وفي عالم الكلام حيث يغلب الحديث على كل شيء، الكل يريد الكلام ولو كان كلاماً بلا غاية وبلا مضمون، بل مملوء بالكذب. دخلت الأسفار المقدسة، وصارت تقدَّم أحياناً بواسطة أنبياء كذبة، ومرات بواسطة معلمي الحق، وتعذَّر على القراء التمييز، وامتلأت رفوف المكتبات بكتبٍ كُتِبت لنشر فوضى عقلية تهدف إلى محاربة كل ما هو حق وصالح.
لذلك جاء الكلمة Logos وتجسَّد لكي لا تكون المحبةُ خطاباً، بل حياةً، ولكي لا تصبح الكلمةُ نطقاً يمكن أن يُستَخدم بغير الحق. تجسد الكلمة Logos لكي تصبح المحبة حياةً تُوهَب للآخرين، وتغفر حتى للأعداء وتصنع السلام.
تجسَّد لكي لا يبقى الله أسيراً للخطاب التقوي مهما كان يخلع على الله ما شاء من ألقابٍ وصفات هي إبداعُ العقل، وقدرةُ النطق، وحسب ميول قائلها أو كاتبها، كوصف الله بالقسوة ولذة الانتقام من الإنسان، وأن يصف الله بما شاء ما عدا المحبة.