لم أشهد هجوماً على هذا السر من داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كما شهدته في زمان الأنبا شنودة الثالث، فهو الذي بدأ وسار معه بعض الإكليروس في ذات الطريق، وعلَّموا بما علَّم هو به: “إننا نأكل الناسوت فقط”، وحُجته في ذلك أن اللاهوت لا يؤكل!! وهي حُجة تجوز على السذج؛ لأن الرب لم يفصل بين اللاهوت والناسوت، فقد أشار إلى حقيقة عطاء جسده ودمه في يوم الاحتفال بالفصح، حيث يتذكر اليهود نزول المن والسلوى وقال لهم: “أنا هو خبز الحياة، من يُقبل إليَّ لا يجوع ومن يؤمن بي لا يعطش” (يوحنا 6: 35)، وأن هدف الأكل هو “الحياة الأبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير” (6: 40). وعند السؤال كيف يعطينا هذا جسده عاد الرب مرة ثانية لكي يؤكد: “إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان (الناسوت) وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم”، فهل كان يقصد الناسوت فقط -حسب ادعاء الأنبا شنودة ونسطور من قبله؟ بكل تأكيد لا؛ لأن العبارة التالية: “من يأكل جسدي ويشرب دمي، فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير” (6: 54)، ولذلك حتماً يجب أن يكون جسد المسيح أبدي أي إلهي.
الارتداد عن المسيحية الأرثوذكسية – 6
التعليقات
مواضيع ذات صلة
Related Posts
- الارتداد عن المسيحية الأرثوذكسية
يشي التعليم السائد في الكنيسة القبطية في الربع الأخير من القرن العشرين وما تلاه من…
- الارتداد عن المسيحية الأرثوذكسية - 1
أولاً: لا يجب أن ندخل في حوار مع الهواة المأجورين بمعرفة الأنبا بيشوي، بل مع…
- الارتداد عن المسيحية الأرثوذكسية - 2
هنا مفترق الطرق: أولاً إما أن نبقى بالجسد الطبيعي الذي يتغذى على ثمار الأرض والماء…