أنا أكتب؛ لأنني عشت فصول هذا الصراع وكنت شاهداً عليه. فمنذ عُدت إلى مصر 1970 بعد بعثة الحصول على درجة الدكتوراه من جامعة كمبردج، وجدت أن الكلية الإكليريكية كانت ممزقة الأوصال بين أسقف البحث العلمي، وأسقف التعليم، وقد استمر هذا الوضع إلى أن تنيح قداسة البابا كيرلس السادس، واشتعلت معركة الخلافة، التي انتهت بإقصاء الأنبا غريغوريوس والقمص متى المسكين. وجاء الأنبا شنودة أسقف التعليم، وكان أمامه لائحة مطالب قدَّمها كل من الأنبا صموئيل – الأنبا أثناسيوس – القس شنودة السرياني، وكان الثلاثة يجتمعون أسبوعياً في كنيسة مار جرجس كوتسيكا، ولكن هذه اللقاءات انتهت إلى لا شيء، فقد كنت أعرف ما دار في هذه الاجتماعات، وما حدث من خلاف. ويكفي أن أقول إن العقيدة لم تكن هي أحد أسباب الخلاف بين الأنبا شنودة الثالث، والقس شنودة السرياني الذي رُسم أسقفاً على طنطا من جهة، وبين الأنبا صموئيل الشهيد والأنبا أثناسيوس مطران بني سويف من جهة أخرى.
