هذا هو المجمع الذي قسَّم الكنيسة إلى كنيسة شرقية، وكنيسة غربية، وفصم الوحدة بين الكنيسة. وهذا المجمع الذي جُرِّد فيه القديس ديوسقوروس بطريرك الاسكندرية، لا يمكن فهمه دون الرجوع إلى مجمع أفسس الثاني 449م. ما هي حقيقة الصراع في مجمع خلقيدونية، هل هو صراع لاهوتي أم هو صراع سياسي؟ وما هي الآثار التي ترتبت تاريخياً وروحياً على مجمع خلقيدونية؟ وما هو انعكاس الإيمان بالطبيعتين على حياتنا الروحية؟ تلك وغيرها من أسئلة يجيب عليها الدكتور جورج حبيب بباوي في هذه المحاضرة يوضح لنا من خلالها مجمع خلقيدونية ما له وما عليه.
نظرة على مجمع خلقيدونية 451 م
التعليقات
مواضيع ذات صلة
Related Posts
- الرد على مقال الأنبا بيشوي الذي يدعي فيه موافقة مجمع نيقية على نقل أساقفة أيبارشية للبطريركية
نيافة الأنبا بيشوى بعد تقبيل اياديك. قرأت فى حيرة وعجب ما كتبته نيافتك تحت عنوان:…
- موت المسيح على الصليب
كتِبت هذه الدراسة لكل من يفضلون الشهادة الحسنة على الصمت، وإلى كل ُأسقف وقس وعلماني…
- ميمر الأنبا بولس البوشي على رشم الصليب
تأمرنا الكنيسة أنْ نرشم الصليب قبل السجود. ليست هذه عادة، ولكن لمعنى جميل ودقيق، فنحن…
13 تعليق
محاضره رائعه كالعادة يا د.جورج ومن المعيب حقا ان تظل الكنائس الرسوليه منقسمه بسبب حرف جر …اتمنى من حضرتك مناقشه طوماس لاون من وجهة نظر لاهوتيه فى محاضرة منفصله ومقارنته بتعاليم كيرلس الكبير واباء الكنيسه الاوائل وتوضيح اوجه الاتفاق واوجه الاختلاف او مانفهمه نحن على انه اختلاف خاصة انى بحثت كثيرا عن النص الكامل لطوماس لاون ولم اجده
The Orthodoxy of the Anti-Chalcedonian Churches!
Are the Antichalcedonians really, theologically and Dogmatically Orthodox?
Archimandrite Gregorios
Mount Athos –Greece
In his article "Orthodoxy and heresy of the Anti-Chlecedonians according to St.John the Damascene" (periodical ΘΕΟΛΟΓΙΑ, vol.75,n.2-2005), Professor G.Martzelos argues that the Anti-Chlecedonians have Orthodox doctrinal teaching (ideological Orthodoxy), because their Christology does not differ essentially from that of Cyril of Alexandria. Despite this, they are heretics because they have separated themselves from the Church by rejecting the Definition (Horos) of the Synod of Chlalcedon (they do not possess an :ecclesiological Orthodoxy).
Pr.G. Martzelos supports his views with the claim that with the expression "they were separated from the orthodox Church on the pretext of that document approved at Chalcedon" (see De Heresibus 83). St. John of Damascene reveals their dogmatic identity as heretics, whereas with the expression "in all other respect they are orthodox "(ibid) he reorganizes that in everything else and in their Christological teaching they are Orthodox. He attempts to certify their orthodoxy by calling upon the witness of theologians, such as Prof. John Karmiris and prof. Father John Romanidis, in addition to interpretation of historical and dogmatic facts. Namely
Likewise he claims that the recognition of an "ideological Orthodoxy" in the Anti-Chalcedonians is supported by the fact that other heretics, such as, the Hiketae and Autoproscpatae have also been characterized by John Damascene as "in all other repects Orthodox". He considers the "ecclesiological" criterion, by which the Church cuts off the heretics from her body, to be so important as to leave the holy Fathers indifferent to whether the heretics have orthodox or heterodox dogmatic teaching. Finally he concludes that because the Anti-Chlcedonians possess an "ideological" orthodoxy and lack only an "ecclesiological orthodoxy", within the framework of the Theological Dialogue with them we mustn’t seek anything more than to accept the 4th, 5th, 6th, 7th Oecumenical Synods. For, thus is the dogmatic cause which provoked their separation from the Orthodox Church lifted, and the basic and necessary presupposition for their re-union with her created.
We have provided a reponse to Prof. Marzelos theory because his proposal "the Anti-Chalcedonians to accept the Oecumenical Synods:, even if correct and praiseworthy per se, without accepting the dogmatic decisions conceals a serious danger for the unity of the Church. At the outset, we observed that the recognition of an "ideological Orthodoxy" among the Anti- Chalcedonians only goes to confirm the Conclusion of the Theological Dialogue (1985-1993), which a great majority of the faithful has not accepted. Subsequently, we presented the following reasons why this theory is not consonant with the patristic and synodal tradition:
This approach is in agreement with the experience of the Church, gained from past union attempts which were unsuccessful, as well as those which were successful in achieving true unity.Among the latter are those which ignore the aforementioned elementary requirements, in the name of οικονομία-oikonomia, will only be harmful to the Church.
نتمنى من جناب الاب اثناسيوس او من ادارة الموقع ترجمة المقال للعربية حتى نتواصل بسهولة ولكم جزيل الشكر
الاستاذ الدكتور جورج
شكرا علي هذا العرض المتوازن لمجمع خلقيدونية والذي جرت العادة علي ادانتة بدون حق في معظم كتابات المؤرخين الاقباط حتي المستنيرين منهم كالانبا غريغوريوس المتنيح.
ليس المجال هنا لدراسة مستفيضة لاسباب الخلاف اللاهوتي ولكني اريد التعقيب علي هذه المحاضرة القيمة في نقطتين فقط:
1. الشق التاريخي:
بالرغم من ان مجمع خلقيدونية لم يدين البطريرك الاسكندري ديوسقورس بالهرطقة لكن البطريرك لم يعلن قبوله بالصيغة الايمانية للمجمع وبذلك فهو ومن تبعه قد فصلوا انفسهم من فكر الكنيسة الجامعة. السؤال هنا ما هو اعتقاد البطريرك ديوسقورس؟ وهل هذا الاعتقاد تغير لاحقاً؟ ولماذا برأ البطريرك ديوسقورس المبتدع اوطيخا الذي تدينه الكنيسة القبطية الآن وفي الوقت ذاته لماذا ادان البطريرك ديوسقورس فلابيانوس بطريرك القسطنطينية؟ بالرغم من اهمية هذه الاسئله التي يتجاهلها المؤرخون الاقباط اعتقد انه ليس بالامكان الاجابة عليها!
2. الشق اللاهوتي:
هل الخلاف هو في اي حرف جر يجب استخدامه لوصف الاتحاد بين الطبيعتين في اقنوم السيد المسيح كما تريد يا دكتور جورج ان تقنعنا؟ اعتقد لا!
الاشكال ليس في اي حرف جر يجب استخدامه (من او في او ب طبيعتين) و لكن في نتيجة هذا الاتحاد بمعنى ان المسيح هو “اقنوم او شخص واحد من طبيعتين” او هو “اقنوم او شخص واحد في طبيعتين” او هو “اقنوم او شخص واحد بطبيعتين” وكل من هذه التعبيرات صحيح لان الاتحاد لم ينتج عنه طبيعة جديدة ثالثة. هذا الامر مهم لان المسيح بعد الاتحاد لايزال بلاهوته طبيعة واحدة مع الآب والروح والاشكال ان استحداث طبيعة ثالثة تحوي صفات الطبيعتين هو تعبير غير دقيق يفصل اقنوم الابن عن الثالوث. الكتاب المقدس ذاته يؤكد سلامة تحديد مجمع خلقيدونية حيث يصف الابن تارة انه ابن الله وتارة انه ابن الانسان بمعني انه ذات الابن الواحد (ابن-شخص-اقنوم) هو ابن الله (اللاهوت-الطبيعة الالهية) وهو ابن الانسان (الناسوت-الطبيعة الانسانية).
لقد اتفق اللاهوتيون في الكنيسة الارثوذكسية الخلقيدونية (روم وروس الخ) والارثوذكسية اللاخلقيدونية (اقباط وسريان الخ) علي ان الايمان مشترك وان الخلاف لفظي فهل في الامكان انتقاء الالفاظ الصحيحة لانهاء الاشكال وتحقيق الوحدة التامة المنشودة؟
في راي الشخصي نعم! والحل ببساطة هو اعتماد اقرار الايمان لمجمع خلقيدونية مع ملحق تفسيري لايضاح ان الكنيسة القبطية (وسائر الكنائس اللاخلقيدونية) عندما كانت تعلن عن ايمانها بطبيعة واحدة من طبيعتين فهي كانت تعني اقنوم واحد من (في) طبيعتين.
فلنطلب بلجاجة في صلواتنا تحقيق هذه الوحدة الكاملة عن قرب.
وهنا ارفق اقرار ايمان مجمع خلقيدونية:
إننا نعلّم جميعنا تعليماً واحداً تابعين الآباء القديسين. ونعترف بابن واحد هو نفسه ربنا يسوع المسيح. وهو نفسه كامل بحسب اللاهوت وهو نفسه كامل بحسب الناسوت. إله حقيقي وإنسان حقيقي. وهو نفسه من نفس واحدة وجسد واحد. مساوٍ للآب في جوهر اللاهوت. وهو نفسه مساوٍ لنا في جوهر الناسوت مماثل لنا في كل شيء ماعدا الخطيئة. مولود من الآب قبل الدهور بحسب اللاهوت. وهو نفسه في آخر الأيام مولود من مريم العذراء والدة الإله بحسب الناسوت لأجلنا ولأجل خلاصنا. ومعروف هو نفسه مسيحاً وابناً وربّاً ووحيداً واحداً بطبيعتين بلا اختلاط ولا تغيير ولا انقسام ولا انفصال من غير أن يُنفى فرق الطبائع بسبب الاتحاد بل إن خاصة كل واحدة من الطبيعتين ما زالت محفوظة تؤلفان كلتاهما شخصاً واحداً واقنوماً واحداً لا مقسوماً ولا مجزّءاً إلى شخصين بل هو ابن ووحيد واحد هو نفسه الله الكلمة الرب يسوع المسيح كما تنبأ عنه الأنبياء منذ البدء وكما علّمنا الرب يسوع المسيح نفسه وكما سلّمنا دستور الآباء.
We, then, following the holy Fathers, all with one consent, teach people to confess one and the same Son, our Lord Jesus Christ, the same perfect in Godhead and also perfect in manhood;
truly God and truly man, of a reasonable [rational] soul and body;
consubstantial [co-essential] with the Father according to the Godhead, and consubstantial with us according to the Manhood;
in all things like unto us, without sin;
begotten before all ages of the Father according to the Godhead, and in these latter days, for us and for our salvation, born of the Virgin Mary, the Mother of God, according to the Manhood;
one and the same Christ, Son, Lord, only begotten, to be acknowledged in two natures, inconfusedly, unchangeably, indivisibly, inseparably;
the distinction of natures being by no means taken away by the union, but rather the property of each nature being preserved, and concurring in one Person and one Subsistence, not parted or divided into two persons, but one and the same Son, and only begotten God (μονογενῆ Θεὸν), the Word, the Lord Jesus Christ;
as the prophets from the beginning [have declared] concerning Him, and the Lord Jesus Christ Himself has taught us, and the Creed of the holy Fathers has handed down to us.
سلام و نعمة
…………………
قدس الأب أثناسيوس الجلي لكل من يطلع على الليتورجيات اللاخلقيدونية أن هذه الليتورجيات تحمل نفس التعليم العقيدي الذي تحمله الليتورجيات اللاخلقيدونية. و لا يستطيع أي مسيحي حقيقي أن يرفض حقيقة تجسد ابن الله و الإيمان بكماله الإنساني و الإلهي بآن. كما أن كل فريق من المتخاصمين يستطيع أن يستخرج للآخر بعض الأخطاء من زاوية معينة في كل المجامع التي عقدت دفاعا عن العقيدة و خصوصا مجمع 449و 451.
أما محاولة الرد على ورقة الارشمندريت جورجيوس من آثوس فهي محاولة لا طائل منها إذ أن النزاع القائم بين الفريقين يدور حول استخدام الآباء لمصطلحات فلسفية أنطولوجية مثل طبيعة و جوهر و أقنوم و هي مصطلحات تتباين في دلالاتها عند كل الآباء بل و استخدمها كل أب في كتاباته بالشكل الذي يدعم رايه في معتقده بخصوص طبيعة الله الثالوث أو طبيعة الابن المتجسد. وهي مصطلحات يمكن أن يتخلص منها الجانبان إذا قاما بتبني الفلسفة الحديثة التي تستعمل مصطلحات مثل الذاتية و الغيرية وهي فلسفة تستطيع استيعاب الإيمان الأرثوذكسي بكل مناحيه.
و الشيء الثاني هو أن النزاع على هكذا مصطلحات يغفل حقيقة يسوع المسيح كابن الله المتأنس لأجل خلاص العالم كما يقدمها العهد الجديد في قالب غارق في اليهودية من الرأس إلى القدم مع بعض الرطوش الفلسفية اليونانية. كما يغفل ما رأيناه و عاصرناه من قديسين في كلا الجانبين تمتعا بعلاقات وثيقة مع العذراء و القديس جرجس (جورجيوس اللابس الظفر) أو القديس ميناس(مينا) و هؤلاء القديسين مازالوا إلى الآن يعلنون مجد الله في كل معجزة شفاء يجريها بشفاعتهم. كما انه صراع ينسى ان الآباء في نيقية اختلفوا على الالفاظ التي تحدد الإيمان دون ان يهرطق احدهم الآخر بل كان همهم الوحيد هو الحفاظ على الشركة الكنسية في وحدانية القلب دون نزاع على اللفظ.
ما يقف في طريق الوحدة ليس هو حرف الجر بل هو العنجهية المتبادلة و المستندة إلى أن أحدهما دون الآخر هو الوارث الوحيد للإيمان المسلّم من الرسل، بالرغم من أن إيمانهم ليس هو فقط المسلّم من الرسل بل هو إيمان ـ وصل إلى حد التطرف و هرطقة الآخر ـ بالشرح الآبائي المتباين لوديعة الإيمان الرسولية و التقليد الرسولي الحي. أما الأمر الذي لا أفهمه حقا هو الاصرار على ابسال اشخاص هم الآن في ذمة خالقهم و هو الوحيد القادر على تحديد مصيرهم.
ما سيجلب الوحدة التامة حقا هو ان يزيل الطرفين البرقع الذي وضعته السنون على يسوع ابن الله و إدراك الجانبين أنهما يعبدان نفس الإله الواحد، حينها ستحل مشاكل التاريخ و التعبيرات و المجامع و غيرها و سينظر الاثنين للماضي بشكل مختلف يستطيع تجاوز الماضي إلى المستقبل المشرق بوحدانية القلب التي للمحبة.
و أخيرا رغم التراشق بالحرم سيظل يسوع واحدا لا ينقسم رغما عن انف الجميع و سيظل جسده الذي هو نحن ـ نحن و ليس ما يريد الاساقفة او غيرهم أن يحددوه أو يحيطوه باسلاك شائكة ـ واحدا، سيظل كيرلس السادس و نكتاريوس العجائبي ابناء لمار مينا و ستظل العذراء التي ظهرت في الزيتون هي العذراء التي غزت قلب الاتحاد السوفيتي فاذابت حديد الالحاد. سيظل يسوع المستريح على المذبح و المستريح في قديسيه يجمع الكل على مائدة ابيه السماوي رغم الفريسية و التسلط اللذين سادا الكنيسة منذ زمن.
فقط لنعود جميعا لبساطة الانجيل هذا هو الحل.
سلام ونعمه
انا احب ارد على الاخ نبيل
اولا فى الشق التاريخى اللى حضرتك اثرت فيه اسئله وقلت ان ملهاش اجابه لا حضرتك ليها اجابه واجابه واضحه
السؤال هنا ما هو اعتقاد البطريرك ديوسقورس؟ وهل هذا الاعتقاد تغير لاحقاً؟
اعتقاد مار ديوسقورس هو هو اعتقاد مار كيرلس السكندرى ابينا عمود الايمان طبيعه واحده للابن الكلمه المتجسد طبيعه واحده من اتحاد الطبيعتين دون اى اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ولا انفصال ولا ذوبان
والاعتقاد لم يشوبه اى تغيير وهذا هو اعتقاد الكنيسه القبطيه الارثوذكسيه من اول العصور لحد دلوقتى مار ديوسقوروس مجابش حاجه من عنده
هو استشهد بأقوال لمار كيرلس السكندرى واستشهد بمثال الحديد المحمى بالنار فى شرح الاتحاد الفائق والباهر بين الطبيعتين فى داخل معمل الاتحاد الذى هو احشاء والده الاله المتجسد القديسه العذراء مريم
ولماذا برأ البطريرك ديوسقورس المبتدع اوطيخا الذي تدينه الكنيسة القبطية الآن وفي الوقت ذاته لماذا ادان البطريرك ديوسقورس فلابيانوس بطريرك القسطنطينية؟
برأ مار ديوسقورس اوطاخى لانه اظهر ارثوذكسيه فى مجمع افسس الثانى وقع على العقيده الارثوذكسيه بكل الفاظها الدقيقه دون ادنى اعتراض
كونه ارتد مره تانى فى تعاليمه فده شئ يرجع ليه هو ومش ذنب البابا ديوسقوروس انه ارتد وكما ان ليه دايما كل الاتهامات رايحه ناحيه مار ديوسقوروس ما كان فى اتنين اساقفه كانوا معاه فى رئاسه المجمع ومنهم اسقف اورشليم يعنى اكيد لو كان البابا ديوسقوروس غلطان عقائديا وهرطق بقبوله اوطاخى كان واحد من الاتنين الاساقفه اللى معاه كانوا نبهوه الى خطأه ولا ايه بردو !!!!!!!!!!!!!
حكمه على فلابيان لانه كان يميل لنسطوريوس بفكره وشعب القسطنطنيه نفسه كان متضايق من مصطلحات اوطاخى ومن المصطلحات اللى استخدمها فلابيان للرد عليه
فلابيان كان يحمل فكر نسطورى فى داخله ولذا حرمه مار ديوسقوروس
اما عن موضوع ان المؤرخيين القبط تجاهلوا الرد على الاسئله دى فانا هحيل حضرتك لابونا منسى يوحنا تاريخ الكنيسه القبطيه
وللقمص كيرلس الانطونى موسوعه عصر المجامع تنسيق وتعليق الدياكون د. ميخائيل مكسى اسكندر
وفى مراجع تانيه كون ان حضرتك ما قرتيش كل كتب المؤرخين ده ما ينفيش وجود اجابه على اسئلتك
وهنا ارفق اقرار ايمان مجمع خلقيدونية:إننا نعلّم جميعنا تعليماً واحداً تابعين الآباء القديسين. ونعترف بابن واحد هو نفسه ربنا يسوع المسيح. وهو نفسه كامل بحسب اللاهوت وهو نفسه كامل بحسب الناسوت. إله حقيقي وإنسان حقيقي. وهو نفسه من نفس واحدة وجسد واحد. مساوٍ للآب في جوهر اللاهوت. وهو نفسه مساوٍ لنا في جوهر الناسوت مماثل لنا في كل شيء ماعدا الخطيئة. مولود من الآب قبل الدهور بحسب اللاهوت. وهو نفسه في آخر الأيام مولود من مريم العذراء والدة الإله بحسب الناسوت لأجلنا ولأجل خلاصنا. ومعروف هو نفسه مسيحاً وابناً وربّاً ووحيداً واحداً بطبيعتين بلا اختلاط ولا تغيير ولا انقسام ولا انفصال من غير أن يُنفى فرق الطبائع بسبب الاتحاد بل إن خاصة كل واحدة من الطبيعتين ما زالت محفوظة تؤلفان كلتاهما شخصاً واحداً واقنوماً واحداً لا مقسوماً ولا مجزّءاً إلى شخصين بل هو ابن ووحيد واحد هو نفسه الله الكلمة الرب يسوع المسيح كما تنبأ عنه الأنبياء منذ البدء وكما علّمنا الرب يسوع المسيح نفسه وكما سلّمنا دستور الآباء.
القانون حلو مفهوش حاجه جديده بس فيه جزئيه خطيره
واحداً بطبيعتين بلا اختلاط ولا تغيير ولا انقسام ولا انفصال
ازاى واحد بطبيعتين بلا انفصال ازاى طبيعتين بلا انفصال ده اذا كنا بنقول على الاقانيم انها متحده بانفصال ومنفصله باتحاد
التعدديه سمتها الفصل ازاى اتنين ومش مفصولين وسؤال تانى ازاى بعد اتحاد حاجتين تبقى النتيجه هما هما الحاجتين دى مايبقاش اتحاد ده يبقى مشاركه كلمه اتحاد معناه تؤويل العدديه الى واحد
بل إن خاصة كل واحدة من الطبيعتين ما زالت محفوظة تؤلفان كلتاهما شخصاً واحداً واقنوماً واحداً لا مقسوماً ولا مجزّءاً إلى شخصين بل هو ابن ووحيد واحد هو نفسه الله الكلمة الرب يسوع المسيح
قمه التناقض وهنا بقى الفرق بين الطبيعه والخصائص محدش ينكر فى العالم المسيحى كله ان المسيح بعد الاتحاد حوى خصائص كلا من الطبيعتين اللاهوتيه والناسوتيه فى شخصه
وهو ده الفرق اه المسيح طبيعه واحده بس بتحمل خصائص كلا من الطبيعتين اللى هما اصلا سبب الاتحاد من دون انقاص اى خاصيه من الطبيعتين فى الاتحاد هو اله كامل وانسان كامل بدون خطيه هو المسيح ذو طبيعه واحده هو مسيح واحد بيشفى وبيصنع الايات وهو هو نفس المسيح اللى بياكل وبيشرب وينام واتصلب على الصليب هو مسيح واحد طبيعه واحده بتحوى خصائص وافعال الطبيعتين
طبيعه واحده بتعمل اعمال الهيه وليها افعال الضعف البشرى حوت صلابه الحديد وقوه النار فى طبيعه واحده جديده سميت حديد محمى ( اله متجسد )
قانون ايمان خلقيدونيه ملئ بالعوار اللفظى حتى ان كان ايمانهم صحيح يصلحوا صيغته ومن هنا يجى الاتحاد
تم الرد بنعمه رب المجد يسوع المسيح الاله الواحد المتأنس لاجلنا
عندما نشرت تعليقي الموجز علي محاضرة الدكتور جورج كان هدفي اثراء الحوار لا الدخول في “خناقة” مع احد!
من الواضح ان الاخ Origin لم يطلع علي الاتفاقات الموقعة بين الكنيستين و لكني آسف انه يتعامل مع فكر آباء مجمع خلقيدونية بهذا الاستخفاف وهو المعتقد بمسكونيته من الكنيسة شرقاً وغرباً.
ارجو من الدكتور جورج ان يثري الموقع بدراسة عن معنى المصطلحات اللاهوتية كالاقنوم والطبيعة الخ وعلاقة هذه المصطلحات في المسيح والثالوث لازالة اللبس عن الاخوة القراء والمستمعين حيث من الواضح من المشاركة الاخيرة للاخ Origin ان هذا سبب اساسي في عدم التواصل.
هناك ايضا نقطتين في غاية الاهمية لفهم الموضوع ارجو ان يعلق عليهما الدكتور جورج:
1. رسالة التفاهم بين القديسين كيرلس الاسكندري ويوحنا الانطاكي (433) والتي تشير بدون لبس الي الطبيعتين بعد الاتحاد
2. الترجمة الدقيقة للعبارة الشهيرة والمنسوبة للقديس كيرلس “طبيعة واحدة متجسدة للاله الكلمة” وليس “طبيعة واحدة للاله الكلمة المتجسد”
ختاما وتعقيباً علي الاخ “هياكل جديدة” ان العودة الي بساطة الانجيل كانت دائما هدف الاباء القديسين لو لم يكن تدخل الشرير منذ ايام الرسل الكذبة الذي اشار لهم القديس بولس او اريوس او مقدونيوس الذين ارادوا ان يشقوا جسد المسيح الواحد.
خلقيدونية والحلقة المفقودة
الشخصية الكونية للرب يسوع التاريخي هي الحلقة المفقودة في المسار التاريخي للفكر الخريستولوجي ، وانني أعتقد بأن فقدان هذه الحلقة ، كان سببا رئيسيا ، خفيا وراء صناعة الهرطقات الكبرى ، التي تحدت الفكر الخريستولوجي في كل تاريخه . وليس لدينا مثل ، أكثر وضوحا ، من ذلك الجدل اللاهوتي – الذى اتخذ مسارا من الصراع المرير ، والعنيف ، أحيانا – بين المونوفيزيتيزم ( monophysitism = القول بطبيعة واحدة ، في المسيح ) والديوفيزيتيزم ( diophysitism = القول بطبيعتين ، في المسيح ) ، الذي هو في حقيقته صراع بين فريقين من الخائفين : الفريق الأول هو فريق المرعوبين من النسطورية والفريق الثاني هو فريق المرعوبين من الأوطيخية . وكل من الفريقين قد تشبث بالمصطلحات والتعبيرات ، حتى حروف الجر . وضاع المضمون وانقسمت الكنيسة الأورثوذكسية قرونا وقرونا وما زالت تعاني من هذه الشروخ حتى الان .
ولدينا ، تاريخيا ، ثلاث من الهرطقات الكبرى ، التي أتعبت الكنيسة وقدمت أطروحات منحرفة ، خريستولوجيا ( إن جاز التعبير) . هذه الهرطقات هى : الأبولينارية ، النسطورية والأوطيخية . وما أعتقده – شخصيا – هو أن العامل المشترك ، الذي كان وراء بناء أي من هذه الهرطقات ، هو تلك الحلقة الخريستولوجية المفقودة ، أى غياب الاعتقاد بوجود الشخصية الكونية للرب يسوع ، التاريخي ؛ فقد اعتقد ثلاثتهم أن انسانية يسوع هي فقط ذلك الكيان العتيق الذي يشبهنا نحن ، تماما ، أي كيان اللحم والدم . وقد اختزلت انسانية يسوع في كيانه العتيق الظاهر ، المرصود تاريخيا ، والذي تقبل الألم والموت . هذا الاعتقاد ، لا شعوريا، قد رسخ نظرة دونية نحو إنسانية يسوع ، مقارنة بلاهوته ، وهكذا قد كان واردا ، من أحدهم ( أبوليناريوس ) أن يربأ بشخص الكلمة المتجسد ، من أن يكون له عقل انساني ( نفس إنسانية ). وقد كان حريا بآخر، وهو نسطور أن يربأ بالكلمة المتجسد ، من أن يكون قد ولد من العذراء ، ويربأ بالله من أن يقال ، أن العذراء هي ثيؤتوكوس . وقد كان حريا بالأخير أن ينزلق فى اتجاه ، أن كيانا قوامه ، اللحم والدم ( حسب معتقده ) ، غير جدير بأن يثبت في الكلمة الى الأبد .
هكذا ، قد غاب عن جميعهم ، أن الرب يسوع التاريخي ، ليس هو فقط ذلك العتيق الظاهر المرصود تاريخيا . غاب عنهم ، جميعا أن ذلك الظاهر، هو فقط مجرد قمة جبل الجليد بالنسبة لإنسانية يسوع .
ان الكلمة ، حقا قد صار لحما ودما ( sarx) . ولكن هذه مجرد رؤية من زاوية واحدة ، فهناك زاوية أخرى وهي ، أنه فيما صار الكلمة لحما ودما ، فقد صار باكورتنا ، فيه ، روحا محييا . وفيما لبس ذاك صورة الترابي ، آدم الأول ، لبس باكورتنا ، فيه ، صورة آدم الثاني ، الجديد الرب الذي من السماء .والنقطة المحورية ، وحجر الزاوية ، هنا ، هي التزامن والتلازم المطلقان ، بين الصيغتين الإنسانيتين .
آدم الثاني ، الكيان الروحاني ، هو إنسانية يسوع الجديدة ، التي صارت حقيقة كونية منذ أول لحظة للحبل الإلهى . هذا هو نموذج الإنسان الكامل ، الذى نقصده ، ولابد أن نقصده حينما نقول بأن المسيح هو إنسان كامل وإله كامل . هذا الكيان هو الكيان الوحيد ، المنوط بالشركة في الاتحاد الأقنومي ، المفهوم الذى كرسه اللاهوت السكندرى ، لدحض بدعة نسطور.لم يتحد الكلمة أقنوميا بلحم ودم ، لأن لحما ودما لا يقدران أن يرثا ملكوت السموات . هذا اللحم والدم ، هو نحن . هذا اللحم والدم ، هو الذى صرخ على الخشبة : ” إلهي إلهي لماذا تركتني ” ، فهو متروك بالطبيعة . هو عارنا الذي التحف به ، حتى إذا ما شقه وخلعه وهبنا مجده الذي كان مستورا خلف هذا الثوب العتيق . والثوب يظل ثوبا ولا يصير من طبيعة لابسه ، وان بدا المشهد غير ذلك .وحينما ظهر الكلمة المتجسد في العالم العتيق فقد ظهر مرتديا ذات العالم العتيق .ولكن ما يجب أن نؤكده هو أن ذلك العتيق لم يكن آخرا بالنسبة للشخص ككل، فقمة جبل الجليد ليست جبلا آخرا غير ذلك الكيان العظيم المستتر في جوف المياه .لذلك فنحن نقول بأن الألم والموت الذين جازا في العتيق ، قد حسب أن الشخص كاملا ، قد اجتازهما ؛ فالكلمة المتجسد قد قبل الألم والموت . في شخصه الكامل بالرغم من أن الذي يتألم ويموت هو ظاهره العتيق وليس باطنه الجديد ، الذي هو حر من الألم والموت والزمان والمكان ، وهو كائن منذ أول لحظة للتجسد فى الكون كله لأنه قد أصبح كائنا في اتحاد أقنومي مع الكلمة الحاضر في الكون .
حتى مفهوم ” الإرادتين والفعلين ” قد كان نبتا شرعيا لغياب مفهوم الشخصية الإنسانية الكونية ، التي هي الكيان الجديد ليسوع ونتيجة منطقية لاختزال إنسانيته فى عتيقه الظاهر ، وبالتالى فمن المنطقي الاعتقاد بعدم أهلية الإرادة الإنسانية والفعل الإنسانى ، ليسوع – للاتحاد الأقنومي مع الإرادة والفعل الخاصين بالكلمة . وهنا يجب أن ندرك أنه حتى الإرادة العتيقة الخاصة بحجاب الرب يسوع ، التاريخى ، كانت خاضعة لإرادة شخص الكلمة المتجسد فى كيانه الكامل والواحد ، فنرى يسوع فى معاناته الأخيرة ، فى عشية ذبحه ، يقول : لتكن لا إرادتى بل إرادتك ، بالرغم أنه كان يريد أن ترفع عنه الكأس بحكم الطبيعة العتيقة ، التى هي طبيعتنا . إذن حتى الإرادة العتيقة – وان كانت مخالفة لإرادة الجديد ، فقد تم تخطيها وتجاوزها ، لحساب الجديد ، لتكون الثمرة النهائية ، إرادة واحدة وفعل واحد لشخص مركزى واحد هو الكلمة المتجسد .
إذن : مفهوم التغير والتجديد ، الحادث للطبيعة البشرية في الرب يسوع التاريخي ، هو في حقيقته ما يمكن أن نطلق عليه ” استحقاق الاتحاد الأقنومي، في شخص الرب يسوع ، التاريخي “. بمعنى أن الأمر الوحيد الكاشف ، لكون أن إنسانية يسوع كائنة في اتحاد أقنومي ، مع الكلمة – هو ظهور هذه الطبيعة البشرية ، متحررة من الألم والموت والزمان والمكان . هذا هو مجد الشركة في الكلمة ، هذا هو مجد الاتحاد الأقنومي . ما ينبغى أن نواجه به أنفسنا هو : اما أن نعتقد بأن الرب يسوع ، التاريخي ، هو شخص واحد ، يثمره اتحاد أقنومي بين الكلمة والإنسان – وفي هذه الحالة لابد أن نعتقد بأن مجد الطبيعة الجديدة ، قائم كحقيقة واقعية ، منذ أول لحظة للتجسد ، في رحم العذراء – أو ننزلق إلى الهرطقة فنعتقد بأن الاتحاد الأقنومي ، قد تم بعد موت الرب ، وذلك حتى ما نستطيع تبرير نشأة القيامة ، وظهور الكيان الجديد ، بعد الصليب ، زمنيا .
القضية ، ببساطة هي أن الرب يسوع ، التاريخي هو شخص الكلمة المتحد أقنوميا بالإنسان الكامل وهو باجتيازه الصليب والموت قد اجتاز ما يمكن أن نطلق عليه : ” اختبار التحدي “، الذي رسب فيه إنساننا الطبيعي – وباجتيازه ذلك الاختبار لم يستطع الموت أن يأخذ منه غير حجابه الظاهر ، الذي – هو أيضا – طبيعتنا العتيقة – وهكذا خرج السيد من الاختبار منتصرا ومظهرا جديده ، في كل مجده ومعلنا إياه بالقيامة ، بعد أن تم خلع الحجاب .
في اعتقادي أن علاقة اللاهوت بالناسوت ، في شخص المسيح ، لم تكن هي المعضلة الرئيسية، في الجدل الخريستولوجي المرير ، الذي اجتازته الكنيسة – وان بدا ظاهر الأمر غير ذلك – ولكن المسألة الخفية هي علاقة الناسوت بالناسوت !. هذه هي الحقيقة العجيبة ، التي هي السر الخفى وراء الحلقة المفقودة ، التي نتحدث عنها . إن طبيعتنا حينما صارت في الكلمة ، بالتجسد ، فقد حدث أمر جلل منذ أول لحظة للتجسد ، وهو أنه قد زرع فيها كيان إنسانيتنا الجديد وباكورته ، الرب يسوع التاريخي . وهنا لابد أن نفرق بين صيغتي وجدودنا في الرب يسوع التاريخي . الصيغة الأولى هي طبيعتنا نحن ، اللحم والدم ، الإنسان النفساني ، القابل للألم والموت . هذه هي صيغة المزرعة (farm )، أو البيئة (إن جاز التعبير ) .أما الصيغة الثانية فهي الإنسانية الجديدة ، التي هي التعبير الوحيد ، العملي ، عن الاتحاد الأقنومي بين الناسوت واللاهوت ، هذه هي الصيغة الإنسانية ، الثمرة التي نبتت ، حينما زرع الكلمة ذاته في طبيعتنا . إذن ، في الرب يسوع ، التاريخي ، لابد أن نميز الفرق بين باكورة إنسانيتنا الجديدة ، ورأسها – غير القابل للألم والموت ، لأنه شخص الكلمة المتحد أقنوميا بالانسان-وطبيعتنا العتيقة التي ظل ملتحفا بها كرداء ، وكمنبت لكيانه الجديد ، وفيها ، قد قبل كل استحقاقاتها ، من ألم وموت ، وحينما أسلمها لمصيرها الطبيعي ، كان له أن يعلن نصرة الجديد ، بإعلانه القيامة ، كحقيقة لإنسانيته الجديدة ، التي كانت مخفية خلف الحجاب العتيق ، والتى هي حقيقة ، وأمر واقع منذ أول لحظة للتجسد ، وكاستحقاق للاتحاد الأقنومي الحادث ، أيضا ، منذ أول لحظة للتجسد .
المسلمة الأولى في الخريستولوجي هي أن الرب يسوع ، التاريخي ، هو إنسان كامل ، وإله كامل بآن واحد . إنسانية الرب يسوع هي فى حالة احتواء ( تواجد) متبادل مع لاهوته ، حتى أنه ينظر اليه فيرى الإنسان الكامل ، وأيضا ينظر إليه ثانية ، فيرى الإله الكامل . ولكن السؤال الجوهري هو : ما معنى تعبير” الإنسان الكامل ” ؟ . هل الإنسان الكامل هو طبيعتنا البشرية العتيقة ، أي الانسان النفساني ، اللحم والد م ؟ .
إذا كان تعبير “الإنسان الكامل” ، في سياقه الخريستولوجي يعني الكيان البيولوجي ، الحيواني ، النفساني ، الذي نحن إياه ، والذي تم تجديده في المسيح ، بالقيامة – فتكون النتيحة المنطقية ، لهذه الفرضية ، هي أن الكلمة بتجسده ، قد لبس إنسانية ناقصة ، مكملا إياها، بالقيامة . ويكون الاتحاد الأقنومي كائنا بين عنصرين ، هما الكلمة والطبيعة الإنسانية الحيوانية ، العتيقة ، من لحم ودم . وتكون النتيجة الأكثر كارثية ، هي أن شخص الرب يسوع ، الكلمة المتجسد ، قد ظل ناقصا، إلى أن اكتمل ، وتجدد ، ونال عدم الفساد ، بالقيامة . وبمعنى أكثر فجاجة ، يكون شخص الكلمة المتجسد ، قد تغير بالقيامة عن ما كان عليه ، قبل القيامة .وعليه فيكون حدث التجسد هو غير كامل منذ أول لحظة للحبل ، ويكون أيضا أن الاتحاد الأقنومي هو غير كامل منذ أول لحظة للتجسد ؛ لأن ما كان الكلمة قد اتحد به أقنوميا منذ بداية الحبل ، قد تبدل وتغير بالقيامة . أى كفر ، وأى هرطقة ، من الممكن أن تكون أعظم من هذا ؟!، وأي مفهوم للاتحاد الأقنومي يكون هذا ؟!.
هناك ، اذن فرق جوهري ودقيق ، بين أن يقال أن الكلمة قد اتحد اقنوميا بالطبيعة البشرية ، الخاضعة للألم والموت ، مجددا اياها بالقيامة – وأن يقال أن الكلمة قد زرع ذاته فى الطبيعة البشرية الخاضعة للألم والموت ، فنبت فيها باكورة الطبيعة الجديدة ، غير القابلة للألم والموت ، هذا الذى أعلن لنا ، باظهار القيامة ، في اليوم الثالث لموت الرب ، بعد أن خلع طبيعتنا العتيقة على الصليب . فالقيامة هي حقيقة واستحقاق الاتحاد الأقنومي لشخص الرب يسوع ، منذ أن صار هناك اتحاد أقنومي ، مع أول لحظة للحبل فى رحم العذراء . وأما الألم والموت فهما حقيقيان ، وبكل تأكيد ، ينسبان إلى الشخص كاملا ، وسيظل الخروف المذبوح ، هو الخبرة الأبدية المنقوشة في وعي شخص الرب يسوع المسيح .
واقع الحال هو أن إنساننا العتيق ليس بأى حال من الأحوال ، إنسانا كاملا . فالإنسان الكامل هو ذلك النموذج الذي جبل الإنسان عليه ( أي ليكون إياه )، وقد صار هذا النموذج واقعا كونيا ، جديدا مع أول لحظة للتجسد .وبالرغم من ظهور ذلك الإنسان الكامل، فقد ظل لابسا نقصنا ، إلى أن اجتاز فيه موتنا ، فتمت إبادة النقص ، وتم موت الموت ، ووهب لنا الكامل ذاته ، كرأس لكمالنا وكمصدر لحياتنا وكبداية للكون الجديد .
الإنسان الكامل ، كائن خلف الذبيح المعلق على الخشبة ، بل هو كائن في أعماق الكون كله منذ أول لحظة لحدث التجسد .
الإنسان الكامل هو جسد الكلمة الخاص الذي اجتاز الموت في رداء ، هو طبيعتنا ، نحن . وحينما خلع هذا الرداء ، كان قد خلع الموت عنا ، معلنا عن جديده الكامل ، المستتر خلف طبيعتنا البيولوجية ، بل خلف الكون الطبيعي ، كله .
الإنسان الكامل هو تلك الحلقة المفقودة والتي تسبب فقدها في ظهور الهرطقات الكبرى التي أرهقت الفكر المسيحي الأرثوذكسي لاسيما في أجياله المبكرة .
سلام و نعمة
……………………
ما قصدته ببساطة الانجيل هو أن نعلم عن الرب يسوع بالاسلوب الانجيلي اي انه ابن الله الذي تجسد لاجل خلاصنا ، هو آدم الثاني الذي اطاع الآب حتى الموت فنال مجدا و اسما فوق كل اسم …… الخ الخ، الموضوع هو بهذه البساطة
دون الدخول في تنظيرات على الطبيعة و الاقنوم و ما اشبه لأنها تنظيرات نتيجتها الدخول في خناق و جدلية عقيمة …. بولس الرسول استخدم لفظ هيبوستاسيس بالمعنى الحالي لكلمة اوسيا و تطور المصطلح على مدى 6 قرون ،و إذا كان المصطلح هو محور التنظير فسيتغير معناه دوما حسب رؤية كل طرف له و بالتالي هنا تبدأ هرطقة الآخر المخالف في الراي و ليس جوهر الإيمان .
سلام ونعمه
الاخ نبيل انا لو عاوز اتخانق مكنتش ابتديت كلامى بالسلام
انا ما الا رديت على اسئلتك اللى انت فرضت انها من غير اجابه وان المؤرخين القبط تحاشوا الاجابه عنها
لا صدقنى قريت الاتفاقيات وهاقولك انها مجرد حبر على ورق ملهاش حضور على الارض الواقع كل الملكانيين شايفين اننا مونوفيزت ودليلى التعليق اللى تحت تعليق حضرتك على طول
ومتشعرش بالاسف العقيده مش بكثره اتباعها ولا انتشارها خلى بالك ان فى وقت من الاوقات كان الارثوذكسيه اللاخلقيدونيه كانت منتشره اكثر من الخلقيدونيه وكان ليها معاقل جوا اوروبا والقسطنطنيه وجه فتره بعديها كان اغلب مسيحيى الشرق نساطره العقيده السليمه مش بمساحه الانتشار
كم قتلوا وعذبوا وسجنوا وطردوا واهينوا بأسم مجمع خلقيدونيه تحب حضرتك احكيلك الخلقيدونيين عملوا ايه فى الشهيد مينا اخو الانبا بنيامين البطريرك فى ذلك الوقت فى عهد هرقل تحب احكيلك هما عملوا ايه فى الانبا صوئيل المعترف القلمونى
تحب احكيلك ازاى كانوا بيضطهدوا الاساقفه عشان يوقعوا على طومس لاون وعقيده هرقل
تحب احكيلك ازاى قتلوا الانبا مكاريوس اسقف ادكو
بأسم مجمع خلقيدونيه تم قتل الالاف من ابطال الايمان الارثوذكسى تم نفى وطرد اساقفه كرام واباء اجلاء تم اضطهاد كل من لا يقبل هذا المجمع عايزنى ازاى اقبله واتكلم عنه من غير استخفاف هو كان من ضمن حلقات اضطهاد المسيحيين مفيش مجمع من التلاته اللى سبقوا خلقيدونيه حصل فيه مجازر ضد مخالفى المجمع محصلتش بعد نيقيه الاريوسيين هما اللى اضطهدوا الارثوذكس مش العكس
انا لما دخلت ارد ما دخلتش عشان د.جورج يثرى الموضوع نشكر ربنا انا فاهم كويس ايه الفرق بين المصطلحان اللاهوتيان انا دخلت ارد على اسئلتك مناقشتى كانت عشان اسئله حضرتك
اخيرا اريد ان اعقب على نقطتك التانيه استاذى
حتى لو كانت طبيعه واحده متجسده للاله الكلمه
فهنا لينا وقفه اذا كنت تقصد ان مار كيرلس بيقول ان هى طبيعه لاهوتيه واحده اللى تجسدت فده ايه علاقته بالنسطوريه النسطوريه مش معترضه على الطبيعه اللاهوتيه هما بيقولوا فى جوهرين وفى طبيعتين وبعدين ما هو اكيد اللاهوت طبيعه واحده مش اكتر من طبيعه وده شئ بيؤمنوا بيه النساطره بدو بيؤمنوا باله واحد ذو طبيعه واحده جوهر واحد مثلث الاقانيم لكن مشكلتهم فى تجسد المسيح هل هو اتحاد ولا مشاركه ولا مصاحبه
تعليق صغير على الاخ مجدى احنا مش مونوفيزت احنا ميافيزيت احنا بنؤمن بطبيعه واحده من اتحاد الطبيعتين مش بطبيعه وحيده حالت دون الاخرى
تم الرد بنعمه الاله الوحيد الذى تجسد لاجل خلاصنا
شكرا للاخين مجدي و Origin ورجائي ان يتأكد كليهما اني بمساهمتي ابغي التواصل الاخوي كاحباء في المسيح وليس بغرض جدلي
اعجبت برد الاخ مجدي وان كنت اريد تعقيباً لاهوتيا من الدكتور جورج حيث بعض الاراء تبدو جديدة لي؟
اولا لا اعتقد ان تصنيف اي من الفريقين ان فريقاً مرعوب من نسطور و الآخر من اوطيخا هو صحيح، فالحقيقة ربما اننا جميعا يجب ان نكون خائفين من كلتا الهرطقتين بنفس المقدار لان واقع انسانية السيد المسيح اساسي في خلاصنا (ضد اوطيخا) كما هو الحال ان الاتحاد الطبيعي بغير انفصال هو ايضا كذلك (ضد نسطور)
ثانيا يقول الاخ مجدي انه يرفض فرضية ان الكلمة بتجسده قد لبس انسانية ناقصة، ارجو من الدكتور جورج التعليق علي هذا اذ ان بدون اتخاذ الكلمة لطبيعتنا المائته (الناقصة-عدا الخطيئة) كيف يكون اخ لنا مشابها لنا في كل شئ (عب2: 17)؟
ثالثا قول الاخ Origin بان الكنيسة اللاخلقيدرنية هي ميافيزيت وليس مونوفيزيت هي مقولة جديدة لا معني لها حيث كلمة مونوفيزيت اصلها من اليونانية Μονοφυσίτες ومعناها معتقدي الطبيعة الواحدة ولكن ميافيزيت لا وجود لها في اليونانية الا بمعني طبيعة واحدة μία φύσις ولا يمكن استخدامها لوصف المعتقدين بها الا اذا كان من يستخدمها علي غير دراية بقواعد اللغة اليونانية. وعلي اي حال ماهو الاشكال ان كنت تؤمن بطبيعة واحدة ان تُلقب بمونوفيزيت -بمعني انها ليست بكلمة سيئة فلماذا محاولة تغييرها لشئ اخر؟ ولماذا الشكوي ان “الملكانيين شايفين اننا مونوفيزيت” – هل من ايضاح؟
لم أجد في مقال الأرشمندريت جريجوريوس ما يستحق الرد، فهو قد عاد إلى ما كان سائداً في أجواء الشرق قبل الغزو الفارسي الذي دمرت فيه جيوش فارس، مصر وسوريا قبل الفتح العربي، ومهَّد ذلك الغزو الفارسي لدمار الامبراطورية الرومانية الشرقية، ثم جاء دمار العاصمة الامبراطورية على يد الأتراك العثمانيين بعد ذلك.
لا أدري سر ذلك العبث بالتاريخ القديم في أجواء شتاء عربي، فقد غاب الربيع أو هو يوشك أن يغيب في غيوم الاقتصاد، وفي عتمة إنكار المواطنة، وفي ظل دعوة سافرة لفرض الجزية، وتدمير الأهرام وأبو الهول، ودمار كنائس في سوريا وقبلها العراق، بل ومصير سوريا الذي يتأرجح، ومصير الدولة المدنية الذي يكاد يغيب عن الوعي بعد ثورة 25 يناير .. وعبر حدود رسمها مستر سايكس ومستر بيكو تم تقسيم العالم العربي بعد الحرب العالمية الأولى، فقد كان من أملاك الرجل المريض، الدولة العثمانية – التي لم تعد رجلاً مريضاً الآن – وعاش الأقباط والسريان والأرمن والروم في زمن لم يكن فيه حقوق للإنسان، ولم يكن فيه اعتراف بالآخر، وحتى مُحرر القدس صلاح الدين أمر بأن تُدهن قباب الكنائس بالزفت، وأن تُكسر الصلبان، وفُرضت أزياء على كل نصارى الشرق .. ويكاد التاريخ القديم يعود ويطل علينا برأسه عبر فضائيات تنشر سموم الكراهية باسم الإسلام وباسم المسيحية لكي تموت المواطنة ويتمزق الوطن ..
في هذا الجو يسأل البعض: ماذا عن مجمع خلقيدونية 451م؟!!!
يا قوم، لقد مضى على هذا المجمع 1400 سنة تقريباً، فلماذا لا تسألون عن الحوار اللاهوتي الذي دار بين كنائس أرثوذكسية قبل بعضها هذا المجمع، ورفضه البعض الآخر، في لقاءات حوار:
أرهوس – الدنمارك – 11 – 15 أغسطس 1964.
برستيول – انجلترا – 25- 29 يوليو 1967.
جنين – سويسرا – 16- 21 أغسطس 1970.
أديس أبابا – 22 – 23 ديسمبر 1971.
ولماذا غاب من مقارنات الأب الفاضل د. أثناسيوس حنين والأرشمندريت جريجوريوس ولو لمحة عن البيانات المشتركة التي صدرت في هذه اللقاءات، والتي تؤكد أن الإيمان الواحد هو ما سجله القديس كيرلس السكندري، وما عبَّرت عنه الفصول الاثنى عشر (الحروم)، والرسائل التي قبلها مجمع أفسس 431 ومجمع خلقيدونية 451؟
غياب النصوص دليل العبث بالتاريخ:
هل حقاً كان البابا ديوسقوروس هرطوقي – أوطاخي العقيدة؟ لقد قبل أوطاخي في شركة الكنيسة في 449 بعد اعترافٍ بالإيمان، وهو مجمع افسس الثاني، وجاء حرم فلافيان ثم موته بعد ذلك بمثابة اتهام بأن ديوسقوروس كان هو قاتل فلافيان حسب صياح بعض الأساقفة في مجمع خلقيدونية.
لكن حتى تاريخ كتابة هذه السطور لا يوجد لدينا نصٌ واحدٌ يؤكد أن ديوسقوروس قال أو اعترف بما لم يكن قد تسلَّمه من القديس كيرلس السكندري، وهو: “طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد”. (راجع الرسالة 4 – مجموعة الآباء. مجلد 77 للقديس كيرلس عامود الدين 192 -193). واستخدام كلمة طبيعة بوفرة في شرح انجيل يوحنا للقديس كيرلس الاسكندري عندما يشرح الثالوث مؤكداً أن الابن له ذات طبيعة الآب، ثم يعود بعد ذلك مؤكداً أن الابن بالطبيعة هو الابن الوحيد والإله المساوي للآب، فإن القارئ الفطن يفهم على الفور أن كلمة “طبيعة” تعني “جوهر”، وأنها في نفس الوقت تعني “أقنوم”؛ لأن الكلمة “طبيعة” هي كلمة مجردة وتحديد عقلي فلسفي يؤكد الكيان أو الوجود أو الحياة. ولدينا العبارة المشهورة التي يعرفها كل من الأب أثناسيوس حنين والأرشمندريت جريجوريوس، وهي عبارة مكسيموس المعترف: “لا توجد طبيعة بلا أقنوم”؛ لأن الطبائع التي بلا أقانيم هي المخلوقات غير العاقلة.
بكل أسف، مع احترامنا الكامل لعالم جليل ولاهوتي ممتاز أخذنا عنه الكثير في الكتب القبطية الأرثوذكسية، وهو يوحنا الدمشقي، فهو عندما يكتب عن المنوفيزية، أي الطبيعة الواحدة، يكتب عن الأوطاخية، وقد تعذَّر عليه رغم معرفته اللاهوتية، أن يقدم نصاً واحداً من عظات القديس ساويروس الأنطاكي (نشر النص السرياني في مجموعة Patrologia Orientalis وحقق النص كل من F. Grattin و M. Briere ).
بل لم يطلع على ولم يقرأ رسائل القديس ساويروس الأنطاكي إلى سرجيوس والتي نشرها Ian. P. Torrance في دراسة جيدة عن الخرستولوجي بعد خلقيدونية.
بل من المؤسف حقاً أننا لم نحاول ترجمة أطروحات الأب الكاثوليكي J. Lebon عن ساويروس الأنطاكي والتي نُشرت تباعاً منذ عام 1908 – 1951 في أربع دراسات كبرى يدافع فيها عن القديس ساويرس، وكانت هذه الدراسة بالذات هي أحد مراجع المصالحة بين روما والكنيسة السريانية الأرثوذكسية، والتي قادها قداسة البطريرك مار إغناطيوس زكا عيواص والبابا يوحنا بولس الثاني.
المشكلة اللفظية ظاهرة وهي بالتحديد:
أولاً: لا يمكن أن نتكلم عن الإتحاد الأقنومي بالأرقام، أي بالاحتفاظ برقم اثنين، أي واحد في اثنين؛ لأن هذا يُسمع لدى الإسكندرية وإنطاكية السريانية على أنه عودة إلى ثنائية نسطور، لذلك أضاف القديس ساويرس الأنطاكي شرحاً لما جاء في مجمع أفسس 431 إن الطبيعة الواحدة هي طبيعة σύνθετος والترجمة العربية “مُركَّبة”، وهي ترجمة سيئة للغاية لأن الكلمة الانجليزية أقرب Composite ولم تكن هذه الإضافة جديدة، بل وردت عن القديس غريغوريوس النيسي في رده على أنوميوس (فقرة 12)، واستخدمها القديس كيرلس الكبير نفسه في كلامه على اتحاد الطبيعتين في شرح (اشعياء 2: 3 مجلد 2 عامود 254).
أعود وأكرر، إن الافتقار إلى الوثائق هو ذات الطابع السلفي الأصولي الذي يعرف فقط كيف يحشد الاتهامات، والدليل على ذلك أنه لا توجد في محاضر جلسات مجمع خلقيدونية 451 عبارة عقائدية واحدة تدين أبونا المعترف بالإيمان القديس ديوسقوروس، وعلى مَن يشك في صدق هذه العبارة، أن يقدم الدليل. عيبٌ علينا أن نحشد الاتهام، ثم بعد ذلك نبحث عن الدليل، وإذا لم نجده فعلينا أن نخترعه، وإذا عجزنا عن الاختراع، فعلينا أن نركب قطار الشتائم لكي نقف عند محطة الكراهية والعداء … نريد دليلاً واحداً من أية وثيقة تاريخية على هرطقة ديوسقوروس. والذين يطالبون بالاعتراف بالمجمع عليهم أن يطالبوا برفع الحرم عن ديوسقوروس وساويرس وفلكسينوس؛ لأن الاعتراف بالمجمع هو بمثابة توقيع الأقباط والسريان والأرمن والأحباش والهنود على حرم هؤلاء الآباء.
أبحاث الأستاذ يوحنا كرميرس والأب يوحنا رومانيدس:
رجاء من القارئ مراجعة ودراسة كتاب الأب ميشال نجم، مجمع خلقيدونية، أيفرق أم يجمِّع، منشورات النور بالاشتراك مع مجلس كنائس الشرق الأوسط 1987. وخلاصة أبحاث الذين اشتركوا في هذه اللقاءات منذ عام 1964 حتى 1971 هو أن الخلاف لفظيٌ بحت، ولعل القارئ يعرف الحقائق التاريخية التالية:
لم يكن لدى الآباء، ولا لدى الشعب قاموس يوناني – سرياني – قبطي يحدد معاني الألفاظ اللاهوتية؛ لأن حتى زمن القديس باسيليوس كانت كلمة “جوهر” = كلمة “أقنوم” حسبما ورد في رسالته الى امفلوخيوس. ولكن صارت كلمة “جوهر” تختص بما هو عام وفي شركة، وكلمة “أقنوم” تعني ما هو خاص ومُعيَّن، أي متمايز. ومن هنا جاء الإصطلاح: “جوهر واحد وأقانيم ثلاثة”. ولكن ظلت كلمة “طبيعة” بلا تحديد؛ لأنها هي بدورها تعني: “ما هو كائن” (كان أستاذنا د. وهيب عطا الله – الأنبا غريغوريوس يقول إن عبارة “الله موجود” خطأ عقيدي، وهو على صواب؛ لأن الموجود هو ما قد أُوجد، وهو ما لا ينطبق على الله). ولذلك العبارة الشائعة “الله موجود” هي خطأ لاهوتي غير مقصود، وكلمة “طبيعة” تعني الحياة الإلهية – كما أنها تعني أيضاً الحياة الإلهية، ولذلك عندما نقول إن الابن له المجد له ذات طبيعة الآب، فإن القصد واضح، وهو تأكيد إلوهيته، وعندما نصف التجسد بأنه “اتحاد طبيعتين”، فهذا الوصف بالضرورة إيمان بأن الابن له المجد أخذ جسداً، والذين حاولوا التخفيف من وقع حرف الجر “في” في سوريا ومصر لم يدركوا أن تعبير”في طبيعتين” هو تعبير نسطوري، ولكن مجمع خلقيدونية 451 لم يقع في فخ النسطورية؛ لأن “الرب الواحد في طبيعتين” هو اعترافٌ لا يقبله نسطور. كما أن تعبير “مساوي للآب ومساوي لنا حسب التدبير” هو أيضاً تعبير مرفوض تماماً عند أوطاخي وأبوليناريوس ونسطور.
وخلف أبحاث كرميرس ورومانيدس توجد الوثائق التاريخية التي أشار إليها كلاً منهما والتي لم يتعرض لها الأرشمندريت جريجوريوس إلَّا بعبارات نافية تضر قضية حساسة جداً لها وقع مؤلم وتداعيات أكبر من القضايا التي تصدت لها مقالة الأرشمندريت، وهي مصير كنائس الروم الأرثوذكس في الأماكن التي توجد فيها أغلبية أرثوذكسية من غير الخلقيدونيين. بل والجانب السياسي الذي لا داع للإشارة إليه هو بدوره أحد المسائل التي تجعل لهذا النوع من الأبحاث حساسية خاصة لا نملك أن نناقشها في الوقت الحاضر.
بل وعندما تغيب أبحاث كل من A. Hallaux الخاصة بمارفلكسينوس، ثم دراسة A. Grillmeier في أربع مجلدات نُشرت بالألمانية والإنجليزية عن “الخرستولوجي”، فإن ما كُتِبَ من أجل الإثارة وخلق الشكوك ليس في أصالة إيمان فرد واحد هو ديوسقوروس، بل كنيسة لها تاريخ عريق تُعرف باسم “أم الشهداء”، تملك ذات التراث الليتورجي والنسكي واللاهوتي، بل وذات الآباء أعمدة الايمان: أثناسيوس – كيرلس – وباسيليوس وغيرهم .. فإن الهدف الخفي لهذه الإثارة في هذا الوقت بالذات هو ما يدعونا إلى أن نطالب الذين يريدون فتح الملفات القديمة أن يقدموا لنا النصوص والوثائق، لا العرض الإعلامي الذي تقدمه الصحافة والفضائيات لشعوب يراد لها أن تسقط في بئر غياب الوعي بالتاريخ؛ لأن التاريخ هو العدو الحقيقي للعنف الطائفي والإنغلاق والأصولية التي لا تمنح الآخر مكاناً في الوجود؛ لأنه يعبِّر عن إيمانه بأسلوب مختلف. ولو طبقنا القواعد التي جاء بها القرن الخامس والسادس على تلاميذ الرب نفسه لوجدنا أنهم لم يكتبوا لنا عبارة واحدة تقول: إن المسيح له المجد من طبيعتين، أو في طبيعتين، ولوجدنا أنفسنا في حيرة أمام الاعتراف الرسولي النقي: “الكلمة صار جسداً”، فهل يجب أن نوقع حروماً على هؤلاء، أي على يوحنا الإنجيلي وبولس الرسول وغيرهم؟ بالطبع لا.
الدعوة الى الإيمان البسيط دعوة غير نقية:
هذه الدعوة التي تريد أن نتجاوز التاريخ تؤدي في نهايتها إلى السقوط في نفس الهرطقات القديمة التي أفرزتها الكنيسة الجامعة. وعلى سبيل المثال لا الحصر، وهنا نحن لسنا أمام مثال لِما حدث منذ 100 سنة، بل لِما هو سائد اليوم ولا زال يُقال من على بعض منابر الكنيسة – بكل أسف – هل يجوز أن يكتب بطريرك كنيسة أثناسيوس وكيرلس الكبير أن حلول اللاهوت فينا يجعلنا نفقد إنسانيتنا ونصبح مثل الله كليِّ القدرة وبلا خطية .. الخ من عبارات هي هذيان أوطاخي .. فهل فقد الله الكلمة خصوصية جسده، وهل فقد الله الكلمة ناسوته بسبب الاتحاد الأقنومي؟ والجواب بكل يقين إن هذا الهذيان الأوطاخي الذي رُوِّجَ له هو الذي أدَّى في النهاية إلى تحريم كتاب “أقوال مضيئة”، وهو عصارة ما كتبه أعمدة الايمان الأرثوذكسي منذ العصر الرسولي حتى القرن الخامس. لو كان هؤلاء قد درسوا التاريخ لَمَا وقعوا في هذه الورطة، بل كان مفزعاً حقاً أن نقرأ ذات عبارات نسطور تُكتب بعد وفاة نسطور بـ 1600 سنة في مجلة الكرازة، وهي أن المسيح له المجد لم يقُل في العلية خذوا كلوا هذا هو لاهوتي، بل قال خذوا كلوا هذا هو جسدي.
وهكذا يصل تعليم نسطور إلى كل قبطي بأننا نتناول الناسوت دون اللاهوت، وكأن الإتحاد الأقنومي قد صار هرطقةً. بل وصل الأمر إلى أن ادَّعى سكرتير المجمع المقدس في اجتماع مسكوني أن الشركة في الطبيعة الإلهية هي هرطقة بيزنطية، وتصدَّى له أساقفة روس أرثوذكس .. أليست هذه ثمار الإيمان بالعبارات البسيطة التي تتجاوز زخم الاختبار اللاهوتي الذي اكتشف تجسد الكلمة وعبَّر عنه بكل ما هو متاح من ألفاظ، وأكَّد الكل في تشديد واضح متكرر أنهم يقدمون لنا “سر تجسد الكلمة” واستُخدمَت كلمة “سر” لأن اتحاد اللاهوت بالناسوت هو ما يعلو على الإدراك، وهو ما يؤكده كل الذين كتبوا قبل وبعد 451.
كنيسة المجامع السبعة، وكنيسة المجامع الثلاثة:
ماذا أقول للأخوة شركاء الإيمان عن احترام وتقديس الأيقونات الذي أقره المجمع السابع 787 وهو مجمع نيقية الثاني، كيف تقدِّس وتكرِّم الكنيسة القبطية الأيقونات؟
والجواب من التاريخ، وهو أن الأيقونة وُلِدت في مصر قبل أي بلد آخر في رسوم على حوائط الكنائس، وهو الفن الفرعوني القديم، بل وكان الوجه يُرسم على توابيت الموتى في عصر البطالسة في الإسكندرية بالذات .. ولدينا أقدم أيقونة قبطية للسيد الرب يسوع المسيح وهي المعروفة باسم أيقونة “باويط” في متحف اللوفر في فرنسا ويظهر فيها مع أحد القديسين ويدعى مينا، وكان أسقفاً لهذه المنطقة.
لم نكن نحتاج الى مجمع يؤكد شرعية وسلامة وجود الأيقونات – رغم أن الذي دُمِّرَ في عصر خراب الكنائس في مصر كثيرٌ جداً (عصر بن قلاوون). والسؤال الذي يفرض نفسه علينا: هل كُنّا بحاجة إلى مجمع 787 أم أن الممارسة هي الحكم والحاكم معاً؟
أيقونة باويط:
هذه الأيقونة ربما هي من القرن الرابع أو السادس، فهي تسبق مجمع 787 على الأقل بقرن من الزمان، وهي قبطية مصرية 100% بل لا زالت رسومات الآباء الرسل على أعمدة كنيسة القديس سرجيوس في مصر القديمة، وهي أعمدة نُقلت من بقايا كنيسة قديمة، وربما كانت هي أعمدة الكنيسة القديمة قبل أن تُهدم وتُبنى عدة مرات. فنحن لم نحترم ونقدس الايقونات بسبب دفاع يوحنا الدمشقي، ولكن لأن تراثنا اللاهوتي والروحي كان هو الأساس الذي أبرز “الأيقونة” في الإنسان “صورة الله” (تك 1: 26)، وفي المسيح الرب “صورة الله غير المنظور” (كولو 1: 15)، وهو إيماننا الحقيقي بتجسد الله الكلمة الذي لم يَغِب حتى عن الكتابات العربية المسيحية القبطية في العصر الوسيط.
وقد قدم د. حكيم أمين في اجتماع ارهوس 1964 بحثاً بعنوان “الايمان الأرثوذكسي في ليتورجيات الكنيسة القبطية وصلواتها” (راجع كتاب مجمع خلقيدونية أيفرق أم يجمِّع، تعريب الأب ميشال نجم ص 185) وقد أورد ف هذا البحث بعض التراتيل التي انتقلت إلى الليتورجيات اللقبطية عن تراتيل يوحنا الدمشقي (765) وهي موجودة في مخطوطات البطريركية وكنيسة القديسة مريم حارة زويلة (راجع ص 203-204).
بل ويعرف كل قبطي اللحن الخاص بيوم الجمعة العظيمة: “أيها الابن الوحيد”، وهو كما يبدو من أبحاث أساتذة الألحان والموسيقى، أنه وُضِعَ بعد القرن الخامس، وهو ما يرتل كل يوم أحد في كل كنائس الروم والأرمن والسريان؛ لأن التسليم الليتورجي واحد رغم اختلاف اللغة، ولأن الحياة النسكية واحدة، والرهبنة واحدة، وهي التي حفظت التقارب الخفي رغم الإنشقاق والحرومات؛ إذ لا زال كتاب أبو الفرج بن الطيب، ويُعرف باسم تفسير المشرقي، يُقرأ عندنا، ولا زالت ميامر يوحنا سابا، وهو من الكنيسة الشرقية السريانية التي ظُلِمت هي أيضاً، وأطلق عليها البعض اسم “الكنيسة النسطورية”، وهي ليست كذلك بالمرة، ولكن جاء الاتهام لأنها لم تعلن حرم نسطور، بل رفضته ولم تتمسك بتعليم نسطور كما هو واضح من المؤلف السرياني الذي كتب دفاعاً حاراً عن نسطور ونشر النص السرياني باسم: The Bazaar of Heracleides نشره: G. R.Driver ثم دراسة النصوص النسطورية في مجلدين: A Nestorian Collection of Christological Texts L Abramowski (نُشرت الترجمة الانجليزية في 1972 – جامعة كامبريدج).
نحن نوقر ونحترم صراع الآباء العظام بعد 451. مكسيموس المعترف الذي نال هذا اللقب عن جدارة لأن السلطات الكنسية قطعت يده ثم لسانه؛ لكي لا يكتب ولا يتكلم، ومات في المنفى، وغيره من الذي دخلوا حلبة الصراع مع أفكار كانت تهدد الحياة الكنسية مثل بالاماس، بل وبعد 451 كان يوحنا الدرجي هو معلم النسك، وبعده أسحق السرياني العظيم الذي لا يفهمه إلَّا من ذاق المحبة الإلهية؛ لأن رسول الرب يسوع يقول: “مَن لا يحب لا يعرف الله” (1 يوحنا 4: 8). وما أكثر هؤلاء الذين ينشرون العداوة والبغضة بيننا.
كنيسة المجامع الثلاثة لها نفس التراث الآبائي الذي تُصارع اليوم لكي تسترده بعد ظلام العصر الوسيط، وبعد الحرب الخفية والمُعلَنة ضد كتابات الآباء، وتشريد الباحثين ووضعهم تحت حزام الفقر لكي تصبح لقمة العيش هي الهدف وليس البحث في علوم الكنيسة .. وهو وضعٌ أرجو أن يعالجه قداسة البابا تواضروس الثاني.
أخيراً اقول للأب أثناسيوس: لا شك إنك ظُلِمتَ ظلماً فاحشاً وامتدت يد الشيطان إليك، ولأسباب سياسية ألقوك في الشارع لكي تموت جوعاً، وهو أسلوب القتل البطيء .. لقد ذُقتَ الظلم، فلا تظلم الذين يعيشون اليوم تحت ظلال سيف الإسلام السياسي.
جورج حبيب بباوي
اخوتى واحبائى:
بالنسبة للاخ نبيل فكلامه وتعبيراته دقيقة جدا جدا وعلى فكرة انا قرات كتابات القس يوحنا منسى والقمص كيرلس الانطونى بس فعلا كلمة طبيعة # شخص او اقنوم ابدا والايمان بذلك لا يمت للارثوذكسية بشئ فالثالوث القدوس ثلاثة اقانيم او ثلاثة اوجه او اشخاص ولكنهم بطبيعة واحدة وجوهر واحد بغير انفصال لذلك نقول اله واحد وبمشيئة واحدة اما شخص المسيح فهو بطبيعتين ولكنهما متحدتان فى شخص واحد او وجه واحد او رب واحد او اقنوم واحد فالواحد هنا هو الاقنوم او الوجه او الشخص او المسيح كرب وليس الطبيعة او الجوهر فلو قلنا طبيعة واحدة لأعنينا بذلك طبيعة ثالثة جديدة تكونت اى لم يعد هناك ناسوت يشابهنا نحن البشر وبذلك لايتحقق الفداء الذى بسببه تجسد ابن الله ولم يعد هنالك لاهوت وبذلك اختلفت طبيعة الابن عن الاب والروح القدس بما يعد بمثابة انفصال للاقانيم عن بعضها والايمان بثلاثة الهة وكل تلك اخطاء لاهوتية فادحة اذن الخطا ليس خطا لفظى بين الخلقيدونيين والاخلقيدونيين بل مجموعة اخطاء لاهوتية فادحة تدمر الفداء وطبيعة الله فى اذهان البشر اننى لا اهتم بالدفاع عن مجمع خلقيدونية وما تلاها من مجامع بقدر اهتمامى بشرح العقيدة وتفسيرها تفسيرا سليما خال من اى شائبة تمس الايمان الارثوذكسى القويم . البابا كيرلس لم يقصد μία φύσις τού θεού λόγου σεσακομένη الترجمة الشائعة المعروفة عند الاقباط والسريان بطبيعة واحدة لله الكلمة متجسدة بل قصد منها الترجمة التالية : طبيعة الكلمة الالهية الواحدة المتجسدة وشتان الفرق فى المعنى بين تلك وتلك ولكن مع الاسف فلن يفهم الفرق الا دارسوا اللغة اليونانية جيدا . ومع ذلك ساحاول الشرح التعبير λόγου م φύσις τού θεού هو جزء متصل مضاف ومضاف اليه اى لايمكن فصل كلمة طبيعة الواقعة مضاف عن بقيتها المضاف اليه وكلها موصوف للصفة واحدة μία اما كلمة متجسدة σεσακομένη فقدجاءت كصفة فى نهاية العبارة كدليل ان التجسد لم يحدث منذ البداية اى الازل ولكنه حدث فى ملء الزمان حينما تجسد المسيح من عذراء وبالتالى فالمقصود بالطبيعة الواحدة هنا منذ الازل هو اللاهوت فقط والذى كان يعنيه المغبوط كيرلس واوضحه سابقه العظيم اثناسيوس من قبل ان طبيعة اللاهوت بسيطة وغير مركبة هذا هو المقصود بكلمة الواحدة وقد اكملها قديسنا كيرلس بانها متجسدة اى ما يعبر عنه يوحنا الانجيلى والكلمة صار جسدا اى حدث اتحاد حقيقى ايبوستاتيكى اقنومى بين الطبيعتين بغير انفصال ولا امتزاج ولا تغيير ولا انفصال ولا انقسام ولا افتراق وهو ما اكد عليه مجمع خلقيدونية فى تحديداته فلو قلنا بطبيعة واحدة لحدث الاختلاط والامتزاج والتغيير بلا شك حتى ولو اكدنا عكس ذلك كيف نقول ان طبيعة واحدة تحمل خواص طبيعتين ارجو ان تقولوا لى هل تلك الطبيعة الواحدة محدودة او غير محدودة تنام او لاتنام وتاكل او لاتاكل سوف استشهد بجزء قاله القديس غريغوريوس النزيانزى اللاهوتى فى قداسه القبطى : وعند صعودك الى السماوات جسديا اى بالناسوت لأن اللاهوت لايصعد فهو مالى السماوات والارض فكيف يكون المسيح بطبيعة واحدة اذن وقد اكد ذلك القديس كيرلس فى وثيقة الاتحاد بينه وبين يوحنا الانطاكى اذ اكدت الوثيقة فى مشروعها على الطبيعتين وعندما لامه اصحاب المعتقدين بطبيعة واحدة اكد لهم ان ما قاله لايخالف مجمع افسس.الخلقيدونيين يؤمنون بالثيوطوكوس فكيف نتهمهم بالنسطورية والتى من اهم عقائدها رفض مصطلح والدة الاله وقد ابدى القس يوحنا منسى استغرابه لهذا بما يدل على انه لايعرف حقيقة ايمان الخلقيدونيين الذى يتهمهم بالنسطورية مع انهم يحرمون نسطوريوس واساتذته كما اوضح نيافة الحبر الجليل المتنيح المستنير الانبا غريغوريوس ان طومسون ليون نفسها ليست نسطورية لأنها تعتقد بالاقنوم الواحد والرب الواحد والمسيح الواحد والابن الواحد والوجه الواحد والشخص الواحد الحاوى للطبيعتين المتحدتين وكل ذلك يؤكد عدم وجود انفصال او اتصال او مصاحبة بين الطبيعتين واخيرا اختتم كلامى بان المغبوط كيرلس حرم فى الحروم الاثنى عشر من قال باقنومين او شخصين ولم يحرم من قال بطبيعتين . لفظ طبيعتين لايعنى شخصين يااخوة ارجو فهم ذلك وشكرا