إن علاقتنا بالمسيح هي بواسطة الله نفسه، أي الروح القدس. نحن نصلي للرب لأن الذي يفتح لنا مجال الصلاة هو الروح القدس، والذي يعطي لنا رجاء الصلاة هو الروح القدس، بل عندما نعجز عن الصلاة يشفع فينا الروح القدس (رو 8 : 26)، وهذا يعني أنه لو كانت الشركة في الطبيعة الإلهية مقطوعة تماماً، أي لو كانت غير موجودة بالمرة لوجب علينا أن نقول إن وساطة المسيح وحدها هي الوساطة الوحيدة، ولكن لأن الرب يسوع نفسه قال إنه سيرسل معزياً آخر، وقال “ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويعطيكم” (راجع يو 14 : 16)، لم تعد علاقتنا بالمسيح مجرد أفكار ومشاعر وكلمات، بل هي حلول الله الروح القدس فينا لكي نصلي في الله إلى الله، أي لكي ندخل دائرة الشركة الثالوثية. ندخل في المسيح المتحد بالطبيعة الإنسانية التي تنوب عنا، ونبقى في الروح القدس الذي يفحص أعماق الله، ويعلن لنا كل شيء عن محبة الله. مما يعني أن الله هو الوسيلة إلى الله.
تنزيل الملف
Dialogue_with_a_Coptic_Bishop_Printed_Edition.pdf