ليست الهرطقةُ خطأٌ في التعبير أو في استخدام الكلمات بشكل غير واضح. ولم تكن الهرطقة في يوم من الأيام تعبيراً لغوياً، وإنما الهرطقةُ مدرسةٌ فكريةٌ تفسرُ العقيدةَ بشكل خاطئ، مما يؤثر في العقائد الأخرى.
والذين حاولوا تصوير الأريوسية على أنها رفض لكلمة “المساوي، أو الواحد مع الآب في الجوهر”، لم يقرأوا التاريخ الكنسي بدقة، ولم يعرفوا أن تعبير الواحد، أو المساوي للآب في الجوهر، هو أحد المراحل المتأخرة في الصراع اللاهوتي الذي تبلور في المجمع المسكوني الأول 325م.
كما أن أريوس ينكر صراحةً إلوهية الابن، وقال إنه قابل للتغيير، وإنه أقل من الآب، ومخلوق، ومن طبيعة غير طبيعة الآب، وقد جرت مناقشة أريوس في أكثر من مجمع في الإسكندرية، ولم يُحكم عليه إلا بعد أن قال صراحةً بأنه “كان هناك زمنٌ لم يكن فيه الابن موجوداً”، وهي عبارة تعني كلمة واحدة، وهي أن الابن مخلوقٌ.
تنزيل الملف
Distinguishing_between_doctrine_heresy_and_opinion.pdf