سلام ربنا يسوع يعطي لك الفرح الأبدي، ويعيدك إلى إنسانيتك.
عندما نحكم على كنيسة يشهد لها 20 قرناً من التاريخ، نفقد إنسانيتنا، ونصبح آلهةً نجلس على عرش الدينونة مع الثالوث القدوس.
عندما تصدر حكماً بأن الروح القدس غير موجود في الكنيسة الأرثوذكسية، أرجو أن تكون على وعي بأنك عندئذٍ تصدر حكماً ضد روح الله الذي يملأ السماء والأرض والكائن في كل مكان وزمان.
هذا مخيف حقاً يا صديقي.
أن تفصل التعليم عن الطقوس، فهذا يشبه من يفصل الرأس/التعليم عن الجسد/الطقس. وأنا لا أختلف معك في أن طقوس الكنيسة تحتاج إلى من يشرحها لاهوتياً دون أن يسقط في بالوعة الرموز.
تأمل مثلاً، الدوران حول المذبح، هو تعليم لاهوتي أصيل بأن المذابح موجودة في كل مكان، حيث يجتمع المؤمنون عند مذبحٍ منظور من الحجر أو الخشب لكي يعود إلى وعي هؤلاء أنهم ذبائح روحية (رو 12: 1)، ولذلك، فإن الصلوات التي تقدَّم مع البخور حول المذبح هي صلاة تكريس تسمى الأواشي، تعبِّر عن ارتفاع القلب والروح إلى مستوى ذبح الإرادة لنكون رائحة المسيح الذكية وعطر الحياة غير الفانية (القمص مينا المتوحد)؛ لذلك يدور خادم السرائر مع الشماس حول المذبح، وهذا معناه اللاهوتي أن الكنيسة كلها مذبح واحد روحي، مركزه المذبح الذي تقدَّم عليه ذبيحة الرب يسوع؛ لأن الجسد الذي يُبذل، والدم الذي يُسفك هو الدم الذي عبر بنا إلى الخلود لكي يجعلنا ذبائح روحية حية شاهدة.
هذا يختلف تماماً عن تعليم العصر الوسيط الذي لم تتجاوزه الكنيسة الإنجيلية المصرية ولو قيد أُنملة؛ لأن دم المسيح -طبقاً لهذا التعليم- الذي دفعه على عود الصليب ثمناً لخطايا البشر إرضاءً للعدل الإلهي، دُفِعَ للآب، ولذلك فهو لا يُعطى في كأس الشكر. ولذلك يصعب على المنتمين لهذا التعليم أن يفهموا أن الشرح اللاهوتي لما يسمى طقس الدوران حول المذبح -والاسم الصحيح هو ترتيب وليس طقس- هو انتقال وعي المصلِّين إلى معاينة سر المسيح، الذي يجمع حوله أعضاء جسده.
بالطبع، الذين لم يستلموا الشرح اللاهوتي، سقطوا في الجمود الذي تفرضه الرموز.
أرجو ألَّا يكون مستوى أداء حياتك وسيرتك وعباراتك وأفكارك هي المرجعية التي تجعلك تصف الأرثوذكس بالجفاف. وأنا ضد العموميات؛ لأن العموميات من صنع الشيطان، هي غياب الإفراز، أي عدم التدقيق، وفي ضوء ذلك دعني أسألك: ما هو الجفاف؟
أرجو أن يغمر الصلاح الإلهي قلبك المشتعل، بمحبة تسمح لك بأن تحب حتى عدوك (إن كان أرثوذكسياً).
لا تحكم على أحد يا أخي المحبوب. وأرجو أن ترى أنني وقد بلغت 75 عاماً صرت من الشيوخ، أصبحت أخاف من أي حكم على أي إنسان؛ لأن الحكم هو (إسقاط) صورتي على الآخر، وهو في النهاية تعبير عن تحجر الذات. “مع المسيح صُلبت” ولا حكم إلَّا على التعليم.
مع محبتي لشخصك في الرب معلم المحبة.
دكتور
جورج حبيب بباوي
4 تعليقات
رد غريب منك يا دكتور جورج
غريب فى عمقه و فى روحانيته هو من نوعيه تلك الردود التى لا تجعل الانسان يتاهب للرد المقابل بقدر ما تجعله يصمت و يتامل داخل نفسه عن حقيقته و طبيعه افكار قلبه
و لا اعلم لماذا ذكرنى ردك بقول الاله الحى
الريح تهب حيث تشاء و لكن لا نعلم من اين تجئ و الى اين تذهب
كل ما اعلمه انها اول ما تذكرت حين قرات ردك
وللتوضيح اقصد انك فى دفاعك عن الكنيسه وجهت الفكر الى اختبار دوافع الانسان من النقض و ادخلته الانسان فى مواجهة ذاته امام الله لاختبار حتى النقض بصفه عامه
و اعطيت مثلا رائعا من ذلك الطقس
فردك على المستوى الشخصى كاف اما لمن يريدون ان يكونوا الهه و يصححوا لله نقصات كنيسته و يبنون مجد هيكل و سليمان الحجرى وهم لا يعلمون خطة وعلم الله الشامله لخليقته مثلى قبل قراءة ردك و التمعن فيه فلن يجدوا الرد
انهاا رسالة تهديد مع توبيخ ليست اكثر
السيد المحترم دكتور جورج بباوى اشكرك على كل ما تكتب فهم ثلاثة كلما اقراء لهم يحركون داخلى افكار واطروحات مفيدة ومنمية كالسماد للنبات الاول ابونا متى المسكين وشخصكم المحترم وابونا تادروس ملطى فى شروحات الاباء.ليتك تكثر من هذه الشروحات لطقس وعقيدة كنيستنا العتيدة.