كانت زيارة البابا شنودة الثالث إلى روما في مايو سنة 1973 حدثًا تاريخيًّا فريدًا سوف تشعر بقيمته الأجيال القادمة أكثر من الجيل الذي عاصر الزيارة نفسها، فأول بابا اسكندري يطأ أرض روما هو البابا أثناسيوس الرسولي أو أثناسيوس الأول وبعده مباشرة البابا بطرس الثاني، وبعد 1500 سنة البابا شنودة الثالث. زيارات ثلاث، اثنتان منها قبل الانفصال والثالثة بعد الانفصال. وعلى الرغم من موجات الفرح التي طغت على كل شيء. فرح السماء قبل فرح الذين على الأرض، سعى الشيطان ووسوس بأن الاتحاد مع روما أصبح وشيكًا بل تطوَّع أحد الأخوة من الأقباط الكاثوليك ونشر مقالةً في مجلة الصلاح لسان حال بطريركية الأقباط الكاثوليك يدَّعي فيها بأن جهود إعادة الأقباط إلى حظيرة الكثلكة قد تكللت بزيارة الأنبا شنودة، وقام بعض الكهنة بل والمطارنة من الأخوة الكاثوليك بزيارات مفاجئة لبعض كنائسنا الأرثوذكسية داعين الكهنة والشعب إلى الاتحاد والتناول .. وما إليه. بل قدَّم لي أنا شخصيًا أحد كهنة إيبارشية المنيا صورة للبابا بولس والبابا شنودة أُخذت من زاوية معينة تعطي انطباعًا بأن البابا شنودة وقف خلف البابا بولس أثناء الاحتفال بذكرى نياحة القديس أثناسيوس الرسولي، وهو أمرٌ لم يحدث فقد جلس كلٌّ منهما على كرسي من نفس الطراز والحجم واللون وعلى نفس الارتفاع، وكاتب هذه السطور كان يقف خلف البابا شنودة يحمل الحية شعار بابا الإسكندرية .. لكن كل هذه الاشاعات الخبيثة والايحاءات الشريرة لم تمنع اللقاء ولن تحول دون عقد مباحثات في المستقبل القريب والبعيد.
تنزيل الملف
Unity_talks_with_Catholics.pdf