فالاحتفال بتجسد الابن الكلمة، هو احتفالٌ خاصٌّ بنا نحن الذين حرَّرنا الابن من رباطات الطبيعة البيولوجية، أي ولادتنا الجسدانية من أبٍ وأُمٍّ؛ لأنه هكذا وُلِد هو، بلا أبٍ حسب الناسوت، وبلا أُمٍّ حسب اللاهوت. ولكنه وحَّد اللاهوت بالناسوت، فصارت القديسة مريم حقاً “والدة الإله”، وصار ميلاد الرب هو مثال ميلاد كل مؤمن قَبِلَ الاتحاد بالرب يسوع.
إن عيد التجسد، هو عيد اتحادنا بالثالوث القدوس في الابن وبالروح القدس، وبدون هذا الاتحاد السري الإلهي، لا يبقى لنا إلا الشكل اللفظي من كلماتٍ تُقال لا تجعلنا نرتفع إلى ذلك العطاء السماوي المدهش حقاً.