كل عام وأنتم بخير، عيدُ الغطاس اسمٌ قديم وصلنا من العصر الوسيط، وذَكَرَه المؤرخون كاحتفالٍ عام كان يتم عند نهر النيل، وهو الإله “حابي” في الديانة المصرية القديمة، ولكنه سقط كإله أمام مجد المسيح الذي جاء لكي يبارك المياه، ويعطي لها نعمة خاصة لكي تساهم في ميلاد الحياة الجديدة في سر المعمودية.
لابد أن القراء الأعزاء لاحظوا وجود أيقونة “معمودية الرب” في شرقية المعمودية، إذ تشهد الأيقونة أن ما يُعطى في سر المعمودية هو ما ناله الرب نفسه عندما تجسد وعاش بيننا بالجسد.
في مناسبات الأعياد السيدية مثل الميلاد والغطاس والقيامة، يتأرجح الوعي بين ما سُلِّم في العصر الوسيط، وما سُلِّم في الليتورجيات والقراءات والشرح الآبائي. نقول إننا نحتفل بذكرى معمودية الرب، هذا هو أحد أسباب تسمية هذا العيد بـ”عيد الغطاس”، ولكن الاسم الليتورجي هو “عيد الظهور الإلهي”، هو عيد “ظهور الثالوث القدوس”، وهي المناسبة الثانية بعد استعلان الثالوث في بشارة الملاك لوالدة الإله.