” لأنه لاق بذاك الذي من أجله الكل، وبه الكل وهو آتٍ بأبناء كثيرين إلى المجد أن يكمَّل رئيس خلاصهم بالآلام” (عب 2: 10). السيد المسيح له المجد هو سبب وجود الحياة الجديدة في الإنسان، وهو الوسيلة وهو الغاية أيضاً. المسيح هو الوسيلة للمسيح؛ لأن المسيح هو سبب وأساس وجودنا في شركة مع الله الآب. ولأن الطبيعة الإنسانية في المسيح كانت تمر بمرحلة التكوين الجديد، كانت تولد من جديد فيه، لذا لاق بالسيد المسيح له المجد باعتباره رئيس كهنتا العظيم أن يكمَّل بالآلام؛ لأن الحياة هي ما كان ينقصنا، ولذلك كان عليه أن يخوض مخاض الموت ناقضاً أوجاعه حتى يحقق لنا الحياة فيه باعتباره الكاهن والذبيحة، المقرِّب والمقرَّب. . في أربع محاضرات، ومن خلال الرسالة إلى العبرانيين يتناول الدكتور جورج حبيب بباوي كهنوت المسيح، ذلك الموضوع المفصلي في التعليم والحياة المسيحية.
كهنوت المسيح طبقاً للرسالة إلى العبرانيين (الجزء الثاني)
التعليقات
مواضيع ذات صلة
Related Posts
- كهنوت المسيح طبقاً للرسالة إلى العبرانيين (الجزء الأول)
" لأنه لاق بذاك الذي من أجله الكل، وبه الكل وهو آتٍ بأبناء كثيرين إلى…
- نزول المسيح إلى الجحيم
يظهر نزول المسيح إلى الجحيم كتحوُّلٍ في الكون نفسه، ذلك الذي كان فيه مكاناً أو…
- السبت العظيم: أو نزول المسيح إلى الجحيم
جديرٌ بنا أن تكون لنا وقفة تجاه ما وصلنا من كتابات تقوية في مدونات عربية؛…
2 تعليقان
سلام المسيح دكتور جورج
أود شكرك من صميم القلب لكل ما تقدمه, وربنا يباركك أكثر وأكثر
لقد تطرقت لموضوع مهم في محاضرتك وهو أنه من الخطأ القول أن شفاعة العذراء و القديسين هي شفاعة توسلية وليست كفارية كما شفاعة المسيح, اذ أن الآباء لم يرد عنهم أي تفسير لما يسمى اليوم الشفاعة التوسلية, فيا ريت لو توضح ما هو المقصود في شفاعة العذراء والقديسين بما شرحه الآباء, ويا ريت أفهم ما المقصود بــ أيتها الفائق قدسها والدة الإله خلصينا, اذ انها ليست شفاعة توسلية كما تقول و التي نردّدها نحن الروم في قداس فم الذهب.
سامحني على الإطالة وربنا يسوع يعطيك أكثر وكثر
سلام ونعمة
…………………
تقسيم الشفاعة إلي توسلية و كفارية هو تقسيم جاء لمواجهة الفكر البروتستانتي الذي رفض شفاعة القديسين باعتبار الرب يسوع المسيح له المجد هو الشفيع لدي الآب بدم الصليب الغافر.و هو شيء ربما يغيب عن فكر الآباء _اقصد التقسيم_ فالآباء لم يميلوا إلي التقسيم و الثنائية التي ظهرت في العصر الوسيط نتيجة اتباع المنهج العقلي الفلسفي في شرح العقيدة و اللاهوت .و لكن كما اوضح دكتور جورج أن حتي الشفاعة التوسلية ليست تذللية بل هي شفاعة (دالة المحب لدي حبيبه)
و اعتقد أن المقصود بــ “أيتها الفائق قدسها والدة الإله خلصينا “تشرحه قطعة
الساعة السادسة في الأجبية القبطية حيث نصلي قائلين:
“إذ ليس لنا دالة ولا حجة ولا معذرة من أجل كثرة خطايانا، فنحن بك نتوسل إلى الذي ولد منك يا والدة الإله العذراء. لأن كثيرة هي شفاعتك، قوية ومقبولة عند مخلصنا. أيتها الأم الطاهرة، لا ترفضني الخطاة من شفاعتك عند الذي ولد منك، لأنه رحوم وقادر على خلاصنا، لأنه تألم من أجلنا لكي ينقذنا، فلتدركنا رأفتك سريعا لأننا قد تمسكنَّا جدا. أعنا يا الله مخلصنا من أجل مجد اسمك. يا رب نجنا واغفر لنا خطايانا، من أجل اسمك القدوس.”
و كما قلت سابقا ليس هو التذلل و إنما الدالة التي يطلب فيها اعضاء جسد المسيح من أجل بعضهم البعض باعتبارهم عجينة واحدة في جسد المسيح السري.و ليست العذراء هي من تخلصنا بل هو الأبن المتجسد منها و لكن دالتها عنده هي قوية جدا فإن كان الآب ابونا فالعذراء حتما أمنا.
تحياتي….