التعليم الكاذب
مِن الداخل لا من الخارج يأتي الهجوم الخطير على أُم الشهداء. وهو هجوم يتحصن في التعليم الكاذب الذي يقدمه معلمو الكذب الذين اعتلوا -في غفلةٍ من الزمن- منابر التعليم في الكنيسة.
المتابع لما يقوله وينشره هؤلاء المعلمون لا بد وأن يصل إلى نتيجة مؤداها أن روح الرب قد فارق كنيسة مصر أُم الشهداء.
هل في هذا مبالغة؟ أدعوك قارئي العزيز أن تتأمل:
1- نحن نؤمن بأن الابن المتجسد لا يمكن فصل جسده عن أُلوهيته ولا عن الآب والروح القدس، فإن كنا نأخذ مواهب الروح القدس، لا الروح القدس نفسه، كما يشيعون، ألا يصبح جسد المسيح الواحد الكنيسة خلواً من الروح القدس؟ ألا يضرب هذا التعليم الكاذب وحدة جوهر الثالوث؟!!! هكذا يفترون ويكذبون، وفتاوى مطران دمياط تقدم الدليل والبرهان على الفصل بين الابن رأس الكنيسة، والروح القدس مؤسِّس ومعطي الحياة لجسد الرب أي الكنيسة.
2- نحن نؤمن بأن جسد المسيح الواحد لا يموت لأنه حيٌّ بسبب قيامة الرب، ولأن الروح القدس أقام يسوع من الأموات وأعطى حياةً لجسده ووهب السرائر لحياة أبدية. فإن كنا نأخذ مواهب الروح القدس لا الروح القدس نفسه كما يدَّعون، ألا يعني هذا أن المسيح قد مات دون أن يقم؟ أليس هكذا -عن جهلٍ- ينكرون القيامة والحياة الأبدية التي تجمع أجساد المؤمنين، وتجعل الكل جسد المسيح الواحد الذي يجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد؟!!!
هكذا ينصب الشيطان شبكة الموت، وهكذا يدعي معلمو الكذب على أم الشهداء أنها أقفرت من الروح القدس، بالرغم من أنهم يعلمون أن أم الشهداء تطلب الروح القدس في كل الصلوات، وتستدعي الروح القدس في كل قداس، وترفع يديها في صلاة الساعة الثالثة إلى الملك السمائي المعزي الروح القدس أن “هلم تفضل وحل فينا …”، ولكن لأنهم بشفاههم يرددون ما يقولون، هكذا بالجهل ينطقون.
أعان الله أُم الشهداء على ما تعانيه من محنةٌ قاسية أوقعها فيها بعضٌ من النغول.