أعطانا الرب الإله موهبة الإدراك والنطق لكي نضيف نحن المخلوقين من العدم تسبيحاً يفوق تسبيح القوات السمائية؛ لأننا نسبح ونمجد الآب في ابنه وبالروح القدس.
والتسبيح -أيها الأحباء- ليس مجرد نطق كلمات، بل هو امتلاء القلب من حرارة المحبة، لكي تتحول هذه المحبة إلى تسبيحٍ عقلي يفوق الكلمات، وعندما تهدأ هذه الحرارة، أي حرارة الروح، نتكلم بكلمات الإدراك والفهم.
نحن نذوق أولاً بالقلب، ثم نتكلم بالعقل وبقدرة النطق. نرى أولاً، ونتكلم ثانياً. والكلام بدون الرؤية هو كلامٌ عادمُ الحياة. وهذه هي شهادة المزمور: “ذوقوا وأنظروا” (مزمور 34: 8)؛ لأن الذي يذوق أولاً، يستطيع -بالنظر العقلي- أن يدرك مقدار النعمة الإلهية التي سكبها الآب السماوي حسب شهادة الرسول: “محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس” (رو 5:5). وهكذا، نحن ننال هذه المحبة الحارة لكي نسبح ذاك الذي كان ينتظر من قبل خلق العالم أن يفتح ينابيع جوده وطوفان مياه محبته لكي يُحيي الخليقة ويُميت الخطية وينقل أوجاع الشر إلى بئر العدم.
تنزيل الملف
Discerning_the_Work_of_the_Holy_Spirit.pdf