من جهة تناولنا من جسد الرب، فنحن نأخذه كله، المسيح الواحد الرب الواحد الذي لا ينقسم. هذا سِرٌّ سمائيٌّ يدركه الذي تعلَّموا الأسرار وخفاياها من الشيوخ، وهؤلاء علَّمونا أن عمانوئيل إلهنا واحدٌ هو من بعد الاتحاد، وغير منقسمٍ إلى طبيعتين. هكذا نعرف أنه منذ حلول أقنوم الكلمة الابن الوحيد في أحشاء العذراء القديسة مريم، اتحد بغير افتراقٍ بالناسوت، فولدت الله الكلمة المتجسد، وهذا هو السبب الذي لأجله دُعِيَتْ والدة الإله الثيؤتوكوس.
ومذبحُ الكنيسة الواحدة الجامعة هو مذبحٌ واحدٌ مهما تعدَّد؛ لأنه كما أن المعمودية واحدة، هكذا المذبحُ واحدٌ. والذين يتممون المعمودية في كل أرجاء المسكونة، إنما يتممون معموديةً واحدةً بإيمانٍ واحدٍ وربٍّ واحدٍ. قوةٌ واحدةٌ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، ونعمةٌ ثابتةٌ لا تتغير مهما تغيَّر الزمان والمكان؛ لأنها معمودية الرب الواحد في جسده الواحد الكنيسة الجامعة. وهكذا صعيدةٌ واحدةٌ لربٍّ واحدٍ لا تتغير في زمانٍ أو مكانٍ.