الثالوث هو الحياة الكاملة لله. هو الأصل والاستعلان والعطاء. الآب هو الأصل، والابن هو الاستعلان، والروح هو العطية. كيانٌ كاملٌ صالحٌ لا يستأثر لنفسه بصلاحه ولا يستحوذ عليه، بل يمنحه للخليقة، ولتاج الخليقة وربها، أي الانسان حسب (مزمور 8). لا نقص فيه؛ لأن الأصل الفائق غير المستعلن، هو الآب، ويبدو الكمال في أن غير المستعلن يعطي ذاته في الاستعلان. والاستعلان كيانٌ أو أقنوم. استُعلن الابن لكي يعطي، فتنال الانسانية منه نعمة البنوة. البنوة هي كيان الابن، وهي للإنسانية نعمةٌ؛ لأن ما هو كائنٌ في اللاهوت، لا كيان آخر له خارج الحياة الالهية، والنعمة هي العطاء الإلهي الذي تدخل به الخلقة التي جاءت “من لا شيء” إلى الوجود. هذه الخلقة التي وجودها منحةٌ وهبةٌ، وهو ما وصفه القديس أثناسيوس الرسولي بأنه النعمة الأولى التي أُضيفت إليها النعمة الثانية، أي نعمة الوجود، التي أُضيف إليها نعمة الصورة، حيث يقول: “الله صالح، بل هو بالحري مصدر الصلاح … تحنن على جنس البشر … وأعطاه نعمة إضافية، فلم يكتف بخلق البشر مثل باقي الكائنات … بل خلقهم على صورته”.
تنزيل الملف
Brief_Dialogue_on_the_Trinity.pdf