نحن ندعو ربنا يسوع المسيح بلقبٍ خاص، هو “محب البشر”. وهذا يدعونا إلى أن نتذكر عبارة الإنجيلي: “نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً”.
كلُّ شيءٍ أبديٌّ ومفرِحٌ، له بداية في المسيح. ولكن الذي يجب أن نراه جيداً هو بداية المحبة. لم تكن رسالةً شفهيةً، ولا حديثاً، بل كان تجسده من البتول بالروح القدس. وصُلب الربُّ ومات وقام ثم صعد إلى السموات بالجسد، مؤكِّداً أبدية محبته لنا بالاتحاد الأبدي بالجسد. وهو يهب لنا هذا الجسد في السر المجيد. مؤكداً لنا أن المحبة عطاءٌ حقيقي وليس كلمات، هي فعل، هي شخص يسوع، إذ لا يمكن فصل الشخص عن الفعل في يسوع بالذات. على مستوى البشر يمكن الفصل بين القول والفعل والشخص؛ بسبب عدم الثبات وبسبب التغيُّر، ولكن في يسوع، الثباتُ هو من الألوهة. هو في وحدانيته مع الآب والروح القدس. هو لا يتغير؛ لأنه لا يخضع للضعفات الإنسانية التي تُحدِث التغيُّر فينا. ولذلك، قوله، يساوي فعله، يساوي شخصه، يساوي اسمه، يساوي حلوله.
هذا هو ميناءُ خلاصنا. الاسم هو حضورُ الشخص، والشخص هو المحبة التي لا تتغير المستعلَنة في تجسده وفعله، هو سعيُّه الدائم نحنا.
صلاة:
آتي إليك لأنني فيك؛
لأنك أخذت جسدي،
وحَّدتني بك بقوة ونعمة محبتك.