يقول الأب صفرونيوس: “القيامةُ هي البقاء الأبدي، وهذا ليس قانوناً تفرضه طبيعةٌ ما، بل هبة الله في المسيح، وهو البقاء الحر بالشركة في الله أي في أقانيم الثالوث. وتبقى القيامة هبة أبدية لأنها:
أولاً: عطاءُ شخصٍ، أي أقنوم المسيح لعطية الحياة، أي عطاءٌ حرٌ نابعٌ من المحبة.
ثانياً: بالقيامة ساد الأقنوم على الطبيعة، أي سادت الحياة على الموت. وبذلك ساد المسيح على الطبيعة المستعبَدة للموت والانحلال. وبسيادة الأقنوم على الطبيعة، صارت صورة الخلود الحقيقي هي الشركة في أقنوم الابن، أمَّا صورة خلود الأشرار فهي سيادة الطبيعة، أي عدم الموت على الشخص، حيث تتحقق كلمات الإنجيل: “الدود الذي لا يموت والنار التي لا تطفأ”، أي سيادةُ خلودٍ على طبيعةٍ فاسدةٍ حيث يخضع الأشرار للطبيعة ليس عن اختيار، ولا تقوى فيه إرادة الأشرار على تغيير الطبيعة بسبب عدم اشتراكها في أقانيم اللاهوت.” (مئوية قيامة الإنسان والكون في المسيح يسوع: 51).
يسر أسرة موقع الدراسات القبطية والأرثوذكسية أن تهنئكم بعيد القيامة المجيد راجين لكم حياة قائمة في المسيح يسوع غالبين كل ألم وموت، سائلين الابن القائم من الموت أن يحفظ بلدنا مصر، وكنيستنا من كل سوء وأن يرفع عن العالم الحروب والجلاء والفناء ويأمر بالسلام والسلامة لكل أحد، وأن يمنح أُم الشهداء الهدوء والطمأنينة في كل موضع بصلوات أبينا قداسة البابا الطوباوي الأنبا تواضروس الثاني. كل عام وأنتم بخير.
أسرة موقع الدراسات القبطية والأرثوذكسية