عندما ننظر إلى التراث المسيحي، فإننا لا نستطيع ان نتجاهل أثر الثقافات في تكوين ملفات صعبة، وهي الأفكار التي خلقت اللاهوت الأرثوذكسي الذي يُعاد اكتشافه من آنٍ إلى آخر. فهو مرتبط بالثقافات اليونانية والسريانية والآرامية، ثم العربية. فثقافة الإسكندرية التي نشأت في دلتا وادي النيل وفي صعيد مصر تمثل أرقي ما يمكن أن نصل إليه في الفكر الإنساني. وكان الإنسان هو محور هذه الثقافة، الإنسان الذي من أجله جاء المسيح، وتجسَّد لكي يعيد للإنسان كرامته المفقودة ويحذِّره مما اصطُلِحَ عليه باسم “الخطية”، وهذا ليس إقلالًا من موضوع الخطية، وإنما تأكيدٌ على أن الإنسان يسمو فوق كل التحديدات التي تأتي بها الفلسفة، والتي تغوص في عمق النظم العقائدية التي وضعت منذ عصر أوريجينوس وتطورت علي يد القديس أثناسيوس والقديس كيرلس إلى أن وصلت خاتمتها في القرن الخامس على وجه التحديد.
نظرة إلى مستقبل معرفتنا بالتراث (2)
التعليقات
مواضيع ذات صلة
Related Posts
- نظرة إلى مستقبل معرفتنا بالتراث
أتابع بكل فرح الأبحاث التي يكتبها الأخوة الذين تخصصوا في مجالات الآباء والكتاب المقدس وأشعر…
- إلى شهداء قواتنا المسلحة
يا شهيد يا حُر يا عين مصر يا حامي الديار ضحيت بعمرك لأجل أهلك ***…
- نزول المسيح إلى الجحيم
يظهر نزول المسيح إلى الجحيم كتحوُّلٍ في الكون نفسه، ذلك الذي كان فيه مكاناً أو…