لقد أعلن محبته لنا عندما أخذ ذات اللحم والدم، أي ذات طبعنا الإنساني (عب 2: 14)، قَبِلَ أن يعبر الهوة الفاصلة بين الخالق والمخلوق، وأن يوحِّد الخالق بالمخلوق، أي اللاهوت بالناسوت. أنا أعرف كيف انحرف البعض نحو النسطورية، وأحياناً نحو الأوطاخية، ولكنني لا أريد أن أصرف ولو حتى دقيقة في مناقشة هذا الإنحراف الخطير، لكن: ماذا أسس تجسد الابن الوحيد الله الكلمة؟ ليس فقط عبور الهوة بين ما خُلق مِن العدم ومَن هو “كائن” أو “واجب الوجود”، بل الاتحاد الإلهي بالطبع الإنساني. لقد أصبح في جوهر اللاهوت، أي جوهر حياة الثالوث، إنسانٌ هو يسوع، وهو الوسيط والرأس والراعي والبكر والنور وخبز الحياة والقيامة ورئيس الكهنة، وغيرها من ألقابٍ صارت تعبِّر عن حقيقة الاتحاد. فهو الوسيط بين الله والناس، وهو رأس الجسد، وهو الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف، وهو البكر بين إخوة كثيرين، وهو النور الإلهي، وهو خبز الحياة الذي يُعطى خبزاً من عند الآب. ألا ترى أن كل هذه الألقاب ليست مجرد أسماء، بل هي استعلانات عمل المتجسد، وهي كلها استعلانات محبة يسوع.
حوارات في تدبير المبتدئين (الحوار الثالث)
التعليقات
مواضيع ذات صلة
Related Posts
- حوارات في تدبير المبتدئين (الحوار الأول)
اتحادنا بالرب يسوع هو بداية التدبير الصحيح، وهو الطريق؛ لأنك لابُد أن تكون قد تذكرت…
- حوارات في تدبير المبتدئين (الحوار الثاني)
المشورة هي أن تختار ما يمكن أن تمارسه، وأن يكون الاختيار ليس حسب الاستحسان وحده…
- تعزية في نياحة الأنبا شنودة الثالث
يعزي الدكتور جورج حبيب بباوي، وأسرة موقع الدراسات القبطية والأرثوذكسية كنيسة مصر في انتقال قداسة…