لخَّصَ الآباءُ في نيقية لُبَّ الإنجيل في عبارةٍ كاشفةٍ عن عمق خبر الإنجيل أو البشارة المفرحة: “هذا الذي لأجلنا نحن البشر ولأجل خلاصنا نزل من السماء ..“. جاء بالسماء على الأرض. وتهتف أُم الشهداء: “جعل الاثنين واحداً، أي السماء والأرض“. ونحن نقول في الساعة الثالثة: “إذا ما وقفنا في هيكلك المقدس نُحسب كالقيام في السماء“، و”احسبنا مع القوات السمائية“، ومعهم نسبِّح: “قدوس. قدوس. قدوس“.
كنت أسأل نفسي دائماً: من أين جاءت هذه الجسارة على مخاطبة الثالوث، وما هو مصدر هذه الثقة؟ وكان أساس التدبير هو السند. لقد وحَّد الإبن الكلمة ابن الآب الوحيد الأُلوهة، ذات أُلوهة الآب والروح القدس، وحَّد هذه الأُلوهة بالإنسانية التي أخذها من أُم النور، وبذلك لم تعد السماء والأرض بُعداً جغرافياً، بل صارت السماء هي الحياة الجديدة.