الكنيسة -في واقعها التاريخي- تعزية ومأساة معا. يهتدي بها الناس ويتوبون ويفرحون وتنمو شخصيتهم وتتأسس تشع وتبقى أحيانا كثيرة إلى جيل فجيل. وهي مكان السرقات والقتل على أعلى مستوى وألوف من الرهبان والأساقفة خلال ألفي عام كانوا أساتذة في الكيد والحقد، مسوخ لا بعدهم مسوخ، قهارون للفقراء، أقزام عند الأغنياء، قابعون في هذا الدهر، أرباب في السياسة، هازئون باللاهوت، منكرون لفاعلية الإيمان، مزدرون بالمقدسات. هذه القاذورات مرمية في كنيسة واحدة مع ضياء الأبرار.
يقول السيد: “إياكم والأنبياء الكذبة” (متى 7: 15). وهو لا يقصد بهم ناسا سيظهرون من خارج الكنيسة المسيحية. ان هؤلاء سيقولون للمعلم الإلهي: “يارب، يارب، اما باسمك تنبأنا؟ وباسمك طردنا الشياطين؟ وباسمك اتينا بالمعجزات الكثيرة؟” اسم يسوع على شفاههم. اليهم يقول: “اليكم عني ايها الأثمة”.
ان المخلص لما تنبأ عن رجاسة الخراب التي تكلم عنها دانيال حالة في الهيكل لم يشر حصرا الى الأيام الأخيرة. ورجاسة الخراب هذه تدل على الشيطان او على المسيح الدجال. قلت لا تنحصر في انقضاء الأزمنة. انها مفهوم أخيري أو انقضائي بالمعنى الذي يعرفه اللاهوت وهو ان الأزمنة الأخيرية نستبقها نحن اليوم. فكل زمانِ هو الأخير.
فكما اننا نذوق المجيء الثاني في سر الشكر – وكذا نقول في القداس الإلهي – اي كما ان الإفخارستيا هي النهار الذي لا يعروه مساء بمعنى انها هي اليوم الأخير كذلك شر الأزمنة الأخيرة حاصل اليوم والدجل صائر اليوم والإبليسية هي اليوم. كل هذا حسب القاعدة اللاهوتية ان الآن الذي نحن فيه يحمل في طياته الماضي ويحمل المستقبل. الجحيم هي اليوم بمعنى دخولنا فيها وقبولنا لشرورها.
وان هذه القراءة للنصوص الإنجيلية تتأكد من قول الرسول: “والروح يقول صريحا ان بعضهم يرتدون عن الإيمان في الأزمنة الأخيرة… ينهون عن الزواج وعن أطعمة خلقها الله ويشكر عليها الذين آمنوا فعرفوا الحق” (1تيموثاوس 4: 1-3). والواضح ان بولس يتكلم عن عصره وعن انحرافات في عصره وتقول انها قائمة في الأزمنة الأخيرة. ولا أحد ينهي الناس عن ضلالات تأتي في الحقبات الآتية من الزمان.
ان المعلمين الكذبة الذين يتحدث عنهم رسول الأمم في هذه الرسالة يعملون في داخل الكنيسة ولعلهم كانوا من المسيحيين المتهودين. والذين حرموا بعض الأطعمة كانوا ينتمون الى ما نسميه العرفان او الثنائية الغنوصية. ولكن ما يهمنا في هذه العجالة ان هذه البدع كان يواكبها دائما انحطاط اخلاقي.
ويبلغ فكر بولس ذروته في هذا الموضوع في اولى رسائله عندما يتكلم عن اقتراب يوم الرب فيقول: “لا بد قبل ذلك ان يكون ارتداد عن الإيمان، وان يظهر رجل الإلحاد، ابن الهلاك، الذي يقاوم ويناصب كل ما يحمل اسم الله او ما كان معبودا، حتى انه يجلس في هيكل الله ويعلن نفسه إلها” (اتسالونيكي 2: 3و4).
ربما كان بولس يشير الى كون المسيح الدجال هذا كان مزمعا ان يجلس في هيكل اورشليم الذي لم يكن قد سقط عند كتابة الرسالة. ولكنه كان يتكلم في كل حال عن اشخاص او وقائع لم تكن خافية عن مراسليه لأننا لا نزال قائمين على هذه القاعدة ان التنبؤ ليس حديثا حصريا في المستقبلات ولكنه حديث عن الحاضر الذي يتكرر ويحمل في طياته موضوعا مستقبليا.
ان آنية الأزمنة الأخيرة عناها الرسول لما قال: “واعلم انه ستأتي في الأيام الأخيرة ازمنة عسيرة يكون الناس فيها محبين لأنفسهم وللمال، صلفين متكبرين شتامين… لا ودَّ لهم ولا وفاء، نمّامين مُفرطين شرسين أعداء الصّلاح…” (2تيموثاوس 3 :1 الخ). اجل كان هؤلاء في عصر بولس. انها ليست رذائل مختصة بالزمان الأخير.
لم يكن بولس يعتقد ان المسيحيين الذين بشرهم باتوا جميعا كاملين. وقد ذكر بعض الخاطئين هنا وثمة بالاسم. وهو ينتظر ان يكون في بيت كبير آنية من ذهب وفضة وآنية من خزف وخشب واذا اخذنا المثل الإنجيلي ان ينمو في حقل واحد الزؤان والحنطة حتى تحصدهما الملائكة في اليوم الأخير.
ازاء هذا التعايش بين الصالحين والطالحين في كنيسة واحدة تنبهت الكنيسة الاولى منذ نشأتها ان تقصي الهراطقة عن الجماعة. غير ان انتباهها الى خطر الخطأة الكبار في القرن الرابع جعلها تقصي من عضويتها الذين وقعوا ليس فقط في الوثنية من جديد ولكن الزناة والقتلة ايضا حتى أقامت نظام المصالحة بعد فرض تأديبات على كل فئة تترجم بإقصائها فترات طويلة عن الشركة اي عن المناولة. هذا الحرم وهذا القبول هو ما سميناه سر التوبة وكان الاعتراف يُمارس جهارا. ثم أُلغي الاعتراف العلني وبقي الخطأة في الكنيسة جميعا. وسقط في الواقع الحرم على من تعدى الوصايا وعوض عنه بالاعتراف السري واكتُفي بحرم من خالف علانية الإيمان الارثوذكسي.
الشيء الوحيد الذي بقي من هذا الانضباط الكبير هو ان الاكليريكيين وحدهم كانوا -اذا ارتكبوا المعاصي الكبيرة- يفصلون عن الخدمة الإلهية. وقد ذكرت القوانين القديمة الخطايا التي تستوجب إبعاد الإكليريكي عن وظيفته. ولكن القوانين تقول صراحة ان الاكليريكي اذا ارتكب كل الفظائع لا تجوز فيه عقوبتان بمعنى انه يسوغ قطعه من الكهنوت ولا يسوغ حرمه من عضوية الكنيسة الا عند الانحراف العقائدي.
أجل يُمارَس هنا وهناك في الكنائس الأرثوذكسية تأديب الكهنة اذا خالفوا لأنهم ضعاف وليس من يحميهم. ومن الكراسي ما ليس جديا في معاقبة من انشق عن الكنيسة وتاليا يكون قد اسس كنيسة مستقلة ويكون قد مزق ثوب المسيح غير المخيط وهي معصية بنظر الذهبي الفم لا تضاهيها معصية. والله وحده يعرف الذين هم له ويعرف الصادقين.
على هذا المنوال لم أر رئيس كهنة يقطعه زملاؤه بسبب إهمال الرعاية وعلى ذلك تنص المجامع صراحة. ولم أسمع بأن أحدًا من رؤساء الكهنة أُقصي عن الخدمة في العصر الحديث بسبب من السيمونية او الرشوة او الوشاية. كلنا يعرف من يرتشي ومن يشي. هذا اذا لم نتكلم عن الإعراض عن القوانين المقدسة القائلة بأن رئيس الكهنة يجب ان بعرف الكتب المقدسة لا معرفة بسيطة بل معرفة تفسيرية. فمن التشويه ان يستدل على المعرفة عند الأسقف لكونه سيم في حين ان شرط السيامة هو ان نتبين معرفته.
ويبدو ان كل جيل مثل الجيل السابق وكل رعيل كالرعيل الذي سبقه حتى المجيء الثاني. ويبدو لك انك تأتي بالذهب الإبريز الى سدة المسؤولية حتى تذهل مع النبي: “كيف اكدر الذهب الخالص؟”
المأساة الكبرى انك -ان كنت روحانيا حقيقيا- تسمي الظلام ظلاما والقابعون فيه يسمونه نورا او حكمة، وما من معيار الا الروح القدس الذي يفحص كل شيء. ان الكنيسة لا تساس الا بالشفافية بين المسؤولين فيها والتكاشف والا صار المجمع مكانا تدبر فيه الأمور في حكمة دنيوية بلا التماس لبساطة المسيح.
يبقى ان الروح الإلهي يشق طريقه في هذه الوعورة ويجد لنفسه شهودا لا يلوون ركبة امام البعل لأنه يكون الروح قد تجلى فيهم بالنبوءة فيقولون مشيئة الله ازاء قوى الشر التي تحاول السيطرة على الكنيسة. هؤلاء هم أنبياء العهد الجديد الذين “يهدمون ويبنون ويقتلعون ويغرسون” ويسهرون ليس فقط على سلامة العقيدة ولكن على سلامة الأخلاق لأنهم يريدون الكنيسة هيكلا لله قائم كله على حجر الزاوية الذي هو المسيح. وهؤلاء لا يستطيع أحد اسكاتهم. ويعمل المستغلون للكنيسة على إطفاء روح النبوءة لأنهم يقولون ما قاله لإرمياء النبي أعداؤه: “لا نريد ان تتنبأ علينا”. فالكنيسة ليست مؤسسة عسكرية تسير بالأمر والنهي والقسر. انها حياة صادقة مؤسسة على المحبة.
والأنبياء يتابعون المسيرة حتى الدم. والنبوءة التي فيهم تحطم الأصنام. مملكتهم مملكة صدق لكونهم يبتغون مجد الله اي ان تعود الكنيسة الى بهاء العروس. هذا هو معنى الصرخة في الكنيسة. هذا وحده يجعل الكنيسة في تجدد دائم ولا تقبل ان يقولبها احد وان تصير جيشا يحكمها ضباط اذ ليس صحيحا ان المبادرات عندنا تأتي بالضرورة من الأساقفة. الأسقف لا يملك وحده كل مواهب الروح القدس. انه كما يعني اسمه باليونانية رقيب. هو يفتش عن المواهب في شعبه ويعترف بها وينميها. المواهب روافد تصب جميعا في بحر الكنيسة ونحن فيها نتكامل وكل منا بحاجة الى اخيه كحاجة العضو الى العضو في الجسد الواحد. وقد يكون رأي الكاهن والعلماني أصوب وأرشد من رأي الأسقف وكثيرا ما كان قلب المؤمن العادي اطهر من قلب الأسقف. ليس احد منا يملك المعرفة ملكا. وليس صاحب السلطان سوى خادم للجميع ويعظم سلطانه بقدر ما يخدم. ان المسيح أعلنه الآب راعيا لما كشف المخلص على الصليب انه حَمَل الله. إذا انت تواضعت وصرت مثل المعلم ذبيحة يزداد فهمك وتتخذ مقامك في عيني الله.
واذا جاء الأسقف ضعيفا او فاترا وغير ساعٍ الى الخراف ولكنه ساعٍ الى منافعه الشخصية وأهمل القطيع فكن انت بقوة الروح “وطهارة السيرة قدوة له” وتعلّم كثيرا وبلغ المؤمنين معرفة الإيمان فتصير مع من احب يسوع المسيح انت المحور. كثيرا ما لم تقم الكنيسة على الأساقفة اذا كانوا تافهين ولكنها قامت على الممتلئين بالروح القدس. وكثيرا ما لم يقم العمل العظيم على المجمع المقدس وما جاء منه الإبداع العظيم وربما جاءت دورات منه كثيرة ضحلة واقتصرت على بعض الأمور العادية. فالإبداع والزخم والرسالة والوهج أشياء يأتي بها من تقدس من المؤمنين.
ولا تقاس كنيسة بقوة رؤسائها. هذا يحدث أحيانا. ولكنها تقاس بقوة المؤمنين اذا تجملوا بأنوار المسيح. وكثيرا ما يأتي المنظور ركيكا. المهم في الكنيسة هو غير المنظور، هذا الذي رآه الله. لقد حفظت الجدات والأمهات الإيمان الأرثوذكسي عشرات من السنين في بلدان كان الأساقفة ماتوا والكهنة قلوا ولم يكن كتاب وما كانت كنيسة مفتوحة.
انت لا تخون لعلمك بأن المسيح أقوى من الركاكة الروحية المحيطة بك. انت عيناك ناظرتان الى الحبيب اذا خان جميع الناس حولك. الله يفتقد كنيسته بالمؤمنين العاديين وبهم يرسل اليها روحه. تقبل انت هذا الروح وغذِّه فيك فالروح اقوى من الزمان الرديء. نحن لسنا كنيسة بشر. نحن كنيسة الروح القدس الذي لا تقهره رداءة.
14 تعليق
لماذا لاأقرأ فى الموقع الاسباب الحقيقية وراء كل ما وقع من أحداث . أنا لاأصدق أن الخلاف عقيدى . ومنذ متى تهتم الكنيسة وأحبارها بأمر العقيدة فى هذا الزمن الردئ
لقد تتلمذت على كتابات الأب متى المسكين والدكتور جورج بباوى وفتشت فيها فى كل مرة تثور مثل هذه المهاترات فلم أجد انحرافا واحدا بل وجدت الحق الارثوذكسي بأجلى معانيه .اننى أطلب نعمة من الرب للدكتور جورج ومؤزارة الروح القدس كما أرجو أن تدولونى كيف استطيع اقتناء مؤلفاته التى تنقصنى واراها منشورة فى الموقع
أحبائي المسئولون عن هذا الموقع الجميل بحق.
أنتم تتحفوننا بكل رائع وجميل … هذه المقالة رائعة بحق …
ياليت تنشروا أعمال هذا الرجل المبارك المطران جورج خضر … لأن كتاباته تتميز ببساطة الطفولة وعمق الشيوخ.
لا تتوانوا عن نشر المزيد … الرب يكون معكم ويعوضكم عوضاً سماوياً نظير ما تقومون به من نشر التراث الارثوذكسي سواء القبطي أو غيره …
لكم مني كل احترام وشكر … صلوا لأجلي.
we thank god we have Fr.matta elmaskeen textbooks and we have also Dr.G.Bebawy books but we want all books he had written . Can you offer this service
أنحني أحتراما وتجليلا لكاتب هذه الكلمات التي – الأن – نحن في أحوج وقت أليها من أي وقت مضي… بشهادة هذا الرجل القديس… يحول رجال الأكليروس الشر خيرا والخير شرا، ويساعدوا في تشوية كلمات رب المجد بدعوة التفسير الصحيح للعقيدة والدين…كما أشكر من كل قلي من وضع هذه المقالة المباركة، فنحن في أشد الحاجة لهذه النوعية من المقالات الروحية…. لازم الناس تفوق وتفكر وتعرف ايه اللي بيحصل…
أستودعكم في محبة المسيح التي تفوق كل عقل،
روماني
برجاء إيضاح الظروف التي كتب فيها المطران جورج هذا المقال وخاصة أني أعرفها جيدًا
الله الرب اضاء علينا
محبة الله الاب ونعمة الابن الوحيد وشركة واكرر وشركة وموهبة الروح القدس تكون معك يا دكتور بباوى
نطير الى فوق مع كتابات ابائنا القديسين التى تنشوروها ونشكر الله على شركتكم لناومؤزارتكم بالروح لكل شخص وقع عليه ظلم والم فى بيت احبائه اى من رجال الاكليروس وسلطانهم المزعوم وها انت مكلف برساله من الرب يسوع ليتتم الرب بك عمله ويحفظفك انت وكل اخوتك وأحباءك طالبين مغtفرة لخطايانا و حياة توبة ونقاوة خلاصا بايمان مستعد ان يستعلن فى الزمان الاخير فلنقتفى اثار الغنم ونتبع اباءنا القديسين
عزيزي الأخ تادرس
طالما حضرتك بتعرف الظروف التي قد أحاطت بحضرة المطران جورج خضر جيداً … فلماذا لا تعرضها أنت لنا؟؟ ولك منا جزيل الشكر مقدماً …
لي بعض الأسئلة لك يا عزيزي تادرس ..
هل هذه هي ظروف خاصة بسيادة المطران وحده أم ظروف خاصة بالكنيسة ككل؟؟
إن كانت خاصة بسيادة المطران فقط … ارجو أن لا تعرضها لئلا يتحول الحوار الى طريق مسدود وحوار مواضيع شخصية ذاتية … فإن كانت كذلك فلا تعرضها لو سمحت…
أما إن كانت ظروف تخص الكنيسة ككل .. فرجاء خاص مني أن تعرضها وبالتواريخ والشواهد لكيما يكون الحوار بناءً ومفيداً لكلانا يا عزيزي…
أشكرك مقدماً وأشكر حضرة المسئولين على النشر.
الظروف هي ظروف خاصة بكنيسة أنطاكيا للروم الأرثوذكس وقد رواها نيافة المطران في جلسة خاصة.
وكان هذا الحديث يتحسر فيها على وضع كنيسته التي يحاول جاهدًا اصلاحها من السيمونية التي ضربت بعض المطارنة بالاسم هناك وليس عندنا
بالاضافة أن تلك الأزمة وغيرها مما يوجع قلبه, ينشرها بصورة متكررة في نشرة رعيتي منتقدًا أوضاع داخلية بغيضة في كنيسته مع كامل محبتي لقيادات وشعب تلك الكنيسة الرائعة
وفي نفس ذلك الوقت فإنه ينظر بإعجاب لكنيستنا وشعبنا – وهو ما أود ان اوضحه – إننا يجب ألا ننقل الأزمات الموجودة في كنائس أخرى ونتخيل أنها موجودة في كنيستنا
الأحرى بنا أن نناقش بموضوعية مشاكلنا وليس مشاكل الآخرين
رداً على أخي العزيز تادرس
عندما قال “الأحرى بنا أن نناقش بموضوعية مشاكلنا وليس مشاكل الآخرين”.
الجواب بكل بساطة: ياليتنا لا نقرأ رسائل القديس بولس الموجهة لكنائس أفسس وغلاطية ورومية كورنثوس وما اليها وذلك لأن بولس الرسول كان يكتبها لكنيسة غير الكنيسة القبطية … فمشكلاتهم غير مشكلاتنا. هل يمكننا ذلك؟
كيف هذا؟ أني أرى في مقالة حضرة المطران جورج .. انها تمس صميم ما نحياه على وجه العموم.
ألا يوجد عندنا أساقفة ذئاب؟ ألا يوجد عندنا في الكنيسة انبياء كذبة؟ ألا توجد السيمونية في كنيستنا؟ الا يوجد معلمون جهال وعميان؟ ألا يوجد داخل الكنيسة سراق ولصوص من لابسي الجلاليب السوداء ومن غيرهم؟
هل حال الكنيسة القبطية اليوم هو محل افتخار كما تريد أن تقول؟ هل تقيس الافتخار اليوم بكم الكنائس وكم الخدمات الاجتماعية الهزيلة التي تقدمها؟
ما هو مقياس هذا الافتخار الذي تقيس به يا عزيزي؟ هل المقياس هو في كم عدد الكراسي الموجودة في الكنائس أم كم هو عدد القلوب الأمينة للمسيح؟
هل تريد أن تعرف كم هو كم الكراهية في القلوب التي لأساقفتنا العظام …؟ هل تريد أن تعرف كم الرياء والنفاق الموجود في كنيستنا؟ لا أريد أن أتساءل أكثر من هذا … فعندي المزيد إن تريد.
يا عزيزي تادرس ليس هناك أوضاع داخلية وأوضاع خارجية … ليست هناك أوضاع خاصة بكنيسة دون عن أخرى … فكلنا في الإنسانية سواء … كلنا نصرخ ذات الصراخ … وكلنا نئن ذات الأنين معلنين احتياجنا لروح الله لكي يشفي ويجدد ما قد فسد منا.
لا أريد أن أُطيل أكثر من هذا … فالكيل قد فاض … وكفانا لهجة الافتخار الكاذب.
المفترض أن نضيء شمعة بدلاً من أن نلعن الظلام … وذلك لكي نكون ايجابيين بل بالأحرى لكي نكون مسيحيين … فلنطرح مواضيع للمناقشة … ونناقشها بموضوعية … وكفانا دفن رؤوسنا في التراب …
إن ما بي من ألم على كنيستنا لا يكفي أجيال … فالحسرة ليست على ما مضى ولكن الحسرة على ما هو آت … وما سوف نراه في كنيستنا من عبث لهو أعظم مما حدث في الماضي.
سامحني يا اخي … لأنني لا أقدر سوى أن أصرخ … يا ليت في الصراخ حل.
العزيز coptic father
أشكر لقدسكم الرد على ويبدو أن الحوار في هذه المدونة قد تحول إلى حوار ثنائي بيني وبين قدسكم,ولهذا فإني أتمنى أن أتعرف عن قرب ممن أحاورهم ويمكن مراسلتي بصفة شخصية على بريدي الإلكتروني popeathanasios@yahoo.com
أما بعد فلا مجال هنا للمقارنة بين رسائل بولس الرسول حيث إنها موجهة من روح الله إلى الكنائس بغض النظر عن المكان أو التاريخ وبالرغم من ذلك نلحظ فيها خصوصية وتوازن في طرح الأمور فليست كل الكنائس تعاني من ذات المشاكل بنفس القدر
وبالتالي لا نتسعمل خطابًا استعلائيًا ولا نجلد ذواتنا بل نضع الأمور في نصابها الصحيح فلا نحن كنيسة منحرفة ضائعة ولا نحن مثل كنيسة الرسل , ولكن الاتجاه الإيجابي يستلزم منا العمل وليس الصراخ ويحضرني هنا موقف الأعزاء : د. موريس تواضروس, د. نصحي عبد الشهيد, د. مينا بديع, د. جوزيف فلتس, د. ميشيل بديع
حيث يمتازون جميعًا بالعلم الغزير والتقوى الروحية الفائضة ولكنهم في رؤيتهم للسلبيات يأخذون الناحية الإيجابية فيصلون ويكتبون في هدوء دون إثارة للقلاقل أو الصراخ
حتى العزيز دكتور وهيب قزمان لم يفصل نفسه عن الكنيسة ولم يشهر بها وبرئاساتها كما فعل العالم الكبير الذي أختلف معه دكتور جورج
أولاً أريد أن أعتذر لأسرة الموقع على مشاركتي التي قد تكون زائدة عن حدها.
وثانياً أريد أن أشكر الأخ العزيز تادرس على الرد الهادئ والرصين … وأيضاً على اقتراحاته الإيجابية …
فأنا أيضاً لا أريد أن تتحول هذه المدونة التي لهذا الموقع الإيجابي الجميل إلى حوار ثنائي بيني وبين الأخ العزيز تادرس كما أورد في حديثه … فهذا إقتراح جيد جداً.
بل أريد أيضاً أن نتكاتف سوياً لعمل ايجابي محض يخدم اسم الله ولمجد اسم المسيح فقط.
فالأسماء التي أوردتها لها كلها مني جزيل الاحترام والتبجيل ولك أنت أيضاً.
سوف أرسل لك عنوان البريد الالكتروني الخاص بي لك شخصياً لكي نكمل حديثنا سوياً على انفراد.
ولنفسح المجال للزائرين لكيما يأخذوا حظهم في الحوار.
أشكرك يا عزيزي وأشكر أسرة الموقع على الجهد المبذول راجياً المزيد من الكتب والمقالات الرائعة …
الرب يعوض الجميع على تعب المحبة.
يا أخ تادرس طبعا أنا لا أعرفك ولا أعرف محدثك
أولا خطاب المطران جورج خضر ليس خطابا استعلائيًا لكنه خطابا عن الروح القدس وبالروح القدس. فبالرغم من أنه يتكلم عن أمور تخص كنيسته فهو يصف بكل دقة ما يدور في الكنيسة القبطية اليوم وكأنه يعزينا في البلوى الحادثة بيننا والفساد المروع الذي ضرب الكنيسة القبطية في أعماقها. إن كنت لا ترى ذلك بعد كل المهازل الحادثة على صفحات الجرائد وتصريحات البطريرك التي تسيء لكل قبطي وتعرضه للخجل فأنت محتاج لأن تعيد النظر في مفاهيمك وتقييمك للأمور.
ثانيا: ما أحوجنا اليوم إلى الصراخ للمسيح لينقذنا من الهوة التي سقطت فيها الكنيسة القبطية تحت إدارة فاسدة تكدر صفو الكنيسة بكل أسلوب . فالتعليم هرطوقي فاسد والسيمونية والرشوة والسرقة هي العرف والمنطق السائد في الكنيسة، وإهمال الرعاية للحد الذي يتم معه إسلام المئات في كل يوم دون وجود راعي. لقد بلغت الكنيسة اليوم إلى الحد الأدنى والله وحده يعلم إلى أين تذهب الكنيسة القبطية اليوم على يد أساقفتها وإدارة الكنسية التي تسير بنا نحو الخراب. فإن لم يرحمنا الله ويتوب علينا بمعجزة فلا أظم أن هناك نجاة. ما أحوجنا اليوم لأن ننبه كل متكاسل وكل غافل وكل جاهل للواقع المر الذي تعيشه الكنيسة القبطية لعلنا نجد المخرج لنا من الورطة البالغة الخطورة التي سقطنا فيها.
ثالثا: أما عن موقف الأعزاء : د. موريس تواضروس, د. نصحي عبد الشهيد, د. مينا بديع, د. جوزيف فلتس, د. ميشيل بديع ومعهم كل من يتكلم بالحق، فجميعهم يعملون في ظروف محفوفة بالمخاطر من إدارة كنسية فاسدة وجميعهم يتنفسون الحق بصعوبة بالغة في جو خانق مسمم.
رابعا: لماذا قررت أن يكون الحديث ثنائي مع محدثك ولماذا تخشى الحديث الواضح أمام الكل؟!!!
أتفق تماما مع استاذنا العظيم المطران جورج خضر فى أن أخبار أحداث الارتداد وظهور الأنبياء والمسحاء الكذبة بل وظهور ابن الهلاك وجلوسه فى هيكل الله ،أاتفق معه فى أن كل هذه الأحداث ليست مجرد عناصر المشهد الأخير للعالم ولكنها تيمة أساسية تمثل صميم الواقع الانى وليس المستقبل البعيد.ان مصطلح ” ابن الهلاك” لم يظهر فى العهد الجديد الا فى (يو:17) فى معرض الاشارة الى شخص يهوذا.التلاميذ الاثنى عشر كانوا حواريوا الرب الذين اختارهم ليكونوا معه،كلهم سمعهوه وكلهم عاشوا معه وكلهم أرسلوا للبشارة باسمه وكلهم صنعوا عجائب وأخرجوا شياطين وكلهم أكلوا الفصح معه كلهم كانوا أول كنيسة والراصد لهم فى تلك اللحظة التاريخية من المستحيل أن يتخيل أن أحد أعمدة تلك الكنيسة خائن لرب الكنيسة. ان يهوذ ليس مجرد شحص تاريخى بل هو مكون أساسى للكنيسة المتغربة فى الزمان والمكان ،سيبقى يهوذا مادامت الكنيسة فى العالم وسنخدع فيه وسنظنه أحد أعمدة الكنيسة والأعجب من ذلك أنه سيعطى أن يصنع عجائب ويضل لو أمكن المختارين . هذا هو ابن الهلاك الذى أشار اليه الرسول بولس فى (1 تس2 :3 و4 )،وهو ليس فردا بعينه ولكنه تيار من المنافقين المدعين وربما يكونون من رجال الاكليروس المعتبرين أعمدة فى الكنيسة.لاسبيل لتحاشى وجود “ابن الهلاك”داخل الكنيسة بل لاسبيل لتحاشى سطوته وسيطرته على المسار المسموح به للأحداث المأساوية داخل كنيسة الزمان,.دمتم فى المسيح.
الروح القدس هو حياة الكنيسة نحن فقدنا الروح القدس والكنيسة فقدت الروح القدس لكن الفرصة لنا من جديد ان نطلب الروح القدس الروح الناري كما قال القديس انطونيوس نريد يظهر الروح القدس في حياتنا اطلب اخوتي المشاركين في هذا الموقع قراءة كتاب الروح القدس الرب المحي للاب متي المسكين ونتحد معا في طلب الروح القدس من جديد ليحينا وينهضنا ويقدسناونعيش الوصية بحق وامانه بفعل عمل الروح القدس في القلب صلوا لكي نقبل الروح القدس الروح الناري روح الله امين صلوا لاجلي