التَّاءُ الكبرى -3

باسمكَ نطقتُ

وبكَ انتقلتُ

من آدم إلى وجودٍ

هو أنتَ

***

صارت “أنتَ” أحبُّ إليَّ من “أنا”

فـ “أنتَ” كلما سمعتها

صارت همسة القلبِ

بـ “أنتَ” همستُ

***

أمر على كنائسنا

أماكن اللقاء بنا

وفي كل كنيسةٍ

بك التقيتُ

***

أصافحُ أيقونات آبائنا

وبسمة اللقاء على وجوههم

وأنت جمعت الأحباء حولكَ

وبنعمتكَ بكَ اجتمعتُ

***

شوعٌ لا تزال مضيئةً

أخرى ذابت وانطفت

مثل حياتنا

بمحبتكَ اشتعلتُ

***

كفرتُ بكل ما أعرف

عندما أشرقتُ بنوركَ

استراحت نفسي

بمحبتكَ توهجَّتُ

***

لم أعد أسأل من أنتَ

لأن “الأنا” وجدت مستقرها في “أنت”

وجودي بكَ ليس فكرةً

وكل فكرٍ غيركَ أنكرتُ

***

لأنك طلبتني

من قيودٍ خلَّصتني

ومن أوهامٍ أنقذتني

أنا لست أنا، بل أنت

***

عندما عرفتُ أنك التاء الكبرى

تجسَّدتَ وصرتَ مثلي

حدد الناسوت وجودك الإلهي

من بوابات التاريخ عبرتَ

***

لأقف أمام محبتك

قيَّدتكَ فصرتَ تبكي

تجوع وتعطش مثلنا

وتموتُ لكي فيكَ أموتُ

***

وقمتَ فلم تترك الناسوت

بل تعطيه لنا في كل قدَّاسٍ

وبلا شروطٍ تعطي

وبدعوتكَ أقدمتُ

دكتور

جورج حبيب بباوي

التعليقات

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة