يوم نياحتك كنتُ في بيروت، وجئتني في حلم تودعني، وقبَّلتني فأدركتُ أنك سترحل، وفعلاً رحلت، وكان خبر انتقالك هو ثانِ خبر في نشرة الساعة الثانية والنصف بعد الظهر من إذاعة القاهرة.
كنتَ مثالاً صالحاً، ليس بالكلام وحده، بل بالسلوك أيضاً، فعندما فُصِلَ زميلٌ لنا في القسم النهاري، وكنتُ قد ذهبتُ لحضور صلاة العشية، سألتني عن الزميل المفصول والمطرود، وأعطيتني خمسة جنيهات لأشتري له فواكه، وقلت لي: هوَّ اللي يغرق ندوس عليه نفطَّسه، ولاَّ نمد له إيدينا؟
وجاءت لجنة كنسية تشكي من أن الكاهن يصلي القداس وهو سكران، فلم تطلبه، بل انتظرت حتى جاء ليسلم عليك، وطلبت إليه أن يصلي معك أربعاء، ثم جمعة، ثم أحد، ومرت أسابيع قبل أن يسألك الكاهن عن سبب وجوده معك، فقلت له: أنا باحب صلاتك، ومر ما يقرب من عام حتى جاء الكاهن واعترف، وسألته إن كان يحب أن يبقى معك أو يعود إلى كنيسته، فطلب أن يعود، وعاد.