لماذا تألم المسيح؟

ردًّا على سؤال أحد الأخوة:

أولًا: كان الصَّلبُ حسب القانون الروماني هو الموت بدق المسامير في المصلوب. وصَلبُ المسيحِ بين لصين يؤكد لنا نظرة القانون الروماني لكل من كان يحاول أن يقول إنه “ملك”، أو يدَّعي الألوهية. ولذلك، عندما نقول إن المسيح تألم لكي يخلصنا، فالألم حدث بسبب الصَّلب، والصَّلبُ هو الذي حررنا من دينونة الموت، وليس الوجع أو الألم هو الذي حررنا، لأننا جميعًا نتوجع منذ أن طُرِدَ آدم من الفردوس.

ثانيًا: لم يكن الوجع والألم هما أساس حريتنا والغفران لنا، بل الموت نفسه بالمسامير والجلد. وعندما نقول في أسبوع البصخة “المسيح تألم عنا لكي بآلامه يخلصنا”، فهي عبارة هامة تؤكد لنا أن موت الرب على الصليب كان موتًا موجعًا حقًّا وبعذاب شديد، ولكننا بموته خلصنا من الموت.

ثالثًا: الألم خلَّصنا من الخوف. والمسيح تألم لكي بآلامه لا نخاف من قبول الألم. كذلك تألم الرب لكي يخلع هيبة الموت بقوة الحياة الأبدية. والعبارة الواردة في التحليل: “الذي قطَّع كل رباطات خطايانا من قبل آلامه المخلصة المحيية”، هي إشارة إلى فاعلية موت الرب في قطع لذة الخطية وقبولها، وفي قطع الشهوات التي تسبب الآلام للنفس أو الصراع الفكري والنفسي، لكن موت يسوع يسري في كياننا.

دكتور

جورج حبيب بباوي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة