ترنم كنيستنا أم الشهداء في عيد الصعود: “صعد إلى أعلى السموات وأرسل لنا البارقليط روح الحق المعزِّي آمين الليلويا. جعل الاثنين واحدا،ً أي السماء والأرض”. في هذه المحاضرة يشرح لنا الدكتو جورج حبيب بباوي البُعد السماوي في تعامل الله معنا، ولماذا جعل الصعود السماء والأرض واحداً. ويجيب عن أسئلة عن الفرق بين سحابة المجد في التجلي وفي الصعود، وهل كانت الكرازة معطلة انتظاراً للصعود؟ وما معنى أن المسيح أصعدنا معه إلى السموات؟
صعود الرب يسوع بالجسد إلى السموات -1
التعليقات
مواضيع ذات صلة
Related Posts
- صعود الرب يسوع بالجسد هو كمال التدبير
من خلال نص القديس بولس في الرسالة إلى أفسس 4: 1 - 13 والذي يتكلم…
- تعليم الرب يسوع
هناك حقيقتان في غاية الأهمية، هما: أن تعليم الرب هو التعليم الذي أسس العهد الجديد،…
- معمودية الرب يسوع في الأردن
سوف نحتفل بعيد "الثيؤفانيا" (الظهور الإلهي) بعد احتفالنا بعيد تجسُّد ابن الله الكلمة. عيدٌ عظيمٌ…
6 تعليقات
ايوه كده لا تتركنا فترات طويله بدون الطعام العقلي العديم الغش
كل سنة وحضرتك فى مزيد من الايمان المثمر …
انت تقول ان المسيح لم يقل لأي انسان انت خاطى وذلك خلال الثلاث سني ونصف
حسنا ..ولكنه قال فى امثاله : اذهبوا عنى يا ملاعين ..ايضا : يشقه من وسطه …
وكلمات يسوع اتعبتنى كثيرا
الدينونة في الأمثال هي عن نهاية العالم،
وليست عن معاملة الله للخطاة في هذا الزمان
يوجع قلبي جداً ذلك التعليم العام الذي يخلو من التمييز، الذي لم يعد له عملٌ دائم في التعليم المعاصر.
ما يذكره الرب يسوع عن الغصن الذي رفضه وهو الوارد في يوحنا 15 هو عن الشعب الذي رفض الرب لأنه تمسك بتقاليد الشريعة.
ويوحنا 15 يأتي بعد غسل الأرجل وتحذير بطرس (14: 36 – 38). وتحذير التلاميذ احتوى على شقين: الأول هو مجيء الآب بالابن ليصنع له منزلاً (14: 23)، ثم عطية السلام (14: 27 – 31)، ويجيء بعد ذلك الحديث عن الكرمة الحقيقية أي يسوع الذي صار هو كرمة الرب بدلاً عن إسرائيل القديم. وعندما ننزع الكلام من سياقه -كعادة وعاظ هذا الزمان- لكي نُدخِل الرعب والخوف في القلوب، فإننا نُسلِّم الذين يسمعون هذا الترهيب والتخويف إلى “اليأس” من مراحم الرب، كما لو كان الرب بالمرصاد، ينظر منا هفوة لكي يقتل الحياة التي وهبها لنا!!!
وأمثال الوزنات ومحاكمة العبيد غير الأمناء هي كلها من أمثال الملكوت، حيث يقول الرب: “يشبه ملكوت السموات …”، وهو هنا لا يعلِّم عن معاملة الخطاة، بل عن نهاية ملكوت هذا الدهر، والمصير الذي ينتظر الذين لم يدخلوا الملكوت بالولادة الجديدة.
أول مبادئ التمييز هو: أننا ملتزمون بما أُعلِن في اللحم والدم، أي في حياة يسوع المسيح الذي رأيناه والذي سمعناه، والذي نشترك في حياته، فقد سلَّم حياته لنا كاملةً في العشاء السري، لا لكي يدمر الآخرين، بل لكي يمجدهم (يو 17: 23).
ثاني مبادئ التمييز هو: إن الرب لم يطرد بطرس فعلاً، ولا رفض غسل أرجل يهوذا، ولا ابتعد عن العشارين والخطاة، بل كان دائماً “محب البشر” لا بالقول وحده، بل بالفعل أيضاً. ولذلك، ما أُعلِن في تاريخ الخلاص، أي حياة الرب يسوع هو ما يخص هذا الدهر الذي نحياه، أمَّا ذلك الذي لم يعلن في لحم ودم يسوع، فهو الآتي، ولذلك كان تعليماً بالكلمة فقط، ولم يكن تعليماً بالكلمة والفعل؛ لأن ما سوف يحدث في يوم الدينونة لم يُعلَن بعد في ذاك الذي “صار جسداً وسكن بيننا” (يو 1: 13 – 14).
أمَّا التعليم الذي يتطايق تماماً مع اللحم والدم، فقد سجَّله المعلم الماهر لوقا في أصحاح 15 عندما قال إن العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه (لو 15: 1). وهنا تذمَّر تلاميذ الشريعة؛ لأن الرب كان يأكل مع الخطاة، وهي كلمة مهذبة جداً يُقصد بها الزناة (لو 15: 2)، وهنا نطق الرب بمثل الخروف الضال الذي لم يجد فيه الراعي الخروف فقط، بل “يضعه على منكبيه فرحاً” (لو 15: 5)، ثم يجيء مثل الابن الشاطر. والأب هنا هو يسوع نفسه لأنه يرد على الذين يتذمرون عليه، وهو هنا يشير بطرفٍ خفي في هذا المثل، بل في رقة إلى الابن الأكبر. أما فيما يخص الابن الزاني الشرير، لما رآه وهو لم يزل بعيداً تحنن أبوه وركض ووقع على عنقه وقبلَّه (لو 15: 20). وهنا لم ينتظر الأب (يسوع) توبة واعتراف الابن؛ لأنه رأى في عودة الابن رغبة في العودة إلى ما كان عليه. ولاحظ -عزيزي القارئ- أن المثل لم يذكر كلمتين صارتا معاً من معالم الشريعة في زماننا: التوبة والاعتراف، اللتان لا تشرحان “تحنن … وقبَّله فرحاً (قبلة المصالحة)”.
ثالث مبادئ التمييز هو: رفض التعليم العام الذي يخلط بين يوم الدينونة، ومعاملة الله للخطاه، وهو ما تعبِّر عنه القراءة الدقيقة جداً لرسائل رومية وغلاطية وكولوسي.
وعلى سبيل المثال، نحد أن التعليم في عب ص 10 من أول عدد هو عن تفوق نعمة العهد الجديد، ثم يأتي التعليم العام لكي يجعل من كلمات 10: 29 العقاب الأشر لكل من داس ابن الله. ولو قرأ الوعاظ بقية النص، لصار التعليم خاصاً برفض يسوع بسبب العودة إلى اليهودية، وهو ما يذكره الرسول نفسه بقوله: “وحسب دم العهد الذي قُدِّس به دنساً” (عب 10: 29)؛ لأن دم الإنسان الذي يُسفَك يدنس اليهودي، وهكذا كانت نظرتهم إلى موت الرب على الصليب، ثم تجيء بقية النص “وازدرى بروح النعمة”، أي ما جاء في العهد الجديد الأبدي. ولعل خاتمة الإصحاح تدوِّي في آذان الكل: “أما البار فبالإيمان يحيا” (عب 10: 38)؛ لأن اليهودي هو من يحيا بالشريعة، ولذلك يكمِّل الرسول: “وإن ارتد عن الإيمان (إلى الشريعة) لا تُسَرُّ به نفسي”.
لنتمسك بالرب يسوع المصلوب والحي الذي ليس هو فقط بيننا، بل هو فينا؛ لأنه لا يوجد أحد يكره عضواً في جسده، ولكن نحن أعضاء جسد المسيح، لذا يحبنا الرب كما يحب جسده. أمَّا العبد الذي سوف يشقه من وسطه، فهو العبد الذي اختار طريق الهلاك، ورفض الإيمان. ولعل رفض الإيمان هو الخطية الأعظم؛ لأنه بكل يقين “بدون الإيمان لا يمكن إرضاؤه”.
لنتمسك بالإيمان، وبمحبة الرب الخاصة للخطاة لأنه بالعمل وليس بالقول وحده، يُوصَف بأنه “مُحب البشر”.
جورج حبيب بباوي
أول يونيو 2014
عندما سألت امرأه ريفيه عجوز ماذا تفهمين من القداس يا امي قالت “انا باروح اقول يامحب البشر”
الأخت العزيزة نادية سيليدس
سلام من ربنا يسوع
“يقطعه أو يشقه من الوسط” تعني القطع من شركة الجسد، وليس شق الإنسان نفسه؛ لأن “الوسط” هو تعبير عن الشركة في حضور الرب “إذا اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي هناك أكون في وسطهم”.
أما “اذهبوا عني يا ملاعين”، فهؤلاء هم رافضوا الإيمان؛ لأن مع الإيمان يأتي الوعد بالبركة والقيامة ومجد الحياة الأبدية، والملعون هو فاقد حياة الإيمان أو بركة يسوع، وهي التي تجعله يفقد الشركة.
أُجدد التحذير بأن ما يقال عن اليوم الأخير، يوم الدينونة، لا يخصنا في هذا الزمان، زمان التوبة والخلاص. علينا أن نطلب سكنى محبة الله في قلوبنا، وهذه يسكبها الروح القدس في قلوبنا (رو 5: 5).
مع تحياتي
دكتور
جورج حبيب بباوي
د, جورج الذى نعتز به وفخر به وسنظل نتعلم من علمه الغزير مهما كبرنا فى السن..
كل الشكر والتقدير لحضرتك لاهتماك وردوك الايمانية السليمة ..الله قادر ان يزيدك نعمة وبركة