لم أكن أريد أن أتعرض لموضوع التألُّه مرةً أخرى؛ خصوصاً بعد أن أصدرنا دراستنا عن الشركة في الطبيعة الإلهية فنحن نعتقد أنها أوفت الموضوع حقه. ولكن، ولأن موضوع اشتهاء الإلوهة هذا، وإن كان يرتبط – في ذهن القائلين به – بشكل أو بآخر بموضوع الشركة في الطبيعة الإلهية، إلاَّ أننا نشير من البداية إلى أنه موضوعٌ غير معروف بالمرة في كتابات الآباء، فلم يقل أحدٌ منهم إن خطية آدم كانت هي اشتهاء الإلوهة. وعلى ذلك فقد ألزمنا ذلك التعليم الخطير الذي قدَّمه الأنبا شنودة الثالث في مجلة الكرازة، ثم أعاد نشره في كتابه “بدع حديثة”، ألزمنا أن نجيب على هذا السؤال؛ لأن ما قيل يُعد إدعاء يهدم أحد جوانب الخلاص، وهو القيامة من الأموات، أي عدم الموت، أو التألُّه، وهو ما حدث لناسوت الرب يسوع نفسه. فإذا كان التألُّه خطية، وكان اشتهاء الإلوهة هو سقطة الشيطان نفسه، ومن بعده آدم، فهل يعني ذلك أنه تمَّت شيطنة المسيح نفسه؟ وبالتالي هل يمكن أن نعتبر أن الرب يسوع جاء لكي يجعلنا “شياطين”، وبالتالي نبقى في حالة السقوط إلى الأبد؟!!!
محاضرات في تجسد الكلمة للقديس أثناسيوس الرسولي (المحاضرة الرابعة)
التعليقات
مواضيع ذات صلة
Related Posts
- محاضرات في تجسد الكلمة للقديس أثناسيوس الرسولي (المحاضرة الثالثة)
الشركة هي معرفة الآب من خلال الكلمة وبواسطة كيان الإنسان نفسه الذي صُوِّرَ على مثال…
- تأملات في الصوم
صوم النفس، أو صوم العقل، أو صوم القلب هو صوم الحياة العقلية والنفسية، صوم الفكر…
- الشركة في الطبيعة الإلهية
عندما كتب الإنجيلي يوحنا "الكلمة صار جسداً وسكن فينا" (يو 1: 14)، فقد وضع أول…