اتحادُكَ بالجسد ثبَّتَ تجسُّدك إلى الأبد.
على الصليب سمَّرتَ محبتك.
قبل أنْ تتجسَّد كانت المحبةُ كلمةً.
كانت أفعالها محدودةً بالموتِ،
لكن أخذْتَ الذي لنا؛ لكي لا تبقى المحبةُ سجينةٌ.
علَّقت بيديك جَسَدَكَ؛ لكي بالمسامير تهزم الموتَ.
صارت المحبةُ قادرةً على أن تتخطى حاجزَ الموتِ.
صار الصليبُ، العبورَ (الفصح) الأبديَ.
عَبَرتَ الموتَ؛ لكي تمُد يديكَ لنا.
أيها الإله المتأنِّسُ، في موتكَ أنتَ إنسانٌ،
وفي موتكَ أنت إلهٌ حيٌ تجوز الموتَ؛
لكي تدفن معكَ في القبرِ نهايةَ الموتِ.
ومِن القبرِ تعلنُ فجرَ الخلقةِ الجديدةِ.
لقد مات آدم الثاني موتُ الخلاصِ يوم الصلبوت،
انبعث جديداً من القبر الجديد الذي لم يُدفن فيه أحد.
يوم الصلبوت شيَّد الناسوتُ،
هيكلاً خالداً حياً باللاهوت.
شمسُه غابت، وأشرق يومٌ جديدٌ،
لا تغيب فيه أنوارُ الحياةِ.
يوم الصلبوت صَلَبَ محبة الجسدِ.
تغلغل الصليبُ في الأحشاء والقلب.
صار سفينةَ الفكرِ الحي الجديدِ.
القيامةُ غرسها الصليبُ.
القيامةُ فتحت بابَ الحياةِ للمارقين.
أدانت الدينونةَ، وأحيَّت المائتين.
حتى سجناءُ الهاوية صاروا أحراراً.
نزل الحُرُّ ابن الله، فصارت ظلمتها نهاراً.
يوم الصلبوت، عَلَمُ المغفرةِ،
يرفرف على الأفئدةِ.
الفاهمون الجودَ يطلبون ذلك العَلَم.
تحت لواء المصلوب، ومعه موكب هزيمة الأحقاد،
لا كلامَ ولا حديث، فالصليبُ صمتُ المحبةِ.
شعاعها يُبدِّدُ كل محتويات أي خطاب.
مَن عَبَرَ من باب الموت وعاد إلينا حياً،
يحمل في طياتِ حياته براهين الخلود؟
4 تعليقات
استاذى العظيم الدكتور جورج حبيب اننى اعتقد ان الاعجوبة ليست هى قيامة يسوع بل هى موته ان القيامة لم تنشأ فى القبر ولكن القيامة كائنة منذ أول لحظة للتجسد . ان لحضور اللاهوت فى الجسد نتيجة تلقائية واحدة هى تحقق الصورة الانسانية القائمة من الموت وهذه الصورة مصاحبة لظهور أول خلية من عتيق يسوع فى رحم العذراء وهذه حقيقة لابد ان نقر بها مادمنا نقول بأن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين وما المسار البيولوجى ليسوع الذى بدأ من رحم العذراء الى لحظة دخول القبر الا المسار الخاص بصورة وجودنا نحن ولم تكن رحلة يسوع المحققة تاريخيا الا رحلة عتيقه الذى ظل مجرد حجاب يسترالصورة الانسانية القائمة من الموت بفضل الكلمة الحال فيها وما ان ان مات يسوع الا وقد تحقق خلع الرداء الحاجب للقيامة وبالتالى حان أوان اعلان القيامة للتاريخ فى فجر الاحد . ان موت يسوع هو موتنا نحن بل هو موت الكون كله وموت الكون هو العدم وهو ليس مجرد الانحلال الجزئى الدى يخلف اثارا للموت بل هو التلاشى الكامل لأى اثر للوجود . وعيه فاننا نقول انه ما أن اغلق القبر على يسوع الا وقد تم فيه موت الكون كله فانحدر عتيقه الى العدم الذى هو مصيره الطبيعى مثلما هو مصيرنا نحن . ان القول بان القيامة هى تغير العتيق الى كيان القيامة لهو خروج عن القاعدة الكتابية بأن الفساد ليرث عدم الفساد وان اللحم والدم لا يمكن ان يرثا ملكوت السموات بل والاكثر من ذللك هو ان هذا القول يجعل من موت يسوع موتا خاصا لاعلاقة له بموتنا نحن. ان الخطأ ينبع من افتراض ان القيامة مجرد حدث طارئ على جسد يسوع والكارثة المترتبة على ذللك هى نكران كامل لمفهوم التجسد الا اذا كنا نعتبر ان التجسد هو مجرد مفهوم نظرى وعليه فلا بأس من أن نعتقد بأن تزامن وتلازم التجسد والقيامة امر لا داع له! أرجو التعليق على هذا الطرح الشائك والصادم جدا. دمتم فى المسيح .
إلى الأخ ديفيد.
أن دم المسيح معروف قبل إنشاء العالم، لذا فإن تدبير الخلاص بالصليب لم يكن أبدا حدثا عرضيا، كما أن القيامة لم تكن حدثا عرضيا ولكنه حدثا إلهيا ضمن تدبير الخلاص، ولأن الطبيعة الإلهية لا تموت فقيامة رب المجد من بين الأموات حدث طبيعيا إلهيا ولكن أعطي بالنعمة لطبيعتنا المائتة فأصبحت القيامة هي الحدث الهام التي نرى من خلالها تجديدا لبشريتنا في صورة مجد المسيح القائم من الأموات وكذلك نرى فيها الرجاء، رجاء تجديد الصورة التي فسدت بالخطية وإنتصارنا على الموت بالنعمة المعطاة لنا في المسيح يسوع.
أما من جهة الموت، هو أيضا لم يكن حدثا عرضيا للإله المتجسد بل هو وسيلة حتى ينتصر الرب بالقيامة عليه.
أما قولك بأن بان القيامة هى تغير العتيق الى كيان القيامة لهو خروج عن القاعدة الكتابية
فكيف ذلك؟
لم نقل أبدا أن القيامة شيء طبيعي نرثه ولم نقل مطلقا أن القيامة من بين الأموات تعطى بعيدا عن النعمة، ولكن نقول دائما أن القيامة هي التجديد الذي نناله في المسيح وهي الحدث الهام في تاريخ البشرية منذ السقوط
ولكنك تعطي موت الرب أهمية كبيرة عن الموت ولكن في الحقيقة بدون الموت لا نعاين القيامة كما اننا لا ندرك الصباح قبل أن نمر بظلمة الليل، فكلا الحدثات هما وجهان لعملة واحدة هدفها تجديد الطبيعة الإنسانية التي فسدت وطبعا تجدي الطبيعة لا يتم بالموت فقط ولكن بالقيامة والتي أعطيت لنا كنعمة إلهية.
وكما أن الظلام هو عدم وجود النور، كذلك الموت هو عدم وجود القيامة.
الى الأخ سامى… يبدو أن كلماتى لم تصلك جيدا ومع ذلك أشكرك جدا على تعليقك وأرحب بالحوار معك ومع كل الأحباء رواد الموقع . الننقطة المحورية التى قصدت التأكيد عليها فى تعليقى هى أن قيامة يسوع من بين الأموات لم تكن معجزة مثل اقامة لعازر مثلا وبالتالى لم نكن القيامة حدثا تعسفيا اقتحم القبر ليقيم ميتا جاسما فيه كسائر الموتى الذين سبقوا يسوع ولكن قيامة يسوع من الموت هى ثمرة التجسد وهى التعبير العملى عنه وبالتالى فان هناك تزامنا تاما بين التجسد والقيامة بمعنى أنه منذ أول لحظة للحبل الالهى وفى أحشاء العذراء كانت تتوارى أول صورة انسانية قد انتصرت على الموت وهذه هى عينها تلك الصورة التى أظهرت للتاريخ وللعالم كله لأول مرة فى فجر الأحد بعد أن تم خلع العتيق على الصليب وبعد أن توارى فى القبر.القيامة ليست نظرية أو فكرا فلسفيا ولكنها الحياة الأبدية التى صارت واقعا بشريا بفضل حضور اللاهوت فى جسد يسوع وصارت واقعا للكنيسة كلها بفضل انتشارها افخارستيا من الرأس الرب يسوع التاريخى الى جميع الأعضاء المنتمين اليه.دمتم فى المسيح.
إلى الأخ دافيد…
نعم, لم تكن قيامة الرب يسوع من الأموات معجزة مثل إقامة لعازر أو غيره لأن قيامته كانت حاضرة فيه لكنها فقط منتظرة مشيئة الآب. وقيامته من صميم طبيعته فهي (قيامته) وإن كانت أزلية, لكنها كما تفضلت وقلت: (أنه منذ أول لحظة للحبل الإلهي وفى أحشاء العذراء كانت تتوارى أول صورة إنسانية قد انتصرت على الموت وهذه هي عينها تلك الصورة التي أظهرت للتاريخ وللعالم كله لأول مرة فى فجر الأحد).
وهذا ما أكده المتنيح أبونا متى المسكين في كتاب “القيامة والصعود” إذ كتب:
[فبالرغم من أنه كان قادراً أن يقوم من الأموات بقوته التي فيه التي لم تفارقه بموته, لأن من صميم طبيعة ابن الله أن يكون قائماً أبداً من الأزل وإلى الأبد, إلا أنه لم يقم من ذاته, بل جعل قوة القيامة التي فيه تحت خضوع الآب لكي يكمل طاعة ذبيحته حتى النهاية, لذلك لا يتبلبل فكرك حينما تسمع الكتاب يقول إن “الله أقامه” (رو 10 :9)؛ لأنه أقامه بالمشيئة؛ إذ لما اقتبل من الآب مشيئة القيامة, قام بقوة قيامته.] (صفحة 17).
كن والجميع معافين في المسيح.