أبغض ما يمكن أن يحدث، أنه عندما يسقط القادة في فخ الكراهية، يعودون الى أيام الصبا التي لم تكن الحكمة من مكوناتها.
قال واحدٌ من قادتنا إن دير الأنبا مقار “خرابة”، في حين أنه لم يَعِش في الدير عندما كان راهباً، ولا يعرف عنه إلا ما صدر من آلة الإعلام في الأنبا رويس.
وأُذيع حديثٌ لآخر -طاف المسكونة في دقائق- قال فيه إن الأنبا أبيفانيوس كانت له “ميول بروتستانتية”. وهذه كلمات زئبقية، تأخذ شكل كل إناء توضع فيه.
“الميول” كلمة مطاطة تحتمل أكثر من معنى، ولا يجوز لأي حكيمٍ أن ينطق بها أولاً بدون دليل، وثانياً بدون تحديد. لكن الغريب أكثر من استخدام هذه الكلمة، هو أن هذا الادعاء الكاذب قيل بعد أن قُتِل الرجل العالم والراهب الحقيقي الأنبا أبيفانيوس، فأين ذهبت شجاعة القطع بالحق، إن كان حقاً ما تقولون؟
يبدو -أتمنى من كل قلبي- أن يؤول الأمر إلى ما فيه الخير، ذلك أن حلقات هدم الدير بدأت منذ أكثر من أربعين عاماً:
1- كان الأنبا شنودة يقول دائماً إنه دير أبونا متى المسكين.
2- أضاف الأنبا بيشوي إلى اسم الدير عبارة “الدير المحروم”.
3- الهجمات التي لم تتوقف، والتطاول على مؤلفات الأب متى المسكين، الذي دام زهاء 30 عام وأكثر، وهي تلك الهجمات وذلك التطاول الذي طُبعَ فيما بعد في كتاب “بدع حديثة”.
4- بعد أن رحل الأب متى المسكين إلى الله، فرض الأنبا شنودة الثالث رهباناً، كان الأنبا أرميا يرسل لهم اسبوعياً أتوبيس لحضور محاضرة الأنبا شنودة.
وأخيراً: أُغتيل رئيس الدير، وأصبح الدير موضوعاً يلعب به المراهقون والمشاغبون.
ألا حفظ اللهُ مصر، وأرض مصر، وكنيسة مصر من تصرفات قادة عادوا إلى مراهقتهم، فحشدوا الادعاءات، ظانين أن الشعب الذي علموه الاستكانة، سوف يظل على وداعة الحملان، فلا ينتفض مستدعياً الأسد الكامن، العلامة التي تميِّز الرسول مرقس مؤسس كنيسة مصر. وليعلموا حين ذاك، أنه لا بقاء للمشاغبين.
المجد لمن تعلَّمنا منه الرجولة والشهادة، يسوع المسيح ربنا.