السرد المجرد هو تأصيلٌ للجهل، وهو أكبر إساءة لدراسة التاريخ القديم؛ لأن غياب الوثائق يعطي من يسرد الجرأة على أن يقدم رؤى شخصية غير تاريخانية، وهو ما نراه في الحرب المعلَنَة على الباحثين، كما نراه أيضاً في تتابع سلسلة من الأخطاء التي صدرت عن المخيلة وحدها. وتجد الدليل على ذلك في قائمة الأخطاء التي نُسِبَت للأب سيرافيم البراموسي، فقائمة الأخطاء هذه وليدة الخيال، وليست إلا ثمرة من ثمرات الجهل بالتاريخ الكنسي. ولذلك تجد هؤلاء السَرَدة ضيوف وحيدون في برامج الحوار في الفضائيات القبطية، ومحاربون أشاوس على صفحات وموقع شبكة المعلومات الدولية، ولكن للأسف تفتقر عباراتهم الرنانة إلى الحد الأدنى من الأمانة التي يُفترض أنها من قوى الشهادة، لذلك تجد أن تصدُّرهم لشاشات الفضائيات يزدحم بالعام من الاتهامات التي يعوزها الدليل، أما أن تجد لهم انتاجاً مكتوباً يُسهم في إذكاء الحوار الجاد، فهيات هيهات؛ فهم لا يبرعون إلا في حشد الجماهير وبث الكراهية والتكفير.
ماذا بعد هذه الحرب المُعلنة على التاريخ والعقيدة، ولمصلحة مَن تدور رحى هذه الحرب؟ (1)
التعليقات
مواضيع ذات صلة
Related Posts
- محكمة التاريخ ...
يقدم موقع الدراسات القبطية والأرثوذكسية لك عزيزي القارئ هذا الملف الذي يحتوي على بعض الرسائل…
- موت المسيح على الصليب
كتِبت هذه الدراسة لكل من يفضلون الشهادة الحسنة على الصمت، وإلى كل ُأسقف وقس وعلماني…
- حول الصلاة على المنتقلين
أكتب هذه السطور بحزنٍ ووجع أولاً على ما يحيط بالحادثة الأخيرة من حزن. وثانياً على…
تعليق واحد
سلام المسيح
اعتذر لحضرتك يا دكتور جورج وابونا الاب متى المسكين
لانى كنت مغيبا يوما ما وصدقت ما يقال فى الحرب ضدكما واخرين
برجاء قبول اعتذارى
صلواتك لاجلى