الغنوسية مدرسة خاصة لها أساس لاهوتي شاذ، وهو تقسيم كل شيء إلى خير وهو ما هو روحي، وشر وهو ما هو مادي. وأول الشرور هو الجسد والطعام. المستنير هو الرتبة الثانية، وهم أولئك الذين يسعون للفكاك من الجسد بالابتعاد عن الزواج وأكل اللحوم وشرب الخمر وطلب الحكمة والاستنارة بنسكٍ معقَّدٍ تجده في الكتاب المدون باللغة القبطية باسم الإيمان والحكمة Pistis Sophia كُتب ربما في القرن الثالث، والحكمة أي Sophia هي كائن مؤنث، وهو اسم الروح القدس عند الغنوسيين.
كان من الضروري كتابة هذه السطور لكي نحذِّر كل القراء من العموميات، فهي سُمٌّ بطيء قاتل للذكاء. أنا لا أقصدك أنت بالذات، ولكن لدينا مشكلة في التعليم، سبق الإشارة إليها أكثر من مرة، ولكن يبدو لي أن الأساس التاريخي لا زال غير واضح رغم صدور دراسة لنا بعنوان “المدخل إلى اللاهوت”، صدرت منذ أكثر من عشرين عاماً.
2 تعليقان
د جورج سلام ومحبة…..
قرأت مقالك مرتين واعدت قرأته محاولا فهم سبب التقريع الشديد الأدب _وان كنت أتقبله قبول الابن من أبيه وقبول من يريد أن يتعلم من خير أستاذ ناطق بالعربية_ لم يكن سؤالى أو تعليقى له علاقة بمقارنة القديس أثناسيوس الذى يعبق العطر كلما ذكر اسمه مع فساد تعليم اريوس تعليقى كان منصبا على نقد الأسلوب الذى سمعته منك حول إجابتك عن سؤال (لماذا لا تصير مسلما )
فى مقال نشر فى مجلة مرقص أعتقد عام عن اخبار الكنيسة حول العالم خبر عن أحد الكهنة الذين تم أبعاده عن التعليم بعد أن بسط التعليم الاهوتي للشباب اللبنانى الناطق بالعربية …؟
لعل حضرتك لاحظت أن المتابعين المستمرين لكتابتك فى ردوده و تعليقاتهم أما شخص ناقد إلى درجة التجريح وأما شخص يريد أن يتعلم و تكون تعليقاتهم فى الغالب استحسان و شكر و القسم الثالث الذين لديهم خلفية لاهوتية ولهم وجهة نظر من بعض الأمور أمثال الأخ مجدى دوام الذى بالمناسبة ألاحظ انقطاعه عن التعليق على ما تكتب بعد سجال الإخلاء و الحلول الذى دار على صفحات موقعكم ؟
اللغة يا سيدى التى أفردت لها جزء من مقالكم حول صعوبات فهم الثالوث؟ و جزء من حوار عن الثالوث اللغة التى هى واسطة المعرفة اللغة التى يستخدمها الله للتعبير عن نفسه أنها ليست نفس اللغة التى يكتب بها الاهوتين المعاصرين على الأقل لانى لا استطيع ان أحكم على مدى فهم الناس لمقالات ق أثناسيوس و ق كيرلس فضلا عن محاكاتك ساويرس الأنطاكي مع يوحنا النحو ى أو حتى من كتبوا بالعربية مثل يحى بن عدى أو أبو قرة أو حتى بولس البوشى؟
ألم تلاحظ حضرتك كثرة كتب الآباء عن الثالوث و التجسد حتى فى عصور يفترض فيها انتشار المسيحية و كثرة الكنائس و الأساقفة معلمى البيعة اللامر الذى يشير حسب فهمى إلى عدم وضوح العقيدة و أهمية وجود من يشرح و من يعلم أليس لهذا الغرض كانت الرسائل الفصحية (أحد أسباب كتابتها )
سيدى د جورج الذى افتخر لأننى تعلمت الكثير عنه كان قصدي من البداية محاولة جذبك للكتابة حول موضوع اللغة الاهوتية التى من المفترض أن يتحدث بها الاهوتي إلى المؤمنين العاديين بعيدا _مع علمى أن ذلك صعب جدا_عن التعقيد بلغة من قال (وانا أيها الإخوة لما أتيت اليكم لم ات بسمو الكلام أو الحكمة مناديل لكم بشهادة الله
اعتذر عن الإطالة و شكرا
الأخ إيهاب جورج.
مرة ثانية بل والى الأبد السلام والمحبة لك.
لا يوجد تقريع أو حتى اشارات لفظية في مقال “العموميات” وانما عرضت الحقيقة المرة التي تزعج قلبي وهي انعدام الأساس التاريخي.
يا أخي الكريم المشكلة الأولى هي الانحراف عن علاقة الشركة التي جاء بها الابن له المجد ووهبها لنا في شخصه بالروح القدس.
المشكلة الثانية هي اننا نظن أن المشكلة الأولى هي اللغة ولكن رغم وجود مشكلة لغوية إلا أن “أم القيح” حسب التعبير البلدي هو الهجوم الدائم على شركتنا في الحياة الإلهية بواسطة أدوات اللغة وتصيد الكلمات لا يخدم الشركة بل هو ضد الشركة. لقد ذكرت في أول المقالة انني لا أقصدك انت بالذات ومع هذا لم انجو من الاتهام ولكن يجب أن يكون لدينا صراحة مطلقة في شرح الايمان الذي سوف نسلمه للأجيال الآتية بعدنا إلى الأبد كما تقول أوشية الاجتماعات.
المسيح قام …. حقاً قام.
د. جورج حبيب بباوي
28 إبريل 2015