ما هو التعليم الرسولي كما ورد في الكتاب المقدس نفسه عن الشركة في الطبيعة الإلهية، أو حسب تعبير الرسول بولس “شركاء الروح القدس” (عب 6: 4)؟
شركة جسد المسيح الواحد “الكنيسة”:
الكنيسة مثل جسد الإنسان له أعضاء كثيرة، ولكنه جسدٌ واحدٌ. وتعبير الرسول بولس نفسه “كذلك المسيح إلهنا” (1كو 12: 12). لكن الانضمام إلى الكنيسة جسد المسيح حسب تعبير الرسول هو بالمعمودية “لأننا جميعنا بروح واحد (الروح القدس) أيضاً اعتمدنا إلى جسد واحد” (1كو 12: 13) وعندما يقول الرسول بولس “أنتم جميعاً جسد المسيح وأعضاؤه أفراداً” (1كو 12: 27) فهو يؤكد أن الوحدة التامة هي مثل وحدة الجسد الواحد الإنساني ولكن يبقى كل فرد متمايزٍ؛ لأن الجسد له أعضاء متمايزة ذكرها الرسول في نفس الإصحاح (1كو ص 12).
ما الذي يجمع الأعضاء المتمايزة ويجعلها جسداً واحداً؟
والجواب ليس فقط الإيمان، وإنما أيضاً “الرأس” الذي يحدد الرسول مكانه في الجسد الواحد مؤكداً: “الرأس الذي منه كل الجسد بمفاصل وربط متوازراً ومقترناً ينمو نمواً من الله” (كولوسي 2: 19).
الأعضاء تأتي من الرأس والكل ينمو نمواً من الله، وقبل ذلك يقول الرسول نفسه عن الرب يسوع إنه فيهـ أي في يسوع المسيح ربنا: “يحل كل ملء اللاهوت جسدياً” (كولوسي 2: 9). هذا عن تجسد ابن الله. وعن الحياة الجديدة والعلاقة الجديدة التي جاء بها تجسد ابن الله يقول الرسول: “يحل كل ملء اللاهوت جسدياً وانتم مملؤون فيه الذي هو رأس كل رئاسة وسلطان. وبه أيضاً قد ختنتم غير مصنوع بيد (ليس مثل ختان اليهود في اليوم الثامن حسب الناموس) بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح” (كولوسي 2: 11) لأن المعمودية كميلاد ثان ليست مثل الولادة الجسدانية، فهي ولادة من فوق، من الماء والروح القدس (يوحنا 3: 5). لقد حل ملء اللاهوت جسدياً في تجسد ابن الله لكي نمتلئ منه لأن الرب يسوع المتجسد مملوءٌ نعمةً (يوحنا 1: 14) ولذلك من ذات الملء أخذنا الامتلاء من الروح القدس في يوم الخمسين (أع 2: 4) وتردد الكنيسة هذا الإعلان الإلهي “إذ ملأت الكل بلاهوتك” (القداس الغريغوري)، فقد حلت الكنيسة كشعب الله محل “هيكل سليمان”، وصارت هي هيكل الروح القدس، وهو ما تصلي لأجله في صلوات المعمودية في سائر الكنائس الأرثوذكسية: “أعدَّهم هيكلاً لروحك القدوس بابنك الوحيد يسوع المسيح” (صلوات الخدمات ص 31)؛ لأننا نطلب الانعتاق أو التحرر من الطبيعة القديمة. “ويعتقوا من عبودية الفساد ..” (صلوات الخدمات ص 31)، ويطهروا من الخطية التي في العالم .. (ص 31)؛ لأننا جئنا بالولادة الجسدانية تحت سلطان الموت “الموت الذي دخل الى العالم بحسد إبليس (صلاة الصلح – تجسد الكلمة للقديس أثناسيوس فصل 5: 2).
وهو ما يعلنه الرسول بولس: “بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس” (رو 5: 12)، وبسبب الخطية – الموت أصبح الانسان تحت قبضة الموت والفساد، وهو ما أسهب القديس أثناسيوس في شرحه في كتاب تجسد الكلمة راجع الفصول (4 – 11).
كنا تحت سلطان الموت ولا تقدر قوتنا أن تعيدنا إلى الحياة مرة أخرى، ولذلك يقول الرسول بولس: “وإذ كنتم أمواتاً في الخطايا وغلف جسدكم (الجسد غير المختون) أحياكم معه مسامحاً لكم بجميع الخطايا” (كولوسي 2: 13).
جاءت الحياة وردَّت إلينا ليس الحياة الآدمية الأولى، بل حياة حسب الخليقة الجديدة في يسوع المسيح، ولذلك فإن أول ما يعطي في المعمودية حسب صلوات الكنيسة هو:
اجعلهم مستحقين للنعمة التي تقدموا إليها
لينالوا من روح قدسك
ويمتلئوا من قوتك الإلهية
ويكونوا متشبهين بابنك الوحيد ربنا يسوع المسيح
صائرين واحداً معه (صلوات الخدمات ص 32)
هذه القوة الإلهية تشرحها نفس الصلوات على أنها تحول:
من الظلمة إلى النور
من الموت إلى الحياة
من الضلالة إلى معرفة الحق
خلاصاً أبدياً
ولدهم مرة أخرى بحميم الميلاد الجديد ومغفرة خطاياهم …
أعدهم هيكلاً لروحك القدوس بابنك الوحيد يسوع المسيح ربنا (صلوات الخدمات ص 32 – 33).
وتشرح الصلوات ماذا يحدث للإنسان الجديد أو الخليقة الجديدة:
“وطِّد إيمانهم لكي لا يفرقهم منك شيئاً” (صلوات الخدمات ص 34)؛ لأن اتحاد اللاهوت بالناسوت في ربنا يسوع المسيح هو الذي هدم كل قوة الانفصال التي انشدها رسول الرب يسوع المسيح:
لا موت … لأن الرب هدم الموت
ولا حياة … حسب ناموس الخطية
ولا ملائكة
ولا رؤساء
ولا قوات … لأن الرب صالح السمائيين مع الأرضيين.
ولا أمور حاضرة … الموت الجسداني
ولا مستقبلة … يوم الدينونة يوم فصل الخراف عن الجداء
ولا علو … لأنه صعد بنا إلى السماء
ولا عمق … لأنه سبى الجحيم
ولا خليقة أخرى … لأننا نحن الخليقة الجديدة.
كل هذه القائمة التي تشمل ما في السماء والأرض لا تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في يسوع المسيح (رو 8: 38 – 39).
ولذلك نحن نُغرس في “شجرة الزيتون اللذيذة. في كنيسة الله المقدسة الجامعة الرسولية” (صلوات الخدمات ص 35).
هذا تعبِّر عنه الصلوات حسب الإيمان الأرثوذكسي أن:
يقبلوا النور
خاتم مسيحك
موهبة روحك القدوس
ويصيروا حلة نورانية.
والحلة النورانية تشرحها فقرة أخرى في صلاة قسمة الابن في عيد القيامة:
نحن الجلوس أيضاً في الظلمة زماناً
أنعم علينا بنور قيامته
من قبل (بواسطة) تجسده الطاهر
فليضيء علينا نور معرفتك الحقيقية
لنضيء بشكلك المحيي” (راجع الخولاجي المقدس – الدير المحرق ص 580).
لأن هذا هو النور الإلهي الذي نراه في الأناجيل في تجلي الرب يسوع على جبل طابور. وقد أسهب الآباء في شرح هذه النقطة بالذات ونحيل القارئ على كتاب الكاهن الأرثوذكسي الأب:John A. McGuckin, The Transfiguration of Christ …, 1987. ISBN 0-88946-609-2
فنحن لا نملك في يسوع المسيح حياة ترابية مثل حياة آدم الأول، بل بواسطة الرب وكما تعلن صلوات المعمودية: صرنا أبناء النور – خرافاً للقطيع المقدس .. أعضاء نقية للكنيسة … وارثين الملكوت .. (صلوات الخدمات ص 36).
لسنا في آدم الأول .. الإنسان الأول ترابي من الأرض (1كو 5: 47). وهذا هو ما تعلنه صلوات المعمودية:
أدع عبيدك يا سيدي إلى نورك الطاهر
اجعلهم مستحقين هذه النعمة العظيمة التي للعماد المقدس
عرِّهم من الإنسان العتيق
جدد ميلادهم بالحياة الأبدية
أملأهم من قوة روحك القدوس
بمعرفة مسيحك
لكي لا يصيروا بعد أبناء الجسد، بل أبناء الملكوت
بمسرة نعمة ابنك الوحيد يسوع المسيح ربنا (صلوات الخدمات 38) وعند سكب الميرون في جرن المعمودية يقول الكاهن نسألك يا ملكنا عن عبيدك
انقلهم
أبدلهم
قدسهم
وقوهم .. (الخدمات ص 50)
إنها ذات اللغة الليتورجية الآبائية التي تُستخدم في تحول الخبز والخمر إلى جسد ودم ربنا يسوع المسيح عند استدعاء الروح القدس.
ليحل روحك القدوس
علينا
وعلى هذه القرابين
يطهرها
وينقلها
ويظهرها
قدساً لقديسيك (صلاة استدعاء الروح القدس – الخولاجي – المرجع السابق ص 271)
لقد انتقلنا من الموت إلى الحياة. هذه ليست حركة سحرية، بل بقوة الروح القدس .. بالسلوك أيضاً الذي يعلن قوة سر المعمودية … نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة؛ لأننا نحب الأخوة … من لا يحب أخاه يبق في الموت … كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس وأنتم تعلمون ان كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية ثابتة فيه” (1يوحنا 3: 14 – 15).
لكن كما رأينا لسنا بعد أبناء الجسد، بل أبناء الحق مولودين من الماء والروح القدس … هذه هي صفات الخليقة الجديدة.
هل تُعطى الخليقة أو الخلق الجديد بواسطة قوة مخلوقة؟ الجواب بالإيجاب ينقل كل هذا من الأرثوذكسية إلى الأريوسية التي ترى في الابن ربنا يسوع مخلوقاً لا يقدم لنا أي شركة في حياته. وعندما يقول الرسول “لكي تمتلئوا الى كل ملء الله” (افسس 3: 19). فما هو هذا “كل ملء الله” إنه حسب التعليم الرسولي الذي يسبق هذا التصريح العظيم:
- لكي يعطيكم بحسب غنى مجده ان تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن.
- ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم.
- وأنتم متأصلون ومتأسسون في المحبة.
- حتى تستطيعوا أن تدركوا مع جميع القديسين
- ما هو العرض والطول والعمق والعلو
- وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة
- لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله” (أفسس 3: 6 – 19).
يسكن فينا الروح القدس ومعه وفيه يأتي الابن ربنا يسوع، وفيه الآب أيضاً “إليه نأتي وعنده نصنع منزلاً” (يوحنا 14: 23). نحن نمتلئ من حياة الرب وهي لا تُعطى من الناسوت دون اللاهوت “أحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيَّ” (غلا 2: 20) ولم يفصل بولس العظيم بين اللاهوت والناسوت؛ لأن الذي قال “من آمن بي ولو مات فسيحيا” (يوحنا 11: 25) كان يعني أن الحياة هي “حياة حسب الله بالروح القدس” (1بطرس 4: 6). وعندما يقول الرسولان الآب “أرسل ابنه الوحيد لكي نحيا به” (1يوحنا 4: 10)، “نحن نحيا لله بالمسيح يسوع” (رو 6: 11) وعندما تظهر حياة يسوع فينا (2كو 4: 11) لأننا “نحلص بحياته” (رو 5: 10)، ولم تكن هذه هبة حياة للخليقة الجديدة بشكل مؤقت، بل هي حياة أبدية هي هبة الله في حياة أبدية بالمسيح (رو 6: 13) هي من الله “الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه” (1يوحنا 5: 11)، أقول لو كانت هذه الحياة غير حياة الابن ذاته .. لعُدنا إلى آدم الأول والى الموت الأبدي.
هل هي حياة يسوع نفسه؟ نعم؛ لأنه هو “حياتنا كلنا” كما نقول في أوشية الإنجيل، وهذا صدى لكلمات الرسول “لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح” (فيلبي 1: 21)، ولذلك يكتب الرسول بثقة “بولس رسول يسوع المسيح .. لأجل وعد الحياة التي في يسوع المسيح” (2تيمو 1: 11)؛ لأن هذه الحياة المائتة سوف تؤول إلى حياة كاملة أبدية في اليوم الأخير.
هل هذا عمل مخلوق؟ بكل يقين لا. والإدعاء بأن الحياة الأبدية هي حياة أخرى غير حياة الله نفسه = الإدعاء بأن يسوع المسيح = مخلوق مثلنا.
وأخيراً: ماذا تقول صلواتنا عن مسحة سر الميرون؟
مسحة عربون ملكوت السموات:
وملكوت السموات ليس عطية أرضية مخلوقة. ونحن نأخذ العربون هنا ولكن الكمال في اليوم الأخير.
دهن شركة الحياة الأبدية غير المائتة:
وغير المائت هو الله وحده .. الذي له عدم الموت (1تيمو 6: 16).
مسحة مقدسة للمسيح إلهنا وخاتم لا ينحل:
وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء (… فالمسحة التي أخذتموها منه (يسوع المسيح) ثابتة فيكم .. (1يوحنا 4: 20 و27).
كمال نعمة الروح القدس ودرع الإيمان والحق:
وهنا لا توجد أي إشارة إلى مواهب الروح القدس، بل إلى سكنى الروح القدس فينا.
كل هذا يكوِّن الكنيسة جسد المسيح:
فهل هذا تجمع بشري لا دخل لله أو اللاهوت فيه؟ كيف يمكن أن يحدث هذا؟ وكيف يمكن أن تنفصل الرأس، أي المسيح عن الجسد الأعضاء؟
هذا ليس تجمعاً بيولوجياً جسدانياً؛ لأنه يستحيل – حسب كل قوانين الطبيعة – أن نجمع البشر ونجعل كل فرد عضواً في جسد واحد له رأس واحد هو مصدر حياة الجسد، إذا لم يكن لاهوت الرب هو الذي يجمعنا فيه لكي يصير لنا ذات قوة الاتحاد بين اللاهوت والناسوت.
نحن لا نخاف من تهديدات بشرية تصل إلى حد الاتهام بأننا ننادي باتحاد اقنومي بين البشر والله .. هذا كذب، وعلى من يتهموننا أن يجيبوا: ما هو مصدر الثبات .. الأبدية .. عدم الانفصال … الخاتم الذي لا ينحل .. الحلة النورانية .. هيكل الروح القدس وسائر العطايا؟
ليس ما لدينا نحن من قوة بشرية، بل ما أعطاه الرب يسوع لنا إذ صار اتحاد لاهوته بالناسوت هو ينبوع كل هذه العطايا الثابتة ثبات اتحاده بناسوت مثل ناسوت كل المؤمنين.
لو كان الرب قد جاء بعدم ثبات مثل عدم ثبات آدم، لقلنا للمعترض إنك على صواب .. هل يؤدي ثباتنا في المسيح إلى اتحاد أقنومي؟ لا تجعل رعب الشك يسري في كيانك؛ لأن المسيح إله متجسد، أمَّا أنا وأنت، فنحن بشر متألهون ومركز الحياة فينا هو الطبيعة المخلوقة التي نُقلت من آدم الى المسيح “كما في آدم يموت الجميع، هكذا (أي حسب سريان الموت في الكل) في المسيح سيُحيا الجميع (أي حسب سريان الحياة غالبة الموت التي لا أصل لها في الخليقة الأولى الآتية من العدم) (1كو 15: 22).
لقد تم قول الرب “تعييرات معيريك وقعت عليَّ” (مزمور 96: 9) ولكن قبل ذلك يقول المزمور نفسه “غيرة بيتك أكلتني”؛ لأن بعث تعليم الآباء جلب علينا هذه الأتعاب.
(يتبع)
31 تعليق
دكتور جورج
تابعت بكل اهتمام مقالاتكم
لكن في وضوح أريد -لكي يستريح قلبي- تقريرًا هل هو اتحاد إقنومي أم لا ؟
شيء آخر , من قال إن القوى الإلهية مخلوقة ومن قال إن اشتراكنا في القوى والطاقات الإلهية هو من الآريوسية
حاولت أن امنع نفسي من الكتابة لهذا الموقع، الذي احزني، جدا لما يحدث لكنسيتنا القبطية فالدكتور جورج حبيب بباوي يقوم بمحاولة- علي ما يبدو – فاشلة لجعل العقول المستكينة التي في حالة شبه موت، إلى عقول مفكرة وناضجة. للأسف أنا احد الذين يحبوا الكنيسة القبطية لدرجة العشق، لدرجة يعجز الكلام عن وصفها , فالكنيسة القبطية قد علمت العالم كله التعليم اللاهوتي، والآن تفشل قيادتها في قراءة صلواتها، أو قل لا تريد أن تقرأها ولكني أضع محاولتي الفاشلة بجانب المحاولات الفاشلة الأخرى التي للأساتذة العظام في هذا الزمن الردئ – هذا الزمن – الذي يبيع فيه رجال الإكليروس إيمانهم وثباتهم بسبب الخوف , فقط سأكتب بعض النصوص من الصلوات الليتوروجية التي يتلوها رجال الاكليروس كل يوم، وعلي ما يبدو إن قول الكتاب المقدس عن الشعب الذي يعبد بشفتيه وعقله وقلبه قد تركوا علي جدران رخامية أو كراسي مذهبة أو صلبان مرصعة تلبس لأجل الفخر لا لأجل حمل نير المسيح قد تم هذه الأيام في مسامعكم.
قسمة للقديس كيرلس تقال في أي وقت:
يا حمل الله، الذي بأوجاعك حملت خطايا العالم، بتحننك، أمح آثامنا. يا وحيد الله الذي بآلامك طهرت أدناس المسكونة، بمراحك طهر أدناس نفوسنا. يا مسيح الله الذي بموتك قتلت الموت الذي قتل الجميع، بقوتك أقم موت نفوسنا. يا قابل القرابين الذي بدلا عن الخطاة قدمت ذاتك، اقبل توبتنا نحن الخطاة، لأننا بدون دالة تقدمنا إلي حضرتك قارعين باب تعطفك، فهب لنا يا غنيا بالمراحم البرء من كنوز أدويتك. أشف أيها الرءوف نفوسنا الشقية بمراهم أسرارك المحيية، طهر أجسامنا، أغسلنا من آثامنا. اجعلنا أهلا لحلول روحك الطاهر في نفوسنا. أنر عقولنا لنعاين سبحك. نق أفكارنا واخلطنا بمجدك. حبك أنزلك إلي هبوطنا ,نعمتك تصعدنا إلي علوك. تحننك غصبك وتجسمت بلحمنا، أظهرت استتارك للعيان، أظهر في نفوس عبيدك مجد إسرارك الخفية، وعند إصعاد الذبيحة علي مذبحك، تضمحل الخطية من أعضائنا بنعمتك. عند نزول مجدك علي أسرارك، ترفع عقولنا لمشاهدة جلالك. عند استحالة الخبز والخمر إلي جسد ودمك تتحول نفوسنا إلي مشاركة مجدك، وتتحد نفوسنا بإلوهيتك. اخلق فينا يا ربنا وإلهنا قلبا طاهرا، وأسكن روحك في باطننا، جدد حواسنا بقوتك وصيرنا أهلا لموهبتك. من كأس دمك نشرب، أعطنا مذاقه روحية لنستطعم مذاقه أسرارك المحيية. نتقدم إلي حضرتك واثقين برحمتك، وان تحل داخلنا بالمحبة، أملانا من خوفك، ألهب قلوبنا بشوقك …”.
أتقدم بأسفي للإطالة في كتابة صلاة القسمة، ولكن أخاف أن يقال إن الكلمات قد عُزلت عن سياقها. وهنا نري ما هو أعمق من مجرد كلمة تأله أو تأليه أو كل هذا ولكن ” تتحد نفوسنا بإلوهيتك “. إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لم تعرف التفاصيل المدرسية فالروح يقود الفكر فآباء البرية – علي سبيل المثال – لم يضعوا أو يحددوا أشكال جسدية مثلا حينما يصلي الراهب كما حدث في الكنيسة البيزنطية وبعدها الكنيسة الكاثوليكية ولم تتكلم في تفاصيل العلاقة بين الجوهر والطاقة كما في الكنائس الأخرى. الطاقة ليست آخر بالنسبة للجوهر الإلهي ولكنها مصلحات تم استخدامها للتعبير عن عمل ا لله وكيف يتشارك مع خليقتها دون أن يزداد أمر علي جوهره، فالأمر هو أن الطاقات الإلهية ليست آخر بالنسبة للجوهر، وهذا هو الهام، فحينما يقول القديس القديس كيرلس بعبارة صريحة “تتحد نفوسنا بإلوهيتك ”
أي ألوهة يقصد ألوهة الجوهر أم ألوهة الطاقة إن هذه المناقشة والولوج في تفاصيلها يندرج تحت بنط التهريج اللاهوتي , فدائما الجوهر الإلهي يظل منزه عن الخلط بين الطبائع ليس لأن الجوهر الإلهي رافض لهذه الطبائع ولكن لان الله أراد للطبيعة المخلوقة أي الإنسان أن يتحد معه في إلوهيته وفي نفس الوقت محافظا علي إنسانيته المحبوبة والتي يجد فيها الله لذته.
والمعزي للنفوس أن القديس كيرلس – الذي تهكم عليه رئيس المتكئ وقال “هو كل واحد يطلع يقولنا اثناسيوس وكيرلس! ” – انه لا يفصل بين عطية الله للإنسان وتوبة الإنسان المستمرة فالذي يجبرنا ويجذبنا جذباً لا نستطيع معه إلا الانصياع نحو التوبة هو أن “تتحد نفوسنا بإلوهيتك ” لان الذي يدفع الإنسان نحو التوبة هو روح الله الساكن فيه، فالتوبة ليست عملا أخلاقيا ولكنها التأكيد البشري علي سكني الروح في نفس التائب .
إن القضية والمعادلة الأساسية في إنكار الاتحاد بين البشر وأقنوم أو شخص الرب الكلمة هو إنكار لحقيقة خلق الإنسان بحسب صورة الخالق .
إن المشكلة الأساسية في كل ما يرفضه لابسي الجلابيب السوداء , أنهم يرفضون إيجاد قيمة سماوية للإنسان الذي يمكنهم من خلال عمائمهم أن يحرموا لمجرد اختلاف ثقافي أو اختلاف علي مستوي المعيشة اليومية كما يحرم أناس من التناول لمجرد أنهم ذهبوا للقدس أو لمجرد أنهم يرفضوا بعد الممارسات السياسية وليس الكنسية فيكونوا تحت العقاب . كيف يؤمن بأن لمثل هؤلاء مواقيت الخلاص التي عينها الرب لهؤلاء الذين أراد أن يؤلهم .
إن إنكار التأله يتبعه إنكار لحقيقة الافخارستي، أو بالأحرى ناتج من حقيقة إنكار أن “هوذا معنا علي هذه المائدة اليوم عمانوئيل إلهنا حمل الذي يحمل خطية العالم كله ” (صلاة قسمة تقال في أعياد السمائيين) ففي صلاة الخضوع التي يقولها الكاهن قبل الاعتراف يقول: “نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر لكي إذا طهرتنا كلنا توحدنا بك من تناولنا من أسرارك الإلهية لكي نكون مملوءين من روحك القدوس، وثابتين في إيمانك الأرثوذكسي”.
لا أريد أن استرسل في ظل وجود علامة يعجز لساني عن وصف عمق أرثوذكسيته وهو الدكتور جورج حبيب يكتب بحروف يحركها الروح ويرتبها لتخرج كسلاسل ذهبية من الممكن أن تبدو قيود في أعين البعض ولكني أثق أنها قيود كالتي ولد فيها بولس انسيمس العبد الأمين. فانا أثق أن انسيمس وألف انسيمس سيولدوا في تلك المحنة اللاهوتية التي تمر بها الكنيسة في ظل من رضع لبن غير لبن المسيحية، وفي ظل من يفتخر الكهنة بها أن القيادات الإسلامية تشهد علي أرثوذكسية تعليمه كما يتشدق أحد كهنة المهجر في بيانه الموجود علي الموقع الرسمي للكنيسة القبطية.
أصلي كل حين , يا من أنعمت علي عبيدك بتلك العطايا لا تصرف وجهك عن كنسيتك أرسل لها معلمين يعلنوا مجد مسيحك. يا أبانا اثناسيوس و يا أبانا كيرلس انظرا ما نحن فيه هل ترضيان؟! استجب يا رب , استجب
لقد ميز – ولم يفرق – القديس أثناسيوس بين جوهر الله وقدراته ونعمه حين قال : الله حاضر في كل الاشياء بقدرته فقط …إلا أنه كائن كلية في أبيه وحده ( تجسد الكلمة 17/1) وقد تلاه في هذا التعليم أيضًا القديس باسيليوس الكبير
إن القضية ياعزيزي تادرس ليس محصورة في الفاظ النعمة او الجوهر اوالطاقة , ان القضية هي اننا “نتحد بالوهيتك ” كما تقول القسمة التي للقديس كيرلس دون ان تتحول طبيعتنا الي طبيعة الهية غير مخلوقة ودون ان يزيد علي الجوهر الالهي طبيعة هي من خارجه , ان الاصرار علي الفاظ بعينها يحول الحروف الي اصنام تعبد دون الخالق , ان كل عجينة البشرية بالكمال قد اعطتها سيدتنا البتول الي الخالق بالروح القدس حتي يخلصنا من خطايانا كما تقول التسبحة القبطية التي علي مايبدو اصبحت كلماتها مبهمة بالنسبة لرجال الاكليروس اليوم . مامعني ان الكلمة قد آله جسده , تلك العبارة التي قالها أثناسيوس ورفضها رئيس المتكي معتبرها اوطاخية . اي زمن ردئ نعيشه الان . انا لااريد ان اناقش حول ما جاء في محاضرات الاكليروس ولكن انا اتكلم عن ايمان اعيشه في كل حرف ليتورجي تتلوه الكنيسة . اننا نتحد بالمسيح كما هو و ابيه . هو مساوي لابيه في الجوهر الالهي ومساوي لنا كالتدبير . القضية ان نقول جسده الالهي , ونحن جسده التي هي الكنيسة . يجب ان نرتفع فوق الحرف ونحلق مع النسر الذي ليوحنا لنعاين سبح الخالق . نتحد بالوهيتك وكفا دون ان تتحول البشرية الي الهة يسجد لها ودون ان يختلط نسوتنا بالوهية الكلمة مع ان كيرلس يقول اخلطنا بمجدك .منتظر تعليق الدكتور جورج علي مقالي لاختبر عنده ايماني هل هو صحيح ؟ وانتظر تعليق الاخ تادرس
أرى أننا نتفق في المعنى ونختلف في اللفظ مع (اصنعوا هذا لذكري)
أما مع من ينادون بالاتحاد الاقنومي فأختلف في اللفظ وفي المعنى
نقلا عن رسالة الرعية – – تصدرها مطرانية الروم الأرثوذكس في حلب
الجديد والتجديد
“لا جديد تحت الشمس إلا يسوع المسيح” (يوحنا الدمشقي)
يذكّرنا عيد الميلاد، كحدث في التاريخ، بهذه العبارة العميقة المعاني للقديس يوحنا الدمشقي. وتعني العبارة أن كل شيء في الكون (تحت الشمس) هو من هذا العالم الخاضع للفساد والتبدّل، يسير من الولادة إلى النمو ثم لينتهي بالموت! وكل شيء تحت الشمس يوجد في هذا الإطار القديم. إلاّ يسوع المسيح، الذي وهو الإله “الكلمة قد صار جسداً” حمل طبيعتنا البشرية ووهبها الحياة.
لقد كان جسدُ يسوع قابلاً للموت كجسد آدم في الفردوس قبل الخطيئة، لكنه لم يكن محكوماً عليه بالموت. لذلك أدخل تجسّد يسوع إلى الخليقة الإنسانَ الوحيد (الجديد) الذي مات لأجلنا وليس محكوماً عليه بالموت. ولهذا كرر يسوع كلماته قبل صلبه عن نفسه “لي سلطان أن أبذلها، لي سلطان أن أردّها” بالخطيئة دخل الموتُ، ويسوع وحده بريء من حكمها لأنه غلبها. وهذا هو الوحيد الجديد!
لكن تجسد يسوع لم يكن حاجةً له أو تجديداً ضرورياً في الثالوث! ولكنّه تجسد لأجلنا. وكما قال القديس أثناسيوس الكبير “لقد تأنس الإله ليتأله الإنسان”. لقد أخذ يسوع شيئاً جديداً وهو جسدُنا لكي يعطينا شيئاً جديداً وهو حياته. لقد أدخل يسوع هذا الجديد إلى حياة البشرية لكي يجدّد البشرية في حياتها. فما معنى هذا التجديد وأين وكيف يتم بعد التجسد؟
لم يتجسّدْ يسوعُ ليجلبَ لنا شريعة الإنجيل الجديدة! إن أي نبي كموسى وإيليا كان بإمكانه أن يعلّم بوحي الروح كلمات يسوع في عظته على الجبل أو سواها! ليس الجديدُ في المسيحية ما هو أجدد في نوعية تعاليمها وسموها، وإن كان ذلك جديداً. لم يتجسد يسوع ليكون معلماً صالحاً و مثلاً جديداً أعلى من سائر الرسل والأنبياء القدماء! وهذا البعد كان يمكن أن يلعبه أي مُرسل آخر منه. لقد تجسد يسوع ليقول: أن الجديد المطلوب ليس شريعة وخلقاً جديداً إنما حياةٌ جديدة وهي تأله الإنسان بالنعمة. هذه هي أبعاد الدعوة المسيحية وهذا هو “الجديد” الفعلي فيها. المسيحية ليست تطوراً في الأديان بل جديد عن الأديان. إذا كان بعضنا يرى مثلاً في “مَن ضربك على خدّك الأيمن حوّل له الأخر” تعليماً جديداً أسمى، فإن هذا ليس هو “الجديد” الذي جلبه يسوع. “الجديد” الذي جاء به تجسد الكلمة هو أن الإنسان يمكن أن يصير “إلهاً بالنعمة”. وهذه هي نهاية مسيرة تجديدنا بعد تجسد المسيح. الجديد في المسيحية ليس وصايا جديدة أكثر وأصعب أو أقل وأسهل.الجديد هو التبديل في معنى الحياة البشرية. وهذه الدعوة الجديدة والمعنى الجديد يبدل بالتالي طريقة ووجهة حياتنا، وذلك في عمقها وليس في بعض التزاماتها.
وهذا “التجديد” الأنطولوجيّ والروحيّ يحدث في “بيت لحم الجديدة” الأبدية. لقد كانت مدينةُ بيت لحم في اليهودية المكان الذي اتحد فيه الله بالإنسان إقنومياً. وإن الكنيسة هي بيت لحم الجديدة التي يتم فيها اتحاد كل إنسان بالله بالنعمة. إن تجسد يسوع يفتح زمناً جديداً ومكاناً جديداً للحياة. تجسد يسوع يتطلب اليوم وكل لحظة أن نجعل الزمن للتجديد وكلّ مكان بيتَ لحم. فكل لحظة صار لها أن تكون خادمة لتأله الإنسان، وكل لحظة لا تخدم ذلك هي زمن مسروق. وكل مكان وأداة ومادة هي مكان لتحقيق هذا السرّ، سرّ اتحاد الله بالإنسان. وهذه هي الكنيسة في حقيقتها، أي أنها زمن التقديس ومكانه. هذه بشارة المؤمنين ورسالة الكنيسة أن تطعّم الزمان والمكان، فتجعل كل الزمن وكل العالم خدمة ليتورجية واحدة ومستمرة لتأليه الإنسان. الكنيسة هي حركة تجعل من قلب الإنسان بيت لحم ومن كل بقعة على الأرض كذلك. الكنيسة دعوة حية قوية تعيد كل لحظة إلى عداد زمن التقديس بدل أن تصير زمناً ضائعاً.
التجسّد الإلهي هو حدثٌ حصل مرّة ليستمرّ عمل تأليه الإنسان دائماً، “الآب عمل وأنا أعمل”،ويوم السبت لدى الله هو راحته في رؤية مسيرة تأليه الإنسان في حياة. لقد حدث التجسد الإلهي مرة ليصير فعل التأليه على امتداد كل الزمان. المسيح ولد في لحظة لنستقبله كل لحظة، المسيح على الأرض سنوات لنرتفع عن الأرضيات كل الحياة، ولترتّل للربّ الأرض كلها بابتهاج، فتتمجّد وبذلك هو يتمجد. آمين.
http://www.alepporthodox.org/01-ar/06-sbulletin/bulletin2005/ar_bul01-02_01_2005.htm
لقد كانت مدينةُ بيت لحم في اليهودية المكان الذي اتحد فيه الله بالإنسان إقنومياً. وإن الكنيسة هي بيت لحم الجديدة التي يتم فيها اتحاد كل إنسان بالله بالنعمة.
منتهى الروعة ومنتهى الدقة
إلى العزيز تادرس
ممكن أصيغ أخر تعليق لك صياغة أخرى ولنرى إن كنا نختلف عليها أم لا.
لقد كانت مدينة بيت لحم المكان الذي أتحد فيه أقنوم الكلمة بالطبيعة الإنسانية -أتحاداً أقنومياً –
وأن الكنيسة هي بيت لحم الجديدة التي تم فيها إتحاد الإنسان بالطبيعة الإلهية أو بأقنوم الكلمة(لأنهما واحد) – وهو أيضا أتحاد أقنومي –
سيدنا ورأس الجسد وحجر الزاوية الكريم العجيب في أعيننا .
أشكرك لأجل كلمات وأفكار إخوتي التي حركت قلبي بالسجود والتعبد لجلالك وكيف لا تحركني لذلك وهي تتحدث عن إله رحمتي وخلاصي و الحياة الأبدية حياة الله ، نوعية الحياة التي أعطيتها لنا ولا يعرفها العالم ولا يستطيع أن يقبلها لأنه لا يعرفك ولا يعرفنا أيضا لأننا كمجهولين بالنسبة له ، سيدي لسنا نعلم الآن ماسنكون ولكننا نعلم أنه متي أظهرت سنكون مثلك لأننا سنراك كما أنت ، فإننا ننظر الآن في مرآةٍ في لغزٍ لكن حينئذ وجها لوجهٍ . الآن نعرف بعض المعرفة لكن حينئذ سنعرف كما عُرفنا . حينئذ سيُتعجب منك في قديسك ، الآنية التي حملتك كالكنز و قدمتك للعالم كالمخلص .
إحمينا يا إلهنا يا من جعلتنا ونحن أنية خزفية أن نحملك أنت الكنز الإلهي أن نصبح تماثيل تعلن ملكوت آخر له رأس من ذهب وأذرع وصدر من الفضة إلي آخر التمثال الذي ضربته وسحقته لأنه لا يعلن ملكوتك وسحقت أيضا تمثال الشكل الذي وضعه شعبك القديم في هيكلك المقدس إذ كان يحمل رائحة الوثنية الذاتية لشعبك المختار الذي إختار له شكلا يملك به ورفض ان يكون وعاء خزفيا يتحرك بخيمة تعلن سكناك بمجدك في وسطه . وأنت مستعد دائما لسحق كل تمثال ياخذ هباتك ونعمتك الذهبية وفضتك الفدائية ونحاسك نحاس الطهر والقداسة والديونة وحديد السلطة ويصنع بهما ملكوت آخر علي الأرض والعجيب يا سيدي انك لا تسحقه إلا بعد أن يكتشف خزفيته وطينته بجوار الحديد فهذا ما تؤول إليه كل سلطة لا تعلنك ولا تخضع لسلطانك . فأنت وحدك الذي له الرأس الذهب وقدميك مؤسستان علي قاعدة من ذهب إبريز ايضا . أما نحن فسنبقي طالما نعلنك علي هذه الأرض آنية خزفية لا تعلن نورك إلا إذا إنكسرت . ولا تعلن مجدك إلا إذا إتضعت . ولا تسمح أن الكنيسة التي بدأت ولها الرأس الذي من ذهب في أولي عصورها أن ينتهي بها الحال كملاك لاودوكية الذي أبقاك خارجا ليظل يتكلم عن غناه وهو لا يعلم أنه الشقي والبئس وفقير وأعمي وعريانا . توبنا وأعطنا الذهب المصفي بالنار لكي نستغني وأعطنا أن نسمع لصوتك ونفتح لك لتدخل إلينا وتتعشي معنا ونحن معك .
تعليق على شركة جسد المسيح … البديهية الغائبة هى أن المدلول اللاهوتى لاسم يسوع ليس هو نفس المدلول اللاهوتى لاسم المسيح قكيان الأول هو بعض من كيان الثانى . الأول هو الشخص التاريخى الذى ترصده الأناجيل أما الثانى فهو ثمرة كل التاريخ .الأول هو الرأس التى تحقق الكيان الكامل. شخص المسيح هو الشخص الذى نحن نكمل وجوده الان بانتمائنا العضوى للرأس الرب يسوع . شخص المسيح سيظل غر مكتمل الى أن ينضم اليه اخر عضو من أعضاء الكنيسة وحينئذ فقط يكون قد تم مجئ الرب. دمتم فى المسيح.
تعليق ثان على موضوع شركة جسد المسيح…كلمة” الجسد” فى لغة الكتاب المقدس تعنى الكيان كله ومصطلح “جسد المسيح” يعنى كيان المسيح الممتلئ بجميع أفراد الكنيسةوعليه فانه فيما تحقق الكنيسة ذاتها افخارستيا فهى تحقق شخص المسيح.ان الكنيسة ليست الوجود الذى يتحقق ككيان زائد أو كقيمة مضافة للمسيح بل هى الوجود الذى بدونه يصبح شخص المسيح مجرد رأس لكيان غائب.دمتم فى المسيح.
تعليق ثالث على موضوع شركة جسد المسيح… الاسم”المسيح” يعنى الممسوح ورأس المسحة هو شخص الرب يسوع التاريخى ذلك الذى حل فيه ملء اللاهوت ومن مسحته تفيض مسحة الجميع صائرين أعضاء منتمية لتلك الرأس وعليه فأن المسيح ليس هو فقط رأس المسحة بل هو الكيان الكاثوليكى الذى يضم فى وحدة عضوية جميع الممسوحين من البشر والصائرين مسيحا واحدا.دمتم فى المسيح.
تعليق رابع على موضوع “شركة جسد المسيح”… لكى ندرك جيدا مدلول اسم”المسيح” ولكى ندرك حقيقة الشركة فيه اسمحوا لى ان أقدم هذه الرؤية التى أنارها الرب أمام ذهنى: هناك أمر عجيب فى يونانية العهد الجديد وأيضا بالنسبة للسبعينية وهو استخدام ادوات التعريف للأسماء بما فيها اسماء الأعلام وفقا لقاعدة ثابتة ذات مدلول لاهوتى ليصبح الأمر فى النهاية لغة خاصة بالكتاب المقدس وبعدا تفسيريا عجيبا. الاسم المعرف”باضافة اداة تعريف أمامه” يعنى حالة مغلقة تمثل “الشخص” المستقل أما الاسم غير المعرف فيعنى حالة مفتوحة ،حالة حركية هى حدث النعمة الانى؛ التعريف يعنى الشخص والتنكير يعنى الحركة التى تحقق الشخص أو تحقق العلاقة مع الشخص ،فعلى سبيل المثال لمصطلح “ابن الله”ثلاثة صيغ من حيث التعريف؛ 1-صيغة تعريف الكلمتين وتعنى شخص الكلمة الذاتى الكائن فى أبيه والمستقل عن الخليقة. 2-صيغة تنكير الكلمتين وتعنى الحدث النعموى الذى يحدث الان وفيه تتم الشركة فى شخص ابن الله. 3-الصيغة الثالثة هى تنكير كلمة”ابن” وتعريق كلمة”الله” وتعنى الانسان الذى له علاقة وثيقة مع الله مثل رجال الايمان القدماء وقد استخدمت هذه الصيغة فى الأشارةالى”ادم”فى لو:3 ، والشئ العجيب هو أن الصيغة الأخيرة تستطيع أن تفسر لنا سؤالا صعبا حول أحد المشاهد الأنجيلية وهو مشهد التجربة والسؤال الصعب هو كيف يتجرأ المجرب ليقترب من شخص الابن ليجربه؟ . الاجابة هى: بالتأكيد لم بكن الشيطان ليقترب من يسوع ليجربه لو كان على علم بأنه الكلمة المتجسد فصيغة “ابن الله” الواردة فى خطاب المجرب ليسوع هى الصيغة الثالثة؛أى أن ابليس كان يعتقد بأن يسوع على أفضل تقدير هو أحد رجالات الله مثل أنبياء العهد القديم وبالتالى فقد جاء ليتفقد ويطمئن على أن يسوع هو من ضمن العالم الذى قد وضغ فى الشرير ولكن كانت الصدمة المزلزلة له اذ اكتشف أن فى يسوع كيانا لايملك هو مفاتيحه ففشلت لأول مرة المفاتيح التى يسيطر بها على البشر أى مفاتيح الرغبة والخوف. وهناك مثال اخر على أهمية لغة التعريف والتنكير وهو ماجاء فى اليشارة:الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله لو35:1 ؛والملحوظة العجيبة هى ورود كل الأسماء فى العبارة فى حالة التنكير وهنا تزول الدهشة التى تطفيها عبارة”فلذلك المولود يدعى ابن الله” فاذا فهمنا أن “ابن الله” يعنى شخص الكلمة الخارج عن الزمن والمستقل عن الخليقة نكون قد وصلنا الى نتيجة كارثية لأن البشرى هنا ليست بميلاد الابن ولكن بميلاد الابن المتجسد وبميلاد البشر فيه. الحوار بين “الشخص” فى حالة تعريف الاسم و”الحركة” فى حالة التنكير هو بعد عجيب وهو أداة تفسيرية للكتاب والواقع أن هذا الطرح ليس نابتا من فراغ فالاباء العظماء قد استخدموا هذه الالية فى شروحاتهم وفى دفوعاتهم ضد الهراطقة الذين أعثروا فى كلمات الكتاب فى غيبة هذا البعد ونخص بالذكر هنا العظيم أثناثيوس وعلى سبيل المثال رسائله عن الروح القدس…نعود الى الاسم “يسوع المسيح” فنقول أن الاسم بدون تعريف للكلمتين وبنفس ترتيبهما المذكور انما يعنى حركة النعمة الحاضرة الانية التى فيها يجتمع وينضم أفراد الكنيسة الى شخص واحد كما فى( كما ثبتت فيكم شهادة المسيح حتى أنكم لسنم ناقصين فى موهبة ما وأنتم متوقعون استعلان ربنا يسوع المسيح الذى سيثبتكم أيضا الى النهاية بلا لوم فى يوم ربنا يسوع المسيح أمين هو الله الذى به دعيتم الى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا 1كو1: 6-9 ) .واذا ذكر الاسم بالترتيب المعكوس أى “المسيح يسوع” وبدون أى أدوات تعريف فان هذه الصيغة تعنى الوسيلة والاداة والواسطة التى تتم بها الحركة النعموية الانية كما فى( لأنكم جميعا أبناء الله بالايمان فى المسيح يسوع غل3: 26 ). أما الاسم “يسوع” مجردا وبدون تعريف فانه يعنى منطلق حركة النعمة ورأسها.اذن حركة النعمة تنطلق من “يسوع”(بدون تعريف) لتستهدف “يسوع المسيح” (بدو ن تعريف ) بواسطة”المسيح يسوع” (بدون تعريف)…هذه لمحة ضئيلة ومتواضعة لرؤية قابلة للنقاش مع العلم أنها قابلة للتطبيق الواسع على مسار الكتاب كله فان راقت لكم أستطيع بنعمة الرب أن أدلف فى الموضوع بالتفصيل.دمنم فى المسيح.
الكنيسة كجسد المسيح.
—————————–
هناك انطباع شعبى عن أن هذا التعبير هو مجرد تعبير بلاغى يظهر حميمية العلاقة بين المسيحيين والمسيح ،ولكن حقيقة الأمر هى أن هذا التعبير يمثل حقيقة التكريس المزدوج المتزامن والمتلازم لوجود كل من الكنيسة وشخص المسيح؛ فبديهية البديهيات التى ينبغى أن يدركها كل من دعى مسيحيا هى أن المسيحيين لاينتمون الى شخص تاريخى اسمه “المسيح”؛ لأن ذلك الذى ظهر فى التاريخ قد عرف باسم “يسوع”، هذا هو الكلمة الذى لبس جسدا من طبيعتنا ولكن لم يكن ذلك الحدث الا مجرد نقطة بداية ورأس الوجود الجديد للبشر ومن تلك الرأس تنطلق الحركة الافخارستية لتضم باقى الأعضاء وحينما يكتمل بنيان الشخص الكامل فان ذلك يعنى امتلاء شخص المسيح. اذن شخص المسيح هو كيان مركب رأسه الرب يسوع التاريخى وأعضاءه هم أفراد الكنيسة ويظل وجود المسيح ناقصا ومحتاجا لانضمام اخر فرد فى الكنيسة.
دمتم فى المسيح.
رد على الأخ ديفيد
بالرغم من إعجابي ببعض آرائك إلا ان الرأي الخاص بالمسيح ويسوع التاريخ رأيا يحتاج منا إلى نقاش، خاصا وأنت تنتقص المسيح ومكملا إياه بالكنيسة وأفرادها.
أولا يا عزيزي أن المسيح يسوع بالرغم من أنه ظهر بالجسد في التاريخ إلا أنه الكلمة السرمدية التي وجودنا أو عدم وجودنا لا يؤثر فيه، فالكلمة المتجسد كان له ظهورات في العهد القديم كصخرة موسى ومصارع إسرائيل ..إلخ، إلا أن الكلمة المتجسد من شبه جسدنا له صورة الإنسان مشابها لنا في كل شيء ما خلا الخطيئة وحل فيه كل ملء اللاهوت، وكل ملء اللاهوت هو كيان كامل قائم بذاته وليس هناك عله لوجوده بل هو علة وجود كل الأشياء، ينبغي عليك يا سيدي أن تراجع كلمة “إمتلاء شخص المسيح” هذا تعبير – سامحني – فاسد لأن المسيح كان كاملا قبل إنشاء العالم وأرتضى أن يأخذ عدم كمالنا ليصير مثل الناس، لأنه هو أخلى ذاته أخذا صورة العبد.
ولأوضح لك الصورة – مع الفارق- إذا جاز لنا أن نقول ان المسيح هو واحد فأن إضافة العدم (نحن) عليه هو كإضافة الصفر على الواحد ليكون الناتج أيضا واحد، حتى ولو زاد عدد الأصفار إلى بلايين الأصفار ، يظل المجموع واحد.
ولازلت أتذكر أحد محاضرات الدكتور جورج معترضا على ما تقول بأن إشتراكنا في المسيح هو بالنعمة ومن أجل الصلاح وحدة لا بسبب أنه ناقص ويحتاجك ويحتاجني ليكتمل بل بالعكس أنت وأنا يمكن ان ننقصه لا أن نزيده.
إذا الشركة في الطبيعة الإلهية شركة نعمة وليست شركة تكميل، شركة فضل علينا وليس عليه، لأننا بمشركتنا في الطبيعة الإلهية نكتمل بكماله (كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل) فنحن الذين نسعى للكمال وليس شخص المسيح الأزلي. ولا حتى يسوع الذي تسميه التاريخي؟، لأنه تمجد بدون الإحتياج لي.
أما الخلط الذي أجده لديك ولدى كثيرين أن المسيح كيان منفصل عن يسوع، وهذا أيضا رأيا فاسدا – سامحني – لأننا نحفظ دائما في الليتورجية أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين، أي أن المسيح هو يسوع ويسوع هو المسيح وهذا هو الإتحاد الذي يهدف إليه التجسد (أن يكونوا واحدا كما نحن) أيضا بغير إختلاط وأمتزاج ولا تغير.
فلا داعي أن نفصل المسيح عن الكنيسة ولا الكنيسة عن المؤمنين لأنناجميعا أصفارا تجمع على الواحد فيرى الآب المسيح الواحد فقط كممثل للبشرية جميعا ونحن من ملئه أخذا نعمة عن نعمة.
و أشكر محبتكم جميعا.
تعقيب على رد الأخ سامى.
——————————-
أشكرك جدا على ردك ويسعدنى دائما التحاور معك ومع جميع الأحباء المشاركين فى المدونة.
————-وبعد.
— أولا : اذا كانت عبارة (امتلاء شخص المسيح ) فاسدة فعليك أن تقول أيضا بفساد العبارة التالية:
(وهو أعطى البعض أن يكونوا رسلا،والبعض….، لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة،لبنيان جسد المسيح،الى أن ننتهى جميعنا الى وحدانية الايمان ومعرفة ابن الله.الى انسان كامل الى قياس قامة ملء المسيح.(.أفس4 :11 -13 ).
—- ثانيا: أنت تخلط بين” شخص المسيح” و” شخص الكلمة الذاتى الكائن فى أبيه قبل الخليقة.
وبالطبع فأن جوهر الشخص واجد ولكن لم يكن الكلمة مسيحا الا عندما تجسد واتخذ منا جسدا ماسحا اياه وقابلا فيه كل الممسوحين الصائرين أعضاء فيه، المسحة التى فى اسم المسيح هى المرادف للتجسد والأمر الجوهرى هنا هو أن الكلمة عندما صار مسيحا فهو لم يمسح لذاته رأسا فقط بل أعلن فينا كمال النعمة عندما فاضت المسحة من الرأس الى كل الأعضاء وهكذا فالممسوح (المسيح) ليس هو فقط الرب يسوع التاريخى بل هو كيان جماعى مركب من الرب يسوع(الرأس) بالاضافة الى جميع الأعضاء المنضمين اليه ؛ هو كيان يتحقق الان منطلقا من لحظة التجسد وحتى لحظة نهاية العالم.
—–ثالثا: أيضا يتماهى عندك شخص “يسوع” والناسوت وهذه كارثة بالتأكيد أنت لاتقصدها فيسوع هو الكلمة المتجسد وليس الناسوت فقط وأما مافهمت من كلامى على أنه فصل بين يسوع والمسيح ، فما قصدته هو أن هناك فرقا دقيقا بين مدلولى الاسمين فيسوع هو رأس كياننا الجديد الذى ظهر فى لحظة تاريخية محددة هى لحظة التجسد ،أما مدلول اسم( المسيح) فهو كل كياننا الجديد الذى يتحقق عبر كل الزمان وعبر كل المكان .
—– رابعا: القول بأن المسيح لايحتاج الى أحد هو قول يخطئه الانجيل ؛ ياأخى ان الرب فى يوم من الايام احتاج الى جحش !!!0(الرب محتاج اليه. لو19 :31 ).
للربوبية احتياج الى وجود المربوب وملك بلا شعب ليس بملك لأنه لايمكن أن يكون ملكا عى نفسه فقط هكذا أيضا لم يصر الكلمة ربا الا عندما صار خالقا ولم تتجلى ربوبيته فى أكمل وجه لها الا بتحقق الخليقة الجديدة فى المسيح.
المشهد الاسخاطولوجى العجيب لمجئ ابن الانسان والمذكور فى (مت 25: 31 -46 ) يكشف اشباع احتياج الربوبية عندما تشبع احتياجات وجودنا فيه بانضمامنا اليه فيكون شبعنا هو ذات شبعه(جعت فأطعمتمونى .عطشت فسقيتمونى. عريانا فكسوتمونى.مريضا فزرتمونى.محبوسا فأتيتم الى .)
—-خامسا: القول بأننا أصفار هو قول لايخص الذين فى المسيح، هذه نظرة دونية لاتنسجم مع خليقة لبس الكلمة جسدها ومن أجلها أوجد ربوات الملائكة لتكون خادمة لها.
الاخ العزيز ديفيد
استمتعت جدا بكلامك ولغتك الادبية المميزة , وثقافتك اللاهوتية البديعة , ولكني اسمح لنفسي بالاعتراض علي بعض ماجاء في ردك علي الاخ سامي
اعترض بشدة علي هذة العبارة (للربوبية احتياج الى وجود المربوب وملك بلا شعب ليس بملك لأنه لايمكن أن يكون ملكا عى نفسه فقط هكذا أيضا لم يصر الكلمة ربا الا عندما صار خالقا ولم تتجلى ربوبيته فى أكمل وجه لها الا بتحقق الخليقة الجديدة فى المسيح) ان الابن خالقنا بدافع محبيته فقط لانه اراد ان يمنح وجوده لاخرين يتشاركوا معه ولكن لم يكن ابدا يحتاج الي مربوب يظهر عليه تسلطه او تتجلي من خلاله , فالخلق من العدم ليس عوز عند الله لكي يثبت انه خالق والكلمة خالق حتي لو لم يخلق وهذا هو التعليم الابائي عن الخلق من العدم فالقديس امبروسيوس في رده علي الفلسفات التي تقول بان الخليقة هي ظل الخالق في كتابة الرائع ستة ايام الخليقة ذكر ان انه خالق لو لم يخلق ويوصف بانه خالق لو لم يخلق والاهم من هذا دلالة كلمة محتاج لايمكن ان تعني العوز او النقص في شخص المتكلم ولكنه منح كرامة للشي ليبدو وكان الرب يحتاجه , ففعل الكلمة المتجسد ليس عن عوز لعتيقيته كما استخدمت من التعابير ولكنه عوز لعتيقيتنا لانه لم يلبس ابدا ادم الاول ولكن منذ ان ارتضي الطبيعة البشرية مشخصنة باقنوميته وهو ادم الجديد فجدة الحياة وقيامته بدءت بميلاده وليست بموت عتيقيته ولكنها بموت عتيقيتنا , دمتم في المسيح
عزيزي دايفد
فيما يخص أولا:
عبارة “امتلاء شخص المسيح” والذي ذكرتها في مداخلتك السابقة لا تعني أبدا ولا تساوي “امتلاء جسد المسيح” لأن الشخص ككيان خاص لا يساوي جسد المسيح الذي قصد الرسول بولس به الكنيسة.
وهذا المعني يتضح من سياق الآية التي بترت نصفها (و هو اعطى البعض ان يكونوا رسلا و البعض انبياء و البعض مبشرين و البعض رعاة و معلمين. لاجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح.الى ان ننتهي جميعنا الى وحدانية الايمان و معرفة ابن الله الى انسان كامل الى قياس قامة ملء المسيح.
إذن من مفهوم الأية السابقة هو لتكيل القديسين لعمل الخدمة وليس لتكميل المسيح من أجل بنيان جسد المسيح أي الكنيسة وهذا ما ذكره لاحقا في نفس الآية (ننتهي جميعا… إلى إنسان كامل) إلى قياس قامة ملء المسيح. أي أن معيار الكمال لجسد المسيح (الكنيسة) هو المسيح الكامل المملوء من اللاهوت. وفي موضع آخر يذكر بولس الرسول (اطلبوا لاجل بنيان الكنيسة ان تزدادوا) (1كو 14 : 12) وطبعا من يطلب الزيادة فهو بالتأكيد ناقص ويسعى إلى الكمال من ملء المسيح سواء أن كان المسيح الكلمة أو المسيح التاريخي – على حد تعبيرك.
والبنيان هو لتكميل الكنيسة والخدمة لنصير جميعنا واحدا قياسا لقامة المسيح، فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل (مت 5 : 48)
أذن كمالنا يعتمد على المسيح فقط ولا يعتمد المسيح علينا لكماله – ويقال بالقداس (ولست محتاجا إلى عبوديتي بل أنا المحتاج إلى ربوبيتك) القداس الباسيلي.
فيما يخص ثانيا:
(يسوع المسيح هو هو أمسا و اليوم و إلى الأبد) (عب 13 : 8 ) فلا زمان ولا مكان خلا من المسيح. وجعل المسيح ممسوحا فقط عند بدء التجسد يجعل من كلامك مشابها للهرطقة التي جعلت يسوع إنسانا عاديا ثم مسح من الله بالروح القدس في مريم العذراء حتى وإن كان الزمن بين الحبل به وبين حلول الكلمة على القديسة مريم ضئيلا جدا. والدليل على ذلك قول الرسول (عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد) (1تي 3 : 16) وظهور الله في الجسد هو ظهورا تاريخيا “الظهور فقط” أما قولك بأن هناك خلط بين المسيح ويسوع فأنت بهذا الفكر تقودنا للإعتقاد بأن المسيح يسوق جسد يسوع”الذي تسميه التاريخي” لمجد المسيح وهو فكر بالقطع فاسد وأكيد أنت توافق معي على فساد هذا الفكر.
جسد المسيح هو كما يقال في صلاة الإعتراف (الجسد المحيي الذي أخذه من سيدتنا وملكتنا كلنا والدة الإله القديسة مريم وجعله واحدا مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير …. أومن أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين) صلاة الأعتراف – القداس الأغريغوري.
من الإعتارف السابق يظهر جليا هذه النقاط
1- أن جسد المسيح (ليست الكنيسة هنا) هو الجسد المحيي لنا فهو مختلف عنا ولكن يعطي لنا لتكميل بنيان الكنيسة.
2- هذا الجسد هو نفسه الذي أخذه من العذراء مريم وهو في مفهوك “يسوع التاريخي”
3- جعله واحد مع اللاهوت
4- أن اللاهوت أو الكلمة الأزلية لم تفارق الناسوت أو يسوع لحظة واحدة ولا طرفة عين فيكون المسيح هو يسوع ويسوع هو المسيح على شرط رابعا
5- بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير.
فهل بعد ذلك هناك فرق بين يسوع”التاريخي” والمسيح؟؟
ولكن المسحة المقدسة التي ليسوع هي مسحة إلهية خاصة به (أحببت البر و أبغضت الإثم من اجل ذلك مسحك الله الهك بزيت الابتهاج اكثر من شركائك) (عب 1 : 9) – خذ بالك – أكثر من شركائك. فأين أذن القول بأن المسحة تخص الجماعة وأين دليلك على هذا؟
فيما يخص ثالثاً:
لا تعليق وأتفق معك
فيما يخص رابعا:
طبعا الإحتياج لجحش ولشرب الماء ولحمل الصليب عنه كلها احتياجات بشرية ولم يكن أبدا في أي زمان ومكان أن أحتاج الرب لأحد مخلوقاته إلا بالتجسد، لكن يسوع المسيح الذي شابهنا في كل شيء كانت بالطبع له احتياجاته الخاصة وهي بالقطع احتياجات بشرية تزول بزوال المؤثر، ولكن المسيح لا يحتاج لأحدنا لأنه هو مصدر الكمال وكما ذكرت سابقا في صلاة القداس (أنه من أجل الصلاح وحده جبلتني ووضعتني في فردوس النعيم) نعم من أجل الصلاح وحده، (لم تكن أنت محتاج إلى عبوديتي بل أنا المحتاج إلى ربوبيتك
فيما يخص خامسا:
وقول المسيح له المجد (لنكون مكملين إلى واحد) (يو 17 : 23) هو بالضبط ما قصده بمثال الأصفار
الأصفار هنا ليس نظرة دونية ولا هي تحقير للإنسان، بل هو مثال وقد ذكرت – مثال مع الفارق-
وهو ما قصدته نكون مكملين إلى واحد، أي أن إن إتحادنا بالمسيح يشبه إضافة أصفار كثيرة إلى واحد ليكون الناتج واحد أيضا، وهو قول به تشابه مع الفارق وليس به أي تحقير للإنسان.
الى الأحباء:اصنعوا هذا لذكرى والأخ /سامى وجميع الأخوة.
————————————————————-
سلام المسيح للجميع.
أدرك جيدا ان تعبير ( احتياج الربوبية) يبدو صادما جدا، ولكن دعونا نتحاور بهدوء وبعمق.
– بادئ ذى بدء ،يجب على الذهن اللاهوتى الراجح أن يفرق بين مدلولى الكلمتين: “الله” و”الرب”
وبالتأكيد نحن لانتكلم عن الذات بل نتكلم عن مدلولين لاسمين للذات الواحدة .
– ” الرب ” اسم يخص النعمة؛ بمعنى أن الله بصيرورته خالقا قد صار ربا لأن الربوبية هى العناية والرعاية والسيادة وهذا المعنى لم يصر واقعا الا بظهور الخليقة أى بظهور المربوب وهذا بالتأكيد لايتناقض مع مع قدرة الله الذاتية على الخلق أى قدرته على أن يصير ربا وهذا ماأعلنه منذ بداية خلقة الكون.
– مفهوم ” الربوبية ” ليس مرادفا لمفهوم ” الأ لوهية ” ولكنه مرادف لمفهوم ” النعمة” ، والنعمة هى استعلان الحضور الالهى فى الخليقة.
– شخص الكلمة الذاتى الكائن فى أبيه سرمديا ، بحضوره قد استدعى الكون من العدم وظهرت الخليقة كاستعلان لذلك الحضور وقد بلغ حضور الكلمة فى الخليقة قمته الاكمل والأسمى فى حدث التجسد الذى فيه يتم سر الله ؛ سر الخليقة الجديدة . وفى طيلة مسار رحلة الكون منذ لحظة انطلاقه وحتى لحظة فنائه مرورا بتحقيق الغاية من خلقته – وهى الوجود الجديد فى المسيح- فان النقطة الحاكمة فى وجود وبقاء الكون من عدمه هى حفظ الكلمة له وحضوره فيه وهذا هو المفهوم العميق للربوبية فالكلمة صار ربا حينما صار حاضرا فى خليقته وفى نفس الوقت لم يكن ظهور الخليقة واستمرارها الا كشفا لذلك الحضور.
– تعبير ( المسحة ) يعنى صيرورة الخليقة ممسوحة با للاهوت يعنى الشركة فى الطبيعة الالهية يعنى حدث النعمة التى استقبلته البشرية فى المسيح. اللاهوت هو الذى يمسح والبشرية هى الممسوحة، ولكن أصل المسحة ورأسها هو الرب يسوع التاريخى الذى فيه حل الكلمة فى جسد ينتمى الى طبيعتنا ماسحا اياه بل جاعلا اياه رأسا لمسحة الجميع المزمع أن ينضموا اليه كاعضاء فى كيان هو رأسه. وهكذا قبل التجسد لم يكن الكلمة ممسوحا بل بتجسده قبل المسحة لأجلنا.
ولذلك فان القول بأن ” الكلمة ” لم يصر مسيحا الا حينما تجسد ،هو قول صحيح جدا من الناحية اللاهوتية ؛ فشخص ” المسيح ” هو شخص ” الكلمة” حينما أراد
بتجسده ان تمسح فيه خليقته بينما هو قبل تجسده لم يكن له ما يمسحه بل كانت هذه المسحة مجرد ارادة ونية صالحة من نحونا وفى ملء الزمان يتم استعلانها.
وايضا يؤكد صحة هذا القول ماورد منسوبا لبطرس الرسول فى سفر الأعمال: ( فليعلم يقينا جميع بيت اسرائيل أن الله جعل يسوع هذا ، الذى صلبتموه انتم ، ربا ومسيحا. 0( أع 2 :36 ).
— اذن الربوبية والمسحة هما وجهان لعملة واحدة هى النعمة التى استعلنت فى سر التجسد؛ سر المسيح .
– احتياج الربوبية.
——————
العبارة الرائعة ( الرب محتاج اليه لو 19 :31 ) ليست مجرد عبارة تاريخية سجلها حدث دخول المسيح الى أورشليم بل ان لها مدلولا رمزيا ضمن رمزية الحدث ذاته؛ ففى هذا العيد العظيم تتكشف حقيقة النعمة التى نا لتها البشرية فى المسيح فها هى طبيعتنا الحيوانية (مرموزا اليها بالجحش) تدخل الى الحياة الأبدية ( اورشليم ) حينما صارت حاملة طائعة للكلمة فى المسيح يسوع . وهكذا فان ما تحتاجه الربوبية هو القبول من طرف المربوب وما يحتاجه الملك هو الهتاف ( ولكن بصدق ) : (مبارك الملك الاتى باسم الرب. لو 19 : 38 ) .
—————————————————————–
الى ” اصنعوا هذا لذكرى .
– القدرة على الخلق شئ وحدوث الخلق شئ اخر . الله قبل ظهور الخليقة لم يكن خالقا بل كان قادرا على الخلق لأننا نؤمن بطلاقة قدرته، وأما أن نؤمن بأن الله كان خالقا قبل ظهور الخليقة ففضلا عما يعتور ذلك من تناقض فان ذلك يصب فى خانة الفلسفة التى تقول بأزلية الكون لأن الأمر بكل بساطة هو أنه لا خالق بدون مخلوق .
-انتم تفرقون بين عتيق يسوع وعتيقنا وهذه مشكلة تطيح بلاهوت الخلاص بكامله فلو لم يكن عتيقه هو نفس عتيقنا ما فتح لنا الباب لكى نشترك فى جديده. ان الكلمة حينما لبس جسدنا أعلن فيه صورة وجودنا الجديد ولكن تلك الصورة ظلت مخفية خلف حجاب عتيقه الذى هو عتيقنا وقد ذاق فيها كل مانذوقه نحن من تعب وألم وموت وحينما انشق ذلك الحجاب على الصليب وأسلم عتيقه الى مصيره الطبيعى الذى هو نفس مصيرنا ، كان قد حان الاوان لاعلان الصورة الجديدة المخفية وقد كان ذلك فى فجر الاحد.
—————————————————————
الى الأخ/ سامى.
– هناك مشكلة فى مفهومكم عن( الكنيسة) ؛ وأصل المشكلة هى أنكم تفرقون بين ” شخص المسيح ” و ” الكنيسة كجسد للمسيح “وتبدو الهوة سحيقة جدا عندكم بين المفهومين فشخص المسيح عندكم هو شخص الكلمة ( اللاهوت ) ، وأما تعبير ( الكنيسة جسد المسيح ) فهو يؤول عندكم الى مفهوم الكنيسة كمؤسسسسة زمانية وبالتالى يصح تعبير ” الجسد ” فى هذا السياق تعبيرا مجازيا على سبيل البلاغة. ولكن هذا ليس هو الايمان المسيحى يا صديقى فلا ينبغى أن تتوهنا الألفاظ ؛ فالشخص هو الكيان كله والجسد هو الكيان كله؛هذه هى لغة الكتاب المقدس نفسه، وأما أن تضع حدا فاصلا بين شخص المسيح والكنيسة كجسد المسيح فهذا يعنى كأنك قد أوثقت نوحا وعائلته على السطح الخارجى للفلك !!!. ترى هل مازال عندك أى شك فى أن مفهومك عن الكنيسة قد أهلك كل شئ؟!!.
—————————————————————–
دمتم فى المسيح.
ان موضوع الاصفار التي يذكرها العزيز سامي لا تعني ابدا اننا بلاقيمة ولكنها تعني ان قيمتنا هي بسبب اتحادنا بالمسيح فنحن بشكل فردي حقا لانساوي شي ولايمكن ان نكون مكملين الي واحد بعيد عن ذاك الذي به نتحد ويوحدنا فالقداس الالهي يقول ( اجعلنا مستحقين كلنا ياسيدنا ان نتناول من قدساتك طهارة لانفسنا واجسادنا واراوحنا لكي نكون جسدا واحدا وروحا واحد لنجد نصيبا وميراثا مع جميع القديسين الذين ارضوك منذ البدء) وهنا اجد ملاحظة هامة ان محاولة للوحدة الكنسية فاشلة اذا اعتمدت علي المناقشات الفكرية دون التحول نحو المحك العملي نحو الوحدة وهو الاتحاد الافخارستي فكما تبدء الصلاة ان التناول هو المرحلة الاهم للوحدة وبدونه لانستطيع ان نقيمها. نحن نمكث في تشرذمنا طالما لم نتحد بعد بذاك الذي يجمع حنطته المبعثرة من علي الجبال البعيدة لنكون خبزة واحدة تعجن وتخبز بنار الروح حسب النص الرسولي في القرن الثاني الميلادي (الديداخي) هذه هي قيمتنا ان لم نعد متشرذمين طالما قبلنا اتحادنا فيه دمتم في المسيح
العزيز ديفيد اني اعترض وبشده علي لفظ عتيقه لان الكلمة المتجسد لم يكن ابدا له عتيق ولكنه اخذ عتيقنا ليجدده هذه نقطة هامة فقط اريد ان اسجلها لحين ان اكمل نقاشي معك حول مفهوم احتياج الربوبية فقط اعتذر لضيق الوقت
العزيز / اصنعوا هذا لذكرى.
كيف تقول بأن الكلمة المتجسد لم يكن له أبدا عتيق ولكنه أخذ عتيقنا ليجدده ؟.
– ألا تدرى ياصديقى أنك بهذا الطرح انما تعيد انتاج االهرطقة القديمة التى كانت تقول بأن كل سلوكيات يسوع الانسانية التى رصدتها الأناجيل من ضعف وتعب وألم وجوع وموت ، كل هذا لم يكن الا خيالات أظهرها لنا الكلمة المتجسد ولم تكن واقعا يخصه؟.
-ان الكلمة حينما لبس جسدا ينتمى لطبيعتنا فان هذا الجسد دعى جسده وعندما لبس عتيقنا صار هذا العتيق عتيقه . يا صديقى ان الذى لم ينتسب الى الكلمة من كياننا هو الذى لم يتجدد فيه. هو قد صار ايانا لنصير شركاء فيه. ثم لمن تنسب كل الأحداث الانسانية التى رصدتها الأناجيل ابتداء من الحبل والولادة والنمو والعمل والتعب والألم والجوع والعطش والألم والموت ؟ ألا تنسب هذه كلها الى الكلمة المتجسد بالرغم أنها تخص طبيعتنا العتيقة؟ ان هذه الفكرة العجيبة هى تصفية لعقيدة التجسد.
ولكننى فى النهاية أعتقد أن المشكلة هى فى عدم توفر الدقة اللاهوتية لمدلولات الألفاظ فربما كنت تقصد بأن شخص الكلمة قبل التجسد- وليس الكلمة المتجسد -لم يكن أبدا له عتيق؛ فاذا لم يكن للكلمة المتجسد عتيق فليس لنا نحن جديد؛ هذه هى المشكلة.
دمتم فى المسيح.
العزيز ديفيد : حزنت جدا ان يكون بدء كلامك هو نهاية لاي نقاش فقبل ان نتكلم تعلن انني اعيد كلام هرطقة قديمة , ان عهد الهرطقات انتهي فلايوجد استخدام لهذه الكلمة الان وارجو منك اللا تستخدم هذه المصطلحات فانت لاتعلم من هو المتحدث معك كما اني لااعرف شخصك الحقيقي
هذا اولا:
وثانيا هناك فرق بين ان ياخذ المسيح عتيقنا ليكون عتيقه وبين ان ياخذنا عتيقنا ليجدده فيه ليمنحه لنا جديدا , فهو اخذ الذي لنا ليمنحه جديده الدائم جديدا الي الابد بحسب قول اغسطينوس , لان السيد لم يكن له مشيئتان ابدا فالمنهج الذي عرفته الكنيسة الخلقدونية انها ارادت ان تعرف غير المعرف وتغرق نفسها في لاهوت تفصيلي تفسيري لحياة السيد ان اثق ان كل فعل السيد فعل حقيقي وان جسده حقيقي وفعله حقيقي ولكن ان تجديد الطبيعة البشرية بدء مذ لحظة الحبل ولهذا متي كان عتيقة يحتاج الي تجديد انه عتيقنا الذي اخذه ليحقق فيه جديده لا ليجعله عتيقه اولا لانه صار جديدا حينما اتحد به دمت فب المسيح واطلب منك ان تتراجع عن لغة لم تعد تستخدم وهي النظر الي الكلمات مهما كانت انها اعادة لهرطقات قديمه فهي لغة تحرق كل المحبة وكفانا ما نجنيه من هذا الحديث
امين
الى الأخ/ اصنعوا هذا لذكرى.
——————————–
يؤسفنى جدا أن كلماتى قد سببت لك حزنا ، واننى استميحك عذرا بخصوص اسلوبى الصادم الصارم ، الذى أراه متصادما مع ارث ثقيل جدا من الفكر الرومانسى الذى لايمت بصلة الى الفكر اللاهوتى المفعم بعبق الاباء ، وكل ماأرجوه هو أن يتواصل حوارنا من أجل فكر نقى أصيل.
– لكلمة ” عتيق” مفهوم نسبى؛ فلا وجود لعتيق مالم يكن ذلك يعنى ظهورا لجديد( فاذ قال ” جديدا” عتق الأول. ( عب8 : 13). ومفهوم ” الانسان العتيق ” لاوجود له الا منسوبا الى الذين فى المسيح ، هؤلاء الذين حينما يتحقق وجودهم الحقيقى فى المسيح ، يستطيعون حينئذ فقط أن يدركواحقيقة ماضيهم البائس ، فيروا بشاعة انسانهم العتيق. ان طبيعتنا الحيوانية لم تتكشف كطبيعة عتيقة الا حينما لبسها المسيح ، أى حينما انشئت فيها طبيعتنا الجديدة.وعليه فاذا قلنا بأن الكلمة المتجسد ليس له عتيق ، فان ذلك يعنى أمرا واحدا هو أن الكلمة المتجسد ليس له جديد، وبالتالى نحن الان امام استنتاج كارثى وهو : اذا كان الكلمة ليس له جديد وليس له عتيق فان ذلك يعنى أن التجسد هو مجرد فكرة نظرية؛ اذ قد انتفت أى صلة لنا بالكلمة المتجسد !.
– عبارة( انه قد صار جديدا منذ الاتحاد ) هى عبارة صحيحة جدا ولكن ذلك لايتناقض مع كون أن ” يسوع” قد ظل مرتديا حجاب عتيقه- وفيه قد قبل الألم والموت- الى أن أسلمه الى مصيره الطبيعى الذى هومصيرنا ، وما أن شق ذلك الحجاب على الصليب وتوارى فى القبر الا وقد أعلن جديده- المستتر خلف الحجاب- للتاريخ فى فجر الأحد.
– ———————————
دمتم فى المسيح.
العزيز ديفيد انا لااطلب منك الاعتذار عن كلمات شاع استخدامها واري ان نتكلم عن حقيقة واحدة ولكن بصغتين مختفلفتين فانا اقول انه قد صار جديدا منذ الاتحاد وانت تقول انه ظل مرتديا حجاب عتيقه وانا اقبل كلمة مرتديا حجاب عتيقه ولكن اسمح لي ان اعرض عليك عباره مرتديا حجاب عتيقنا الذي اتحد به ليجدده فيه وكانه صار عتيقه , انا غير مختلف اطلاقا ان التجسد هو تجسد حقيقي ولكن اخشي ان يفهم من لفظ عتيق ما يتعلق بعتيق الطبيعة من خطية وافعال مشينه لان هذا هو مانخلعة في شبه موته الذي هو المعمودية ولكن اذا كنت تقصد بالاحتياج الطبيعي للبشرية من اكل وشرب وجوع وعطش كلمة عتيق فانا معك ان هذا عتيقه الذي بارك فيه جوعنا وعطشنا ونومنا ورقادنا وموتنا وقيامتنا وصعودنا لانه كل هذا صار لنا منه , ارجو ان نتواصل في النقاش , صلي لاجلي
العزيز / اصنعوا هذا لذكرى.
– أخيرا وصلنا الى النقطة التى كانت خلف عدم اتفاقنا ، وقد عبرت عنها حينما قلت أنك تخشى من كلمة ( عتيقه) لارتباطها بمفهوم الخطية، واننى أطمئنك ياصديقى فخشيتك فى غير محلها.
ولتوضيح ذلك دعنى أعيد عليك ،تأكيدا لمعنى أساسى جدا ، سبق أن طرحته فى التعليق السابق وهو أن كلمة ( العتيق ) لا مدلول لها ولاوجود لها -من الأصل -الا على خلفية وجود ( الجديد) ؛ فاذا ذكرنا ( عتيق الكلمة المتجسد)، فعلينا أن نذكر أن فى خلفية هذا التعبير يوجد ( جديد الكلمة المتجسد) ، الذى هو جديدنا مثلما أن عتيقه هو عتيقنا. ولكن النقطة الجوهرية فى هذا الصدد هى أن وجود العتيق لم يعد وجودا فاعلا بل أن الجديد هو سيد الموقف ؛ هو مركز ارادة الشخص وتوجهه ومن هنا نقول بأن الخشية من شبهة الخطية هى أمر غير وارد على الاطلاق ؛ فالقوة القائدة المريدة فى الكيان كله هى قوة الجديد المتحرر من أدنى شبهة للخطية مثلما هو متحرر من أدنى شبهة للموت؛ اذ هو االتعبير العملى الوحيد عن الانسانية المشتركة فى الكلمة، أما عتيقه فقد ظل مجرد حجاب يستر سر المسيح ، وحينما شق ذلك الحجاب -بموت الصليب -أعلن السر للتاريخ فى فجر الأحد.
– نقطة أساسية أخرى: مفهوم ” الخطية ” ذاته ينبغى أن يكون واضحا؛ قالخطية ليست مجرد سلوك معين ولكنها حالة من العزلة والانفصال عن الله المفضى الى الموت ؛ هى النقيض لمصطلح ” النعمة”. اذا فكرنا فى هذا المعنى ، تلاشى من أذهاننا أى شك فى وجود أية شهة خطية بالنسبة الى “يسوع” ؛ اذ هو الكلمة الظاهر فى الجسد وفيه يحل كل ملء اللاهوت بمعنى أن الخوف من شبهة” العزلة والانفصال”، أى من الخطية ، يعد دربا من الجنون.
-نقطة أخيرة : اذا قبلنا أن المسيح تألم ومات ، فلابد أن نقبل تعبير ( عتيقه) لأنه لم يقبل الموت الا فى عتيقه وطالما كان المون مونه فان العثيق عتيقه أيضا.
أنا سعيد بمواصلة الحوار معكم.
دمنم فى المسيح.
صديقي ديفيد / اتفقنا حول المعني ولكن منا تحفظه حول الالفاظ وهذا لا يهم فقط صل من اجلي
اما ما اقصده بالخطيئة هو نتائج حالة الانفصال عن الله التي ورثها جنسنا فانا اعلم جيدا ان الخطيئة هي مجرد ابتعاد عن البر ولا تحوي اي كيان فهي حالة عدمية لكيان البر القائم في خلقتنا
دمتم في المسيح
انا طالب بكليه لاهوت ارثوذكسى وكل ما يهمنى فى هذا الحوار ان هل اتحادنا بالمسيح فى سر الافخارستيا يكون اتحاد فى طبيعة المسيح الاهوتيه اى اننا نتحول الى اله او الى طبيعة الله ارجو الرد على باقصى سرعه
المسيح معكم الحوار الان فى الكنيسة يغلب علية سوء الفهم المتبادل
د حبيب ينادى بتالة الانسان وتالة ناسوت المسيح والحلول الاقنومى للروح القدس فى الانسان فى سر الميرون والتنناول من جسد ودم المسيح المتحد بلاهوتة وبالتالى الاتحاد باللة وشركة الطبيعة الالهية وكل لفظ وعبارة من هذة التعبيرات لة ايات تؤيدة واقوال اباء تسندة فما المشكلة؟ المشكلة فى رايى هى سوء الفهم الذى لوكان لاااسباب شخصية او عناد لطلبنا لهم المغفرة اولو كان لعدم معرفة لطلبنا لهم البصيرة الروحية لكن اود اولا الفرق بين تعبيرين اولا التحول الى الة والثانى التألة التحول الى الة يعنى ان الانسان يفقد طبيعتة ويكتسب الطبيعة الاهية وبالتالى يصبح غير محدود موجود فى كل مكان الخ الخ اماالتألة فيعنى ان الانسان يكتسب صفات الهية بصورة نسبيةنتيجة اتحادة( وليس تحولة) بالة مثل القداسة والخلود فى ملكوت السموات
اخى اسحق هناك فرق بين لفظ اتحاد ولفظ تحول فرق كبير واختلاف تام فنحن نتحد بالمسيح (اللاهوت المتحد بالناسوت) بواسطة الاسرار اتحاد حقيقى لكنة سرى اى بطريقة تفوق عقل البشر لكننا لا نتحول الى لاهوت ولا نختلط بالاقانيم ولانفقد انسانيتا لابد ان نميز دائما بين المصطلحات اللاهوتية ولانضع فروض من عقولنا كان نقول ان الحلول لابد ان يؤدى الى تحول او ان الاتحاد معناة التحول