لا نستطيع أن ندرس العقيدة ككل ما لم ندرس موضوع الإنسان. ولكن يلزمنا قبل أن ندرس موضوع الإنسان كصورة الله ومثاله، أن نميز بين الكتاب المقدس والفلسفة اليونانية التي تقوم على التمييز والفصل بين النفس والروح والجسد، وما استقر في الفكر الوثني القديم القائم على الثنائية بين الروح والجسد، وهي الثنائية التي ظهرت بشكل واضح في هرطقات المانوية والغنوسية.
الإنسان في الكتاب المقدس مختلف تماماً عن الفلسفة اليونانية، سواء الأفلاطونية أو الأفلاطونية المحدثة، فهو لم يُخلق روحاً أولاً ثم حُبس في الجسد بعد ذلك، فقصة الخلق لا تبدأ بخلق الروح، بل بخلق الإنسان الذي يظهر مخلوقاً روحياً جسدياً، أو حسب التعبير الشائع في كتب اللاهوت المعاصرة، بل وكتابات آباء الكنيسة هو؛ Psycho-Physiological organism أي نفسجسدي.
تنزيل الملف
Man_is_the_image_and_likeness_of_God.pdf