الحوار اللاهوتي الكنسي يستند ليس إلى التاريخ وحده أو الأسفار وحدها أو كتابات الآباء وحدها، بل أيضاً يستند إلى حياة القديسين. فالحياة شهادة دُوِّنت في الكتب، ولكنها أيضاً تطالعنا في الوجود الحي، في الأيقونات، وفي سلوك القديسين، وفي التمسك بالحق “حتى النفس الأخير”.
يبحث الحوار اللاهوتي عن الإنسان – عن حريته – عن مصيره الأبدي – عن وجوده ككائن حي، لا عن الانتماء ولا عن مكانة الإنسان في شيعة، بل عن الإنسان كعضو في الجماعة الأعظم من كل الشيع، التي نالت مكانةً مجيدةً، وهي أنها صارت “جسد المسيح الواحد”، فصارت الجماعة تنتمي إلى المتجسد لا بالكلمات، بل بذات الحياة الإنسانية الواحدة التي أخذها ابن الله.