هبة الله لا تُكتَسَب؛ لأنها عطية
قال أبي: “الجهاد هو بقاء الإنسان في النعمة”. لا يمكن لمن يجاهد أن ينال مقابلاً، أو يقايض الله، فيقدم أعمالاً صالحة لكي يأخذ هبةً أو عطيةً سمائيةً. “الحياة الأبدية” هي الله نفسه؛ لأننا نصلي: “يا الله العظيم الأبدي”. وكلمات الرب نفسه كافية في (يوحنا 17: 3) “هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك”؛ لأنه جاء لكي يعلن الآب. ولذلك يقول الإنجيلي: “وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياةً أبديةً، وهذه الحياة هي في ابنه” (1يوحنا 5: 11). ولذلك: “مَن له الابن، فله حياة، ومَن ليس له الابن، فليس له حياة” (1 يوحنا 5: 12). ويؤكد الرب نفسه ذلك: “مَن يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير” (يوحنا 6: 54). والجهاد الحسن -حسب تعبير الرسول- هو الحياة حسب الإيمان، لكي “أمسك بالحياة الأبدية التي دُعيت اليها” (1تيمو 5: 12). لقد “كنا أمواتاً بالذنوب والخطايا، ولكن الرب أحيانا مع المسيح بالنعمة” (أفسس 2: 5)، ليس بصراع العدل والرحمة، بل “الله الذي هو غني في الرحمة من محبته الكثيرة التي أحبنا بها، ونحن أموات بالخطايا، أحيانا مع المسيح” (أفسس 2: 4)، مؤكداً بعد ذلك: “ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد” (أف 2: 8)؛ لأننا “بالنعمة ننال الخلاص أما هبة الله الحياة الأبدية” (أفسس 2: 8 – رو 6: 23).
اطرح كلَّ “ظنٍّ”؛ لأننا لا نخلُص بالمعرفة، بل بالإيمان بنعمة الله، أما السعي، قهو للبقاء في النعمة التي دُعينا إليها.
صلاة
أطلبك من عمق قلبي يا رب يسوع؛ لكي أكون واحداً معك
لأن هذه هي إرادتك، أن أكون فيك وأن تكون أنت فيَّ.
المجد لك مع أبيك الصالح والروح القدس.
د. جورج حبيب بباوي