نرى ذلك في الخداع الذي قدَّمه المذهب الإنجيلي، والذي يتمثل في الحديث الدائم عن “تعليم كتابي”؛ لأن الكتاب المقدس وحده هو أصل وجذر حركة الإصلاح. وللأسف يدخل كثيرٌ من الأرثوذكس هذا الفخ بعيون مفتوحة بدعوى العودة إلى الأصل، في حين أن الأصل تاريخيًّا هو أن الكنيسة، تجد أصلها في يسوع المسيح جسده الواحد، وليس في الكتاب المقدس. ليس لأن الكنيسة وُجدت قبل الأسفار، وبالذات العهد الجديد، بل لأن الكنيسة أسَّسها الربُّ نفسه على ما هو معلَنٌ في كيانه الإلهي المتجسد، ولذلك دٌعيت “جسد المسيح الواحد”.
أما عندما انتشرت دعوة الخلاص بقبول الرب يسوع -بعيدًا عن أسرار الكنيسة- وأُطلِقَ على هذا “الميلاد الجديد”، أصبح الإنسان هو الذي يلد ذاته بالإيمان، وليس الله هو الذي يلدنا في المعمودية.