عندما صدر كتاب الأب القمص متى المسكين “مع المسيح في آلامه وموته وقيامته” كنت لا أزال طالباً في القسم النهاري بالكلية الإكليريكية بالقاهرة. وقد صدر هذا الكتاب بعد تجريد الأب متى المسكين من الكهنوت. وهو تجريد خاص بالكنيسة، ثم جرد من الرهبنة، وهي ملكية خاصة بالراهب. وإن كان يجوز تجريد شخص ما من الكهنوت، إلا أن إنساناً ما لا يملك أن يجرد من ترك العالم، بقرار إرادي خاص، من رهبنته. ولا يمكن لأي قوة أو قدرة إنسانية أن تمتد لمحبة المسيح التي سكنت قلبه. ولا يملك أن يجرد الراهب من رهبنته إلا الله وحده…
كان الكاتب هو أول باكورة لفهم موت الرب المحيي. وطالما تعجبت من تقوى كنيستنا الأرثوذكسية المصرية، وهي – في اختيار دقيق – تصف الصليب بأنه: الصليب المكرم، وتصف موت الرب يسوع بأنه: الموت المحيي … ومهما بلغت روعة إيقاع موسيقى وألحان الأسبوع العظيم، فإنها تقصر عن روعة وجمال كلمات تسبحة السواعي: “لك القوة والمجد والبركة والعزة … عمانوئيل الهنا ومخلصنا..”.
فالقوة لمن عُلق على الصليب،
والمجد لمن صُلب بين لصين،
والبركة لمن حمل لعنة الناموس لكي يبيد هذه اللعنة ويعيدها الى الموت،
والعزة عزة الإله الفادي والرب.
تنزيل الملف
With_Christ_in_his_suffering.pdf