رسالة عيد الغطاس 2020

مسيحيٌّ أنا، لأنني مُسِحتُ معه وفيه

عندما نحتفل بعيد معمودية الرب في نهر الأردن، أتذكر كلمات القديس أثناسيوس: “لأجلنا يقدس ذاته، وفعل هذا عندما جاء كإنسان، ومن الواضح أن نزول الروح عليه في الأردن كان نزولًا علينا نحن لأنه كان يحمل جسدنا. ولم يكن هذا ارتقاءً للكلمة، بل كان لتقديسنا نحن الذين نشترك في مسحته. وعنا نحن قيل: “ألستم تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم” (1 كور 3: 26). لأنه عندما اغتسل الرب في الأردن، كنا نحن الذين اغتسلنا فيه وبواسطته. وعندما تقبَّل الروح، كنا نحن الذين جعلنا الرب نتقبَّل الروح” (ضد الأريوسيين 1: 47).

عيد معمودية الرب هو عيد مسحة الإنسانية، فقد مُسِحَ يسوع فصار المسيح، ليس وحده بل كل الذين قبلوه.

لذلك لا يجب أن يمر العيد دون أن نتمسك بالمسحة التي أخذناها منه ومعه وبه (1 يو 2: 27). أنا مسيحي لأنني مُسِحتُ بيسوع، لا لكي أنفرد بالمسحة، فهي لم تُعطَ للانفصال، بل لكي أُصبح فيه، ويكمُل أحد أهداف تجسد ابن الله، وهو أن أصير “هيكلًا” للروح القدس، الروح الذي يوحِّدني بالمخلص الحي.

قال لي الأب العظيم الراهب فليمون المقاري: “عندما تلمس جسدك، فأنت تلمس هيكل الله حيث يسكن الروح القدس”.

نحن أغنياء بمسحة الرب، لذلك لا يجب أن نصبح أغبياء فنتوه في شرح الألفاظ ونترك الشركة التي وُهِبَت لنا.

نحن لسنا فقراء؛ لأن مجد الألوهة قد أُعطي لنا، وهو مجدٌ أبديٌّ، يُوهَب بالروح القدس الرب المحيي.

مسحيٌّ أنا؛ لأنني مُسِحتُ مع يسوع وبيسوع لكي أكون جسده، فللرب جسدٌ واحدٌ، له مصير أبدي مجيد هو ذات مصير يسوع.

كل عام وأنتم بخير

دكتور

جورج حبيب بباوي

التعليقات

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة