباء الرسوليين مع إنى قد قرأته للقديس كيرلس الكبير بعد ذلك فى القرن الخامس ؟؟ و هل هو تعبير وليد لظروف سياسية ؟
د/ بباوى .. نحن نتوقع منك الكثير بل أنى معتقد انك ستفوق توقعاتنا فى ردودك على زيدان.
“رَمتنى بِداَئِها و إنسلََّت”
هذا مَثل عربى ينطبق على حالة الأخ العزيز مدحت تناغو عندما وجَّه رجائه قائلاً “أرجوا ( قصده أرجو ) من أى شخص يقراء (هكذا كتبها) ويدرس ويفهم ويسال مش عيب” بالرغم من انه أول من يحتاج الى القراءة و الدراسة
و أقوى دليل على أن الأخ تناغو هو الذى لم يقرأ كتاب الأنبا بيشوى أنه قال فى تعليقه أن الذى أيد زيدان فى بعض الأحداث هو أسقف رومى .. لكن كل الذى قرأ كتاب الأنبا بيشوى بدقة يعرف انه مطران ســـريـــانــى أرثوذكسى و ليس أسقف رومى و هو المطران غريغوريوس ابراهيم مطران حلب و توابعها للروم الأرثوذكس، فمن هو الذى لم يقرأ كتاب الأنبا بيشوى بالضبط أنا أم تناغو ؟؟؟ أجيبونا يا أولى الألباب !!!!!
مش عيب أن الواحد يقرأ و يدرس و يفهم و يسأل لكن من العيب أن الإنسان ينصح غيره بهذا و هو نفسه فى أشد الحاجة إليه !!
ليس كل من قرأ كتاباً أصبح عالماً و يستطيع ان يوجه انتقاداته للآخرين بالرغم من انه لا يعرفهم!! ، صحيح حضرة الأخ تناغو معجب بكتاب الأنبا بيشوى لكن أعتقد انه ليس له الحس النقدى الذى يستطيع به أن يُفضَّل رد على رد و فكر على فكر حتى لو كان قد قرأ الكتاب كلمة كلمة.
مدحت تناغو ، أخى الحبيب الذى لا أعرفه ..أشكرك إنك دفعتنى لكتابة هذا الرد و ياريت نشوف تعليقك عليه ، و لاَّ مازلت مقتنع إنى لم أقرأ كتاب الأنبا بيشوى ؟؟؟…. أما عن وصفك لكلامى انه غير صحيح و نعتك الضمنى لى بالجهل فأنا من اجل المحبة أسامحك عليه .
.. ماتنساش تعمل بنصيحتى . و ياريت نشوف تعليقاتك على المقال.
لتكونوا جميعاً مُعافين بنعمة الثالوث القدوس .
تدراك لخطأ .. الأسقف الداعم ليوسف زيدان هو المطران غريغوريوس يوحنا ابراهيم اسقف حلب و توابعها للـــسريــــان الأرثوذكس ، و ليس كما ذكر الأخ تناغو انه من الروم و ذلك حسبما جاء فى كتاب” الرد على البهتان فى رواية يوسف زيدان) صفحة 318 .
المطران غريغوريوس ابراهيم مطران حلب و توابعها للسريان الأرثوذكس و ليس الروم الأرثوذكس
الإدعاء بأن الديانات الثلاثة تجليات لحقيقة واحدة، هو إدعاء عام يخلو من الدقة التاريخية. وقد انفرد د. زيدان مثل غيره بالكتابة في موضوعات لم يتخصص فيها وليس لديه شهادة جامعية تؤكد إلمامه بأسلوب البحث التاريخي الخاص بتاريخ المسيحية.
من الألفاظ العامة الموروثة عندنا كلمة “دين”، وهي الاسم العام الذي عرفناه من القرآن ومن الأدبيات الإسلامية. لم ترد كلمة “دين” في العبرانية الخاصة بالعهد القديم، ولا في اليونانية الخاصة بالعهد الجديد. وعندما تظهر كلمة “دين” في الترجمة العربية للعهد الجديد، فمن الواضح أن الترجمة العربية تأثرت بالثقافة العربية السائدة، وهذا في حد ذاته ليس عيباً ولا نقصاً، ولكن علينا أن نؤكد المعنى المسيحي الذي يجب أن يشرح المعنى السائد للكلمة. هذه هي نفس مشكلتنا مع كلمة “عبادة”، فهي ليست معروفة في العهد الجديد اليوناني أو القبطي ودخلت مع التعريب، ولا بأس من استخدام هذه الكلمات القرآنية مع مراجعة معانيها في إطار العلاقة الإنسانية الإلهية التي جاء بها المسيح يسوع، والتي أسسها هو على حياته الشخصية، وليس على كلمات أو تعليم ينقل بالكلام وحده، بل ينقل بالكلام وبالحياة التي يعرفها الروح القدس نفسه للمؤمنين.
التعريب السائد في المراجع العربية
كلمة عربية لا وجود لها في اليونانية أو القبطية وأصلها العربي “الديْن” كما نقول “دنت الرجل” أي أقرضته، فهو “مدين” ومديون.
ودانَ فلان يَدينُ دَيْناً: استقرض وصار عليه دَيْنٌ، فهو دائِنٌ.
ودانَهُ ديناً، أي أذلًّه واستعبده. يقال: دِنْتُهُ فدانَ.
دانه ديناً أي حازاه.
المدين: هو العبد، وعندما يقال: دَيَّنْتُهُ: مَلَّكْتُهُ.
الأصل هو الدال – الياء – النون، ولذلك حسب الصحاح في اللغة تعني الإنقياد والذل. فالدين الطاعة. يقال دان له يدين ديناً. إذ اصحب وانقاد وطاع.
ويؤكد ذات المعنى لسان العرب والقاموس المحيط.
الكلمة اليونانية في رسالة القديس يعقوب 1: 26 – 27
أولاً: كلمة دين θρησκος ومنها جاءت كلمة ديانة θρησκεια وردت الكلمة في الأصل اليوناني في أعمال 26: 5([1]) ويجب عدم الالتفات إلى الترجمة العربية – كما وردت في كولوسي 2: 18([2]) وتُرجمت إلى عبادة الملائكة، وهي ترجمة لا تؤدي إلى المعنى الدقيق؛ لأن هذه العبارة مبنية على الخوف، بينما الإيمان في المسيحية الأرثوذكسية مبنيٌ أولاً: على دعوة الله للإنسان في يسوع المسيح لكي يكون ابناً وليس عبداً تحت سلطان الخوف. وثانياً: الإيمان هو سكنى المسيح يسوع فينا “المسيح فيكم رجاء المجد” (كولوسي 1: 28)؛ لأن المسيح “يحل فينا بالايمان” (أف 3: 17) وثالثاً: الإيمان هو شركة “لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته لكي أصل إلى قيامة الاموات” (فيلبي 3: 10 – 11).
وعلى هذا الأساس، نحن لسنا تحت دين وليس لنا ديون، ولكن إذا عدنا إلى الكلمة اليونانية في معناها الصحيح بعيداً عن الترجمة العربية، فهي تعني ترتيب الحياة حسب دعوة الله في يسوع المسيح، أي التشبُّه بالمسيح الذي يقود إلى الطهارة، أي التقديس.
وقد حرص المترجم القبطي على ترجمة الكلمة اليونانية في كولوسي 2: 18 إلى ousemsi nte niaggeloc خدمة الملائكة وليس “عبادة”.
وحرص المترجم القبطي أيضاً وعن فهم دقيق للأصل اليوناني لكلمات القديس يعقوب الرسول على أن يترجم كلمة “دين” إلى خدمة ourefsemsi pe أي من يظن أنه يخدم ولكن الخدمة النقية pisemsi عند الله الآب هي … الخ.
تُرى متى سنقرأ العهد الجديد بألفاظ مسيحية بعيدة عن روح القهر والاستبداد والذل والديون والخوف .. لا أمل إلاَّ في عودتنا إلى الترجمة القبطية، وهو أمل يجب أن يتولاه العلمانيون وحدهم مع عدم انتظار أي تشجيع أو معونة من أحد آخر.
د. جورج حبيب بباوي
([1]) “عَالِمِينَ بِي مِنَ الأَوَّلِ، إِنْ أَرَادُوا أَنْ يَشْهَدُوا، أَنِّي حَسَبَ مَذْهَبِ عِبَادَتِنَا الأَضْيَقِ عِشْتُ فَرِّيسِيًّا”.
([2]) “لاَ يُخَسِّرْكُمْ أَحَدٌ الْجِعَالَةَ، رَاغِبًا فِي التَّوَاضُعِ وَعِبَادَةِ الْمَلاَئِكَةِ، مُتَدَاخِلاً فِي مَا لَمْ يَنْظُرْهُ، مُنْتَفِخًا بَاطِلاً مِنْ قِبَلِ ذِهْنِهِ الْجَسَدِيِّ”.
ربنا يحافظ عليك يا دكتور جورج اثريت فكرى بكتاباتك فقد تمخض هذا القرن فولد ابونا متى المسكين و الدكتور جورج