رداً على مقال الأنبا بيشوي بعنوان الخطية الأصلية بمجلة الكرازة في عدد 14 مارس 2014
لا يريد الأنبا بيشوي مطران دمياط الخروج من مستنقع العصر الوسيط، ولا يعرف -مع فرض حسن النية- كيف يتخلص من اللاهوت المدرسي الذي لا ينتمي للكنيسة الأرثوذكسية التي يقوم فيها هو أسقفاً يُطلب من فمه التعليم الصحيح. ولا يدرك الأنبا بيشوي أن التعليم -في الكنيسة- ليس قضيةً شخصيةً، بل هو مسئوليته التي سوف يعطي عنها حساباً أمام من أقامه أسقفاً في كنيسته. وهذه المسئولية تتطلب منه أن يبذل الجهد تلو الجهد في البحث وراء الحقيقة الأرثوذكسية حتى يستطيع أن يفصِّل أو يقطع كلمة الحق باستقامة، أمَّا أن يستمر يعلِّم بما نبهنا أكثر من مرة، وفي أكثر من مقال على خطئه، وأثبتنا -من الكتاب المقدس والآباء والليتورجية وتاريخ العقيدة- عدم أرثوذكسيته، بل ويحاول لَي كلمات الكتاب المقدس والآباء إمعاناً في الإصرار على الخطأ، فهو ما لا نفهمه.
لتنزيل الملف
4 تعليقات
صباح الخير يا استاذنا الحبيب – وسوف أزيدك من الشعر بينآ . هل تعلم أن نيافة العلامة الجهبز يعلم : أن الجنين الذى يموت في بطن أمه والطفل الذى يموت ولم يعتمد كلاهما لا خلاص له _ وقد اسند ذلك الي علم الله السابق بأن هؤلاء سوف يكونوا اشرار مثل أطفال الوثنيين الذين أمر الله بإبادتهم في العهد القديم – وبالمناسبة الاخ سامح موريس رجع وسحب كل كلامه واعتذر ان الناس فهمته خطأ _ هذا الشخص الذي مدحه السلفيون في نكسة 25 يناير – وقد التقي العملاء ضد الوطن وضد أم الشهداء – حفظ الله الوطن وحفظ الله كنيسته أم الشهداء . وختامآ لك كل الشكر من أولادك وهم كثيرين وأنا واحد منهم . حفظك الله موفور الصحة والعافية وتعيش وتعرفنا بل تسلمنا شخص المسيح الإله المبارك إلي الأبد . الرب معك أيها الرجل المحبوب .
الى دكتور جورج …ان التعليم بعدم وراثة الخطية نفسها هو تعليم جديد على مسامعنا … لكنى أريد ان استفسر … مادمنا لم نرث الخطية نفسها ولكن ورثنا الطبيعة الفاسدة القابلة للموت الجسدى و الروحى …وبهذا صارت الخطية التى نعملها هى بمحض ارادتنا و ميل الطبيعة للشر … فكل من سيطرت عليه الطبيعة المائلة للشر صار خاطئا و يحتاج للخلاص وهنا لى استفساران 1- اذا امنا العذراء لم ترث الخطية كسائر بنى أدم جميعهم … بل ورثت طبيعة فاسدة تميل للشر ولكن نعلم من الكتاب المقدس و كتابات الاباء و الليتورجيا ان امنا العذراء عاشت بدون عمل ادنى خطية خارجة منها او تحمل ارادتها … 2- هناك بعض من قديسى العهد القديم لم يذكر الكتاب المقدس لهم خطية بشرية قاموا بها بارادتهم مثل اخنوخ … ويوحنا المعمدان فى العهد الجديد بماذا استفادت العذراء مريم و امثال اخنوخ و يوحنا المعمدان من القديسين من فداء المسيح … اعتقد طبقا لزعمكم انهم لم ياخذوا غفرانا للخطية اذ انهم لم يرثوا الخطية من ادم ولا فعلوها بارادتهم لن طبيعتهم لم تميل لفعل الشر ؟؟؟؟ام ان الفداء بالنسبة لها و للقديسين الذين ذكرت مثالين لهم كان الفداء بالنسبة لهم هو الحصول مرة اخرى على طبيعة غير فاسدة تتمتع بالخلود وعدم التألم … طبيعة متألهة ؟؟؟؟اشكركم على مجهوداتكم الكثيرة … والرب يعطى سلاما وبنيانا لكنيسة الله الواحدة … سلامة التعليم و نهضة روحية حقيقية للكنيسة الارثوذكسية القبطية .
استاذنا الكبير ومنارة هذا الجيل الدكتور جورج بباوي;
جاء في ردكم الرائع على تعاليم “الأنبا بيشوي” غير الأرثوذكسية بعنوان: “وراثة الخطية أم سيادة الموت؟”وتحديداً في صفحة ٦٤ (في مستهل الفصل الرابع):
{في الرسالة إلى الوثنيين يؤكد القديس أثناسيوس ما سبق وذكرناه: “الشر لم يكن له وجود من البدء بل هو غير موجود الآن في القديسين” (٢:١)؛ لأن الشر من اختراع الإنسان ، وهو ثمرة المخيلة، ولذلك اخترع الإنسانُ الشر على صورته هو ومثاله هو، وهو ما أدى إلى الوثنية.}
نعم سيدي، اتفق معك تماماً في أنَّ الإنسان ليس بالطبيعة شريراً وأنًّ الشر لم يكن له وجود من البدء ولكنه وُجد وبدأ عندما داهم فكر الكبرياء قلب ذلك الكروب الشقي واستسلم له. لكنني توقفت طويلاً متحيراً أمام العبارة التي اعقبتها ” لأن الشر من اختراع الإنسان “!!
فكيف يكون الشر من اختراع الإنسان وهو (أي الشر) موجود قبل وجود الإنسان؟ ألا تدلنا شجرة مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ (تك 2: 9) . التي غرسها الرب الإِلهُ في جنة عدن على أن الشر كان موجوداً قبل سقوط الإنسان الأول؟ وإلا فما دلالة التسمية؟
لا يوجد بالكتاب المقدس ما يدعم فرضية سقوط الإنسان قبل سقوط “لوسيفر” إن جاز لنا أن نستخدم هذه الفرضية كي ننسب اختراع الشر للإنسان!!!
فإن كان الشر من اختراع العقل الإنساني يترتب على ذلك أن الإنسان بالشر الذي ابتكره عقله مسئول عن سقوط “لوسيفر” أي هو الذي اغواه وليس العكس كما يعلمنا الكتاب وكما تفضلتم وأشرتم إلى ما كتبه القديس أثناسيوس في رده على ابوليناريوس: { الله لم يخلق الإنسان خاطئاً، بل خلق في عدم خطية، ولكن غواية الشيطان جعلته يعصي وصية الله، فأخطأ للموت…ص ٦}. فهل غواية الشيطان تخرج عن نطاق الشر؟ اسماه الكتاب “الشرير” وعلمنا سيدنا المسيح أن نصلي “ولكن نجنا من الشرير”.
رغم الإيجاز الشديد والغموض الأشد اللذان اكتنفا الإصحاحات الأولى من سفر التكوين ورغم عدم الإشارة إلى خلق الملائكة لكن الأمر المفروغ منه والذي لا جدال فيه هو أنًّ الإنسان كان آخر المخلوقات. وبناء على ذلك فالذي سقط اولاّ هو الذي عرف الشر وعمله اولاّ قبل خلق الإنسان.
الإنسان ضحية حسد وإغواء الشيطان (وهذا طبعاً لا ينفي مسئولية الإنسان الذي خُلِقَ بإرادة حرة واستلم وصية واضحة من الخالق مع تحذير بعقوبة إن خالفها).
آمل أن يسمح وقتكم بتوضيح هذه النقطة بتفصيل اوسع ولكم خالص مودتي وتقديري على عملكم التنويري البديع.
الأستاذ الدكتور جورج حبيب بباوي;
نعمة لك وسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح.
أشكرك جزيل الشكر على تكرمك بالرد رغم مشغولياتك وضيق وقتك.
لم يخطر قط على بالي مدى خطورة الرمز في “شجرة معرفة الخير والشر” الذي تفضلت وشرحته بأكمل صورة بمكن أن يقدمها مُعلم مقتدر لطالبي المعرفة فقد كنت أظن (كما العديد غيري) أن تلك الشجرة مجرد أداة لاختبار الطاعة والتمسك بالوصية على غِرار شجرة الطاعة الشهيرة التي بدير وادي النطرون. لكنك أزلت الكثير من الغموض الذي احاط بها وحجب عن عينيَّ حقيقتها.
لك شكري العميق أيضاً على الملاحظة الأخيرة التي دونتها ببراعة المعلم المُحنَّك فقد لمست من كلماتك أنك ادركت من ظاهر سؤالي وتعليقي ما يدور بخلدي وقرأت ما لم اكتبه جهاراً من تساؤلات حول ذات الأمر وقطعاً هي ليست غريبة عليك ولربما سألك عنها قبلاً غيري من القراء.
اعتقد أنني ساظل اتفكر في ملاحظتك القيمة لفترة ليست بالقصيرة خاصة خلال تأملاتي ودراستي للكتاب المقدس كما آمل أن يستفيد منها الكثير من الذين يتابعون كتاباتك مثلي.
سيدي:
الذي جعلني اتسائل عن أصل الشر ومصدره هو النص (المربك حقاً) الذي جاء بسفر إشعياء النبي:
“مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ، صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ. أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هذِهِ.” (إش ٤٥: ٧). ولماذا استخدم كاتب السفر تعبير “خالق الشر” عوضاً عن “جالب الشر” كما يشرحها بعض هواة التفسير؟ بداية ظننت أنها خطأ في الترجمة العربية كالعديد من الأخطاء التي تذخر بها الترجمات العربية لكن بالرجوع للنسخة العبرية لا خلاف على الترجمة فقد وردت نفس العبارة (وَخَالِقُ الشَّرِّ- וּבוֹרֵא רָע).
هذا بالإضافة لبعض التساؤلات و الخواطر التي كنت ادونها خلال قراءتي وتأملاتي في الأسفار المقدسة وعلى سبيل المثال لا الحصر:
– إن كان تجسد الكلمة في فكر الله قبل تاسيس العالم فسقوط الإنسان قبل خلقه مُحتَّمٌ بلا شك.
– هل كان ممكناُ سقوط الإنسان الأول دون مؤثر خارجي (غواية الشيطان)؟
– لماذا سمح الله للشيطان بالتواجد بقرب الإنسان في (جنة عدن) إلى الدرجة التي تقمص فيها الحيَّة ليغوي حواء؟
والعديد غيرها من التساؤلات التي لن يتسع لها الحيز الآن.
لك كل الشكر والتقدير على محبتك وسعة صدرك، الرب يزيدك نعمة وعلماُ وكل عام وأنت جميع رواد الموقع بخير ونعمة وسلام.