يقول الأب الكاهن في القداس الغريغوري: “أنت يا سيدي حوَّلت لي العقوبة خلاصاً”، حول هذه العبارة ورد سؤال عن ما هو المقصود بكلمة العقوبة هنا؟ يعرض الدكتور جورج حبيب للمعنى الصحيح لهذه العبارة في إطار تصحيح الترجمة العربية للقداس الغريغوري والتي قام بها أولاد العسال في عصر الانتقال من النص القبطي إلى النص العربي، ويؤكد أن الترجمة الصحيحة هي “حوَّلت لي الحكم خلاصاً”، وذلك اعتماداً على ما لدينا من كتابات القديس غريغوريوس النزينزي الذي يقول في الخطب اللاهوتية: “إنه إنسان، لا لكي يكون بجسده في متناول من هم في الجسد وحسب، بل ليقدس هو بنفسه أيضاً الإنسان إذ صار كالخمير للعجين كله، فاتخذ ما كان محكوماً عليه لكي يحرر الكل من ربقة الحكم، وذلك عندما صار للجميع كل ما نحن عليه – ما عدا الخطية – جسداً ونفساً وروحاً” (راجع الترجمة العربية التي أصدرها مجلس كنائس الشرق الأوسط للخطب اللاهوتية 4: 21).
ما هو معنى العبارة التي وردت في القداس الغريغوري (حولت لي العقوبة خلاصاً)
التعليقات
مواضيع ذات صلة
Related Posts
- تنويه بشأن ما نشر في جريدة الشروق، وما ينشر في الصحافة المصرية باسمي
أؤكد للقارئ القبطي لموقع الدراسات القبطية، أنني لم أكتب بالمرة لجريدة الشروق، وما نُشِرَ هو…
- الصليب هو قوة الحياة التي أخذناها في المعمودية، وفي مسحة الميرون
الرد على د. حنين عبد المسيح قرأت ما نشره د. حنين عبد المسيح، عن عبادة…
- تأملات في الصوم
صوم النفس، أو صوم العقل، أو صوم القلب هو صوم الحياة العقلية والنفسية، صوم الفكر…
2 تعليقان
سلام و نعمة
……………….
ربما ما اكتبه هنا يعد تاملا شخصيا و لكني اريد ان يصححني احد إن اخطات فيه
عندما تاملت في جملة(حولت لي العقوبة خلاصا) و هي كما في القداس الغريغوري (انثوك با نيب اكفؤنه ني انتي تيموريا اي او اوجاي)
و عندما بحثت عن الترجمة لكلمة(تيموريا) و جدت ان لها معنيين 1-عقاب،2-تأديب
و عندما بحثت وراء المعني الاول( عقاب)
وجدت انه ربما يعني احد امرين
اولا الإبعاد عن الجنة حتي لا ياكل الأنسان من( شجرة الحياة) فلا يحيا بذلك في خطيئته إلي الأبد و هو المعني الذي شرحه القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات في عظته رقم 38علي الثيؤفانيا حيث قال عن آدم
he forgot the Commandment which had been given to him> he yielded to the baleful fruit; and for his sin he was banished, at once from the Tree of Life, and from Paradise, and from God; and put on the coats of skins … that is, perhaps, the coarser flesh, both mortal and contradictory. This was the first thing that he learnt–his own shame; and he hid himself from God. Yet here too he makes a gain, namely death, and the cutting off of sin, in order that evil may not be immortal. Thus his punishment is changed into a mercy; for it is in mercy, I am persuaded, that God inflicts punishment
وواضح في كلماته هنا ان طرد آدم من الجنة حتي و لو رآه البعض عقوبة إلا انه في حد ذاته (رحمة ) إذ ان الله منع بذلك الإنسان من ان يحيا إلي الابدفي خطيئته و بذلك مهد الطريق ان يتجسد الكلمة ليفتديه من رباطات الخطية و يقطع كل رباطات خطايانا من قبل الامه الشافية المحيية.
ثانيا إذا نظرنا للعقوبة علي انها( الصليب) فليس من الجائز طبعا ان نظن ان الله عاقب ابنه فليست تلك ارثوذكسيتنا علي الاطلاق بل هو العقوبة التي ظن الناس مثل رؤساء الكهنة و معلمي اليهود انهم يوقعونها علي يسوع مخالف الناموس ،كاسر السبت، بمعني آخر العقاب هنا هو عقاب بشري محض يقع علي من اتخذ لنفسه جسد البشر(الكلمة) و قد تحول الصليب من عقاب يدل علي اللعنة إلي علامة المصالحة و الخلاص و قوة الله و دليل النصرة علي الشيطان
وهو ما تنبا به اشعياء النبي حينما قال(1 مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟ 2نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْقٍ مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيهِ. 3مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحُزْنِ وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ. 4لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَاباً مَضْرُوباً مِنَ اللَّهِ وَمَذْلُولاً. 5وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. 6كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. 7ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. 8مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟ 9وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْماً وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ. 10أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحُزْنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ. 11مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا. 12لِذَلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ.)
أما المعني الثاني و هو التاديب فيتضح من خلال نفس الاصحاح” تاديب سلامنا عليه و بحبره شفينا”
و إن كانت الكلمة المستخدمة في الآبة هنا ليست هي (تيمورياΤιμωρία).
بل(παιδεία )
فالصليب كان و سيلة التاديب الذي تادبت به البشرية و علمها البذل و الحب و التضحية و ادخلها إلي شركة و ثيقة
مع الله واضعا فيها بذرة و بداية طريق (التاله) .و اصبح( الالم) هو شركة المسيح المحب لا عقاب انتقامي بل هو طريق تأديب النفس و تمحيصها و تنقيتها سبع مرات.
مجدا لك يا سيدي يا من حولت لي العقوبة خلاصا ايها الراعي الصالح و الأب المحب الذي ادبني تاديبا و لكن إلي الموت لم يسلمني.مجدا لك يا من وحدتني بك لما اكلتك يا شجرة الحياة.مجدا لك يا شمس البر و الحق و العدل(بيري انتي تي ميثمي) يامن اشرقت جسديا من العذراء بغير زرع بشر حتي خلصتنا.
ما معنى تردنى لرتبتى الاولى