+ ارشم نفسك بهدوء وبدون استعجال لأن الرب يسوع نفسه هو الذي يرشمُكَ. حيث الصليب المكرم ختم الملك، فالرب نفسه يحمل هذا الختم ويفرح بالذين يرشمون أنفسهم.
+ عندما تقول قدوس الله، ارشم نفسك؛ لكي توحِّد ذاتك مع الرب نفسه الذي قال: “لأجلهم أقدِّس ذاتي ليكونوا مقدسين في الحق” (يوحنا 17: 19).
+ ارشم ذاتك قبل السجود للثالوث القدوس؛ لأننا نسجد للثالوث القدوس بعلامة الصليب ختم التبني.
+ نحن في ضيافة ملك الملوك في الوليمة السماوية، ولذلك نحن نرسل السلام لأم النور والملائكة والآباء القديسين؛ لأن الرب يسوع هو رأس الجسد، وهو الذي يجمع أعضائه معاً، وهو الذي مسحنا بالروح القدس، ونحن حُسبنا -حسب صلاح الله- أن ننال ذات الروح الذي حلَّ على أم النور، وأعطى قوةً ومعونةً للآباء والشهداء، ونحن متحدون معهم بذات الروح؛ لأننا كنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية.
+ هل تعرف لماذا غفر الربُّ للزانية التي أُمسكت في ذات الفعل؟ لأن إحدى جدات الرب هي راحاب الزانية، ولأنه جاء لكي يطلب ما قد هلك (لوقا 19: 10) هو لا يستحي من الخطاة. نحن نستحي بسبب الخوف الذي فينا، ولذلك صراخُ الكنيسة الدائم في كل صلاة هو: “يارب ارحم”؛ لأن الرحمة تفتخر على الحكم، وقد أضاف إليها شيوخ دير البراموس عبارة “في يوم الدينونة”، وهو ما نترنم به “كرحمتك يا رب وليس كخطايانا”.
القداس الإلهي -يا ابني- هو بحر الغفران والتقديس لغير المستحقين، يعني للذين يعرفون أنهم خطاة، ويطلبون الغفران والرحمة.
+ “وجعله واحداً مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير”، هذه كلمات الشجاعة في قبول الرب المتجسد؛ لأن الرب يسوع عندما وحَّد أُقنومه الإلهي بالناسوت، فقد أعطى لنا نفس الوحدة التي لا انفصال فيها؛ لأننا نقول: “باركت طبيعتي فيك”، وهي بركة الاتحاد، وبركة غلبة الموت، وبركة القيامة، وبركة دخول ملكوت السموات الأبدي.
نحن نقف عند قراءة الإنجيل؛ لأن الشماس يقول: “قفوا”، والصواب هو: “قوموا – اسطاثيتيى” لأن الإنجيل هو بشارة القيامة، ولذلك لم نعد “الجلوس في الظلمة وظلال الموت” لأن نور القيامة أشرق علينا.
ونحن نقول في تسبحة نصف الليل: “قوموا يا بني النور لنسبح رب القوات” والنور هو الحياة التي أشرقت؛ لأن القديس بولس يقول: “قم واستيقظ أيها النائم من بين الأموات فيضيء لك المسيح”.
أبي هذه كلماتك دُوِّنتْ في فترات مختلفة، وعادت لتضيء من جديد، وأنت الآن في نور قيامة الرب في “كورة الأحياء” صلِّ لأجل الكنيسة ولأجل مصر.
ابنك
جورج حبيب بباوي
تعليق واحد
اقتباس
” نحن في ضيافة ملك الملوك في الوليمة السماوية، ولذلك نحن نرسل السلام لأم النور والملائكة والآباء القديسين؛ لأن الرب يسوع هو رأس الجسد، وهو الذي يجمع أعضائه معاً، وهو الذي مسحنا بالروح القدس، ونحن حُسبنا -حسب صلاح الله- أن ننال ذات الروح الذي حلَّ على أم النور، وأعطى قوةً ومعونةً للآباء والشهداء، ونحن متحدون معهم بذات الروح؛ لأننا كنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية. ”
هذه أروع وأقصر عبارة من الممكن أن تشرح مضمون ” شفاعة القديسين ” .
طوباك يا أبي القديس كيرلس السادس لأنك نلت ببساطتك أن تعاين أعماق الحقيقة ولم تكن محتاجا إلى استخدام المعقد من المصطلحات والتعبيرات لكي تبلور هذه الأعماق .
شكرا لأستاذنا الدكتور جوزرج.