-1-
لولاكَ يا يسوع
لولا وجودُكَ
ما صار ليَ وجودٌ
لولا قيامتُكَ
ما صار ليَ خلودٌ
***
لولا تجسُّدُكَ
ما صرتُ إنساناً من جديد
لولا اتحادُكَ بنا
ما صار ليَ ميراثٌ
***
لولا صلبُكَ
ما عرفتُ الغفرانَ
لولا موتُكَ
لبقيتُ عبداً
***
لولا حبُكَ
ما عرفتُ الحبَ
لولا صلبُكَ
لبقيتُ عبداً
***
لولا اسمُكَ
ما عرفتُ الآبَ
ماذقتُ البنوةَ
ولا ذقتُ حبكَ
***
لو كان لي خلودٌ بغيرِكَ
لرفضتُ
لو كانت لي حياةٌ بدونِكَ
لطلبتُ الموتَ
***
لو كان لي حكمةُ الدنيا كلها
انحمقتُ
فالدنيا لا تعرف المحبةَ
ولا ترضى بالحق
***
لو كان لي قدرةُ الكونِ كله
لاستُعبِدتُ
لنزواتي
وبأحلامي ضعتُ
***
لو كان لي جمالٌ بدونِكَ
صرتُ القبحَ كله
فالقبحُ مجالٌ
لم تمسحه الإلوهة
***
لولاك ما عرفتُ أن لي جسداً
فالجسد زيَّفته العادات
الخطية وأفكار البشر
بعطاء جسدكَ ودمكَ صرتُ إنساناً
-2-
لولاك ما عرفتُ الآبَ
فالله صورٌ وأسماءٌ وألقاب
لكن الأبوةَ حقٌ أزلي
استُعلِن بتجسدكَ ومعه التبني
***
لولاك ما تجسَّدَت المحبةُ
لولاك لعشتُ عبداً
ومتُّ عبداً
في ظلام العبودية سلكتُ
***
لولا أنك جئتَ بالتبني
ومن بنوتكَ أخذتُ قبساً
ما هتفت للآب معكَ
أناديه أبَّا
***
لولا حبكَ
الذي حررني
لبقيتُ أسيراً لذاتي
ميِّتاً في ملذاتي
***
لولا فضلُكَ الذي أذهلني
لبقيتُ عبد رغباتي
لولا موتكَ الذي خلَّصَني
لظللت ميِّتاً
***
لولا قيامتُكَ
التي أنارتني
بخلودكَ
ما خلدتُ
***
لولا مِسحَتُكَ
بروحِ الآبِ
ما صرتُ مسيحياً
وبقيتُ عبداً آدمياً
يحيا في أوهام خلودٍ
صنعه الخيال
فطبعُنا لا يعرف الجود
دكتور
جورج حبيب بباوي