يدور خادم السرائر بالبخور مقدِّماً البخور للرب يسوع، ولوالدة الإله، وليوحنا المعمدان، وشفيع الكنيسة، وكل الذين نراهم في الأيقونات، وللشعب كله .. هؤلاء هم معنا يشتركون في خدمتنا، ويطلبون من الرب معنا، طلبةً لكي ننال معهم ذات المجد.
لكن جاء تعليم العصر الوسيط بما يسمى الكنيسة المنتصرة والكنيسة المجاهدة، وصنع بذلك كنيستين، وبذلك فَصَلَ وهَدَمَ وحدة الجسد الواحد. من هذا الفصل جاء الاستبداد بالرأي ومطاردة الذين اختلفوا مع الرئاسة وصدرت قرارات الحرمان، ونمت حملات الكراهية؛ لأن البُعد السمائي غاب كما غاب أيضاً أن الكنيسة هي جسد المسيح، وغاب أيضاً أن الإفخارستيا هي التي تجعلنا جسد المسيح، إذ حُسِبَت الكنيسة الجسد الثالث الذي لا نعرف من أين جاء، حسب ادعاء الأنبا شنودة بوجود ثلاثة أجساد، وهو لم يشرح لنا العلاقة بين هذه الأجساد الثلاثة.
هذه الرِّدة هي التي حوَّلت الكنيسة إلى مؤسسة، جعلت أيَّ نقدٍ لأيٍّ من الإكليروس هو نقد للكنيسة، فقد تم اختزال الكنيسة في الإكليروس المعاصر، وبالتالي انفصل الواقع المعاصر عن الأساس التاريخي.